انعدام الماء مأساة لم تجد طريقا للحل ببئر العاتر

أكثر من 120 ألف نسمة تحت رحمة البطالة وأخطار أمراض فتّاكة

تبسة: عليان سمية

تعيش أكثر من 120 ألف نسمة ببئر العاتر الحدودية جنوب تبسة في وضعية كارثية ميزتها معاناة ثلاثية قاتلة البطالة وأخطار أمراض فتاكة بسبب إشكالات صرف المياه القذرة في فضاءات مفتوحة مع انعدام الماء الشروب وتحاصيص اجتماعية معطلة.
 يرفض شباب بئر العاتر شبهة اتهامه بالتهريب والانخراط طوعا في شبكات التجارة الدولية غير المنظمة بين تونس والجزائر وقد كشفت مجموعة منهم نحن نحب الجزائر حتى النخاع ولن نقبل أن يمسها سوء ومعاناتنا على الشريط الحدودي درع لحماية هذا الوطن ولا نقبل الاتهامات بكوننا مهربين «وتحدث الشباب عن البديل في توفير مناصب الشغل بالاستثمار المنتج وتشهد المدينة يوميا احتجاجات للبطالين من الجامعيين وحملة التخصص من مراكز التكوين، وأنتقد العاطلون عن العمل الوعود الكاذبة وتسريبات استفادت من مناصب عمل في المؤسسات المنجمية والبترولية خلسة وتحت الطاولة.
وقد أضحت احتجاجات الشباب البطال بتنظيم تجمعات مستمرة سلمية لأجل المطالبة بمناصب عمل في مؤسسة تسيير منجم الفوسفات سيميفوس بجبل العنق وسوناطراك أنتاج ومؤسسة نقل الغاز إلى أوروبا.
 أين نظم مجموعة من البطالين حركات احتجاجية رفعوا خلالها لافتات شعارات تندّد بالحقرة، مطالبين بمناصب عمل بالمركب وتفادي تهميشهم في منطقة غنية بمختلف الثروات.
 

مناطق نشاطات وهمية وتخصيصات للبناء مع وقف التنفيذ

أضحت الأوعية العقارية ببلدية بئر العاتر التي اختيرت كقطع أرضية مخصصة للبناء في إطار توسيع الاستفادة من التخاصيص الاجتماعية محل تلاعبات كبيرة، بسبب التوسّع الفظيع لمافيا العقار والبناءات الفوضوية التي أنجزت منذ عدة سنوات وشكلت عائقا موضوعيا لإخلاء هذه المساحات الشاسعة أمام المسح العقاري وأملاك الدولة، سيما المستفيدين من القطع الذين وجدوا أنفسهم بالعشرات في بئر العاتر أمام عراقيل ميدانية في مباشرة البناء بالرغم من حيازة عقود مشهّرة لدى الحفظ العقاري ورخص بناء انتهت صلاحياتها.
 ويكشف بعض المستفيدين في بئر العاتر أنهم مجبرين اليوم على الدخول إلى أروقة العدالة كون الصفة القانونية انتقلت من الجهات الإدارية إلى المستفيدين بموجب العقود المشهرة وهي الرحلة التي تمتد لعدة سنوات ويستحيل فيها حتى تنفيذ أحكام المؤسسة القضائية، لأن بعض القطع في بئر العاتر شيدت عليها سكنات بجميع الشبكات وهي ورطة ازلية كرستها وضعية الفوضى والتسيب لأكثر من 30 سنة وعدم توفير العقار لمن يعانون أزمة السكن حينها ووقف نزيف عقار الدولة.

مشكلة انعدام الماء الشروب وتذبذب التزود به يؤرق حياة السكان

ويبقى الاشكال اليومي الذي يعاني منه كل سكان بئر العاتر في المناطق الحضرية والريفية هو انعدام الماء الشروب في منطقة شبه صحراوية، جعلت رحلة البحث عن الماء سيناريو يومي لكل السكان كبيرهم وصغيرهم، حيث يضطر معظمهم الى اقتناء مياه الصهاريج مجهولة المصدر رغم ما يخلفه هذا الاجراء من خطر على صحتهم لاسيما الاطفال والمرضى منهم، اضافة الى المبالغ المعتبرة التي يدفعونها ثمنا لماء هذه الصهريج وهو ما أثقل كاهل المواطنين خاصة محدودي الدخل منهم.
ويأمل البطالون  في تجسيد مشروع تحويل الفوسفات للتخفيف وطأة البطالة في ظلّ تسويفات لحلم قد يتبخر نهائيا بترقية المدينة إلى مصاف الولايات المنتدبة وكوارث بيئية واجتماعية على جميع الأصعدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024