مناطق بحاجة لمسالك وغاز والقنوات الصرف

معاناة قرى المسيلة على أبواب فصل الشتاء

المسيلة: عامر ناجح

تعيش المئات من قرى ولاية المسيلة تحت وطأة المعاناة والتهميش، على الرغم من تصنيفها تحت ما يسمى بمناطق الظلّ التي خصّصت السلطات العليا للبلاد لها حيزا كبيرا من برامجها التنموية، حيث أعطت تعليمات صارمة للمسؤولين المحليين بجعلها من بين أولوياتها، إلا أن معاناتهم متواصلة وترتفع درجتها مع بداية كل فصل شتاء في ظل غياب غاز المدينة قنوات الصرف الصحي وحتى المرافق العمومية التي كان من الواجب أن أتكون المتنفس لشباب القرى وحتى البلديات دون الحديث عن حالة الطرقات والمسالك الريفية التي تعرف حالة كارثية.
سعت السلطات الولائية بكل الطرق والسبل لأجل تدارك النقائص التي تعاني منها مناطق الظل التي تمّ إحصاء والمقدرة بـ706 منطقة منتشرة عبر تراب الولاية من خلال التنسيق مع المنتخبين ورؤساء الدوائر، إلا أن هاته المجهودات لم تصل بعد إلى جميع مناطق الظل وخاصة تلك المتواجدة في أماكن جبلية تمتاز ببرودة طقسها وتعرف عزلة، حيث تبقى تعاني من غياب أدنى ضروريات الحياة على غرار مشكل الغاز، حيث يضطر المواطن إلى القيام بعدة رحلات شبه يومية للبحث عن قارورات غاز البوتان.
ومن بين القرى التي ما يزال مواطنوها في انتظار وصول دورها في التنمية قرية لبراكتية التي تعد من بين أقدم قرى بلدية أولاد دراج التي تعاني العزلة على الرغم من سعي فعاليات المجمتع المدني بكل الطرق لإيصال صوتهم للمسئولين، إلا أن الأمر بقي حبيس الوعود.
 ولعلّ أهم ما يؤرق حياتهم هي حالة الطرقات الكارثية خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول إلى مستنقع للأوحال يستحيل السير عبره بالسيارات ونفس الحال تعانيه طريق عطية طهير بقرية السلامات والطريق الرابط بين زعبار وبرابح .
 وما زاد الأمر تعقيدا هو تنقلات تلاميذ مدرسة العقيد عميروش المتواجدة بقرية حمريط والتي يعاني تلاميذها الاكتظاظ إذ وصل حد 200 تلميذ بها، وبنظام الدوامين في ظل وجود أحد الأقسام في حالة يرثى لها، خاصة وأن الأمطار تتسرّب إلى داخله بكل سهولة.
 كما يعاني سكان منطقة النشاط قديشة ببلدية برهوم بالمسيلة غياب قنوات الصرف الصحي والتي تقف حجرة عثرة في وجه انطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية والخدماتية في ظلّ وجود العديد من المشاريع الإستثمارية على غرار مصانع البلاط ومحطات الخدمات والعديد من محلات قطع الغيار باعتبارها منطقة حضرية بامتياز.
 وبالإضافة إلى وجود سوق أسبوعي للسيارات، دخل مؤخرا حيز الخدمة إذ تعتبر منطقة قديشة الجيب المالي للبلدية برهوم باعتبارها منطقة نشاط تتوسط الطريق الوطني رقم 40 واستفادت مؤخرا من مشروعين هامين يخصّ ربطها بالكهرباء الريفية وغاز المدينة.
 وما زاد الأمر الوضع سوءا هو حفر «الترسّب» التي يعتمد عليها السكان والتي اضطر الكثير منهم إلى حفرها بالشوارع خاصة وأن المنطقة تعتبر حضرية وبات يطلق عليها برهوم الجديدة وهو ما أحيا مطلب ربط المنطقة بقنوات الصرف الصحي في أقرب الآجال، خاصة وأن العديد من السكان محتارون في كيفية التصرّف في مياه الصرف الصحي وما تكرسه من انتشار للأمراض والأوبئة خاصة في فصل الصيف.
 المشكل يعاني منه المستثمرين الذين يحبذون الاستثمار في مشاريع تتطلّب ربط المنطقة بقنوات الصرف الصحي على غرار قاعات الحفلات ومحطات غسل السيارات وفي ذات الموضوع أفادت بعض المصادر، أن المصالح المحلية أجرت دراسة ربط المنطقة بقنوات الصرف الصحي في انتظار تدخّل المديرية المعنية لتجسيد المشروع في أقرب الآجل.
 من جهة أخرى، يطالب السكان بضرورة إنجاز مدرسة ابتدائية بمنطقة النشاط قديشة خاصة وأن أبنائهم يتنقلون إلى مدرسة قرية لهلالات أو لعطال لمسافة طويل ويحتم على الأولياء مرافقتهم بشكل يومي لإيصالهم إلى أماكن الدراسة، كما يفرض على السلطات المحلية في كل عام بتوفير حافلة نقل للتلاميذ في ظل قلتها وتزايد القرى والتلاميذ من عام لآخر.
قرية النفيضة بعين الخضراء.. الوجه الآخر للمعاناة
 تشتكي قرية النفيضة ببلدية عين الخضراء، الواقعة بالجنوب الشرقي لولاية المسيلة، هي الأخرى من معاناة لا تقل عن نظيرتها من القرى التي تمّ التطرّق إليها، خاصة وأن قرية النفيضة لا تبعد عن مقر البلدية سوى كيلومترات فقط وعلى الرغم من أن مطالبهم معقولة، إلا أنها ما تزال تراوح مكانها منذ سنوات رغم تعاقب المسؤولين عن تسيير المجلس البلدي.
فالطريق الذي يربط قرية النفيضة مع البلدية على مسافة 03 كلم يعاني اهتراء كبير، كما أن عرضه لا يتجاوز 03 أمتار فقط وهو ما يشكّل عائقا أمام تنقلات السيارات والتلاميذ، خاصة في فصل الشتاء، حيث تصبح الطريق مليئة بالأوحال يضاف إلى هذا حسب ما أكد أحد السكان تنقل سكان القرية التنقل إلى مقر البلدية لاستخراج وثائقهم في وسط الزحام، بالإضافة إلى هذا يشتكي السكان من عدم دخول المستوصف الصحي حيز الخدمة منذ إنشائه سنة 2008، وهو ما فرض على السكان التنقلات اليومية لأبسط الفحوصات أو اللقاح.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024