يشكو، العشرات من سكان بلدية بوكرام، غرب ولاية البويرة، من عدة مشاكل تنموية نغّصت حياة السكان وحولتها إلى جحيم منذ عقود من الزمن، حالت دون تحقيق التنمية والتطوّر الذي ينشده سكان البلدية، رغم الشكاوي والرسائل المتكررة للمجالس الشعبية المنتخبة المتعاقبة.
وحسب تصريحات بعض من السكان في حديث لهم مع «الشعب»، أنهم يواجهون معاناة كبيرة مع غياب شبكة المياه الصالحة للشرب في القرى والمداشر المترامية الأطراف، حيث يفتقد السكان هذه المادة الحيوية، خاصة في الفترة الصيفية، حيث تشتد درجات الحرارة وتصل إلى مستويات قياسية، وتشحّ معها الآبار ومصادر المياه، إذ يجد السكان أنفسهم أمام مشكل تدبر لترات الماء لسد رمقهم وفلذات أكبادهم.
ويستعمل السكان الطرق التقليدية لجلب المياه من الأماكن البعيدة، عن طريق استعمال الدواب أو مشيا على الأقدام، فيما يضطر البعض الآخر إلى كراء صهاريج المياه بأثمان باهظة جدا تصل أحيانا إلى 1000 دج للصهريج الواحد.
وأمام هذه الوضعية المزرية قام هؤلاء السكان بعدة شكاوي ورسائل متكرّرة إلى السلطات المعنية، لأجل ربط قراهم بالمياه الصالحة للشرب، على غرار القرى الأخرى التي استفادت من هذه المادة الحيوية قبل سنوات، غير أن مطالبهم ورسائلهم بقيت ـ حسبهم ـ مجرد وعود كاذبة وحبر على ورق.
ويضيف السكان في حديثهم، على غرار مشكل المياه توجد مشاكل أخرى لا تقل أهمية عنها، غياب النقل نحو مدينة الأخضرية التي تبعد عنها بحوالي 35 كلم، مما جعل السكان يجدون صعوبات في إيجاد وسيلة نقل تقلهم، للإلحاق بأماكن عملهم أو بمقاعد الدراسة بالنسبة لتلاميذ المؤسسات التربوية، حيث يعتمدون في تنقلاتهم اليومية على سيارات ا»لكلوندستان»، والتي لا تكفي لتغطية عدد الكبير من المسافرين، لاسيما في الفترة الصباحية، حيث يزداد الضغط أكثر فأكثر.
كما يطالب السكان بتوفير وسائل النقل الجماعية نحو مدينة الأخضرية، فيما ذكر السكان أيضا مشكل انعدام الطرق والمسرات الفلاحية في القرى و المداشر باعتبار أن منطقتهم فلاحية بالدرجة الأولى، ويناشد هؤلاء فرق الغابات شقّ الطرق الفلاحية لتخفف عليهم مشقة التنقل إلى أراضيهم، كما تساعدهم على خدمة الأراضي والغابات البعيدة التي لا يستطيعون الوصول إليها.
فيما طالب شباب البلدية إنجاز ملعب بلدي بمواصفات محترمة، على غرار ما هو موجود في البلديات المجاورة لهم، حيث أشار شباب البلدية أن بلديتهم تتوفر على مواهب شابة في مختلف الرياضات، لاسيما رياضة كرة القدم ويحتاجون فقط إلى الدعم المادي والمعنوي، ويضيف هؤلاء أن البعض منهم ينشط في فرق محترمة في مدينة الأخضرية، مشيرين أنهم راسلوا الجهات الوصية مرارا وتكرارا لإنجاز ملعب بلدي، ينسيهم شبح البطالة التي أنهكتهم لعدة سنوات طويلة.
وعلى ضوء هذه المشاكل والانشغالات المطروحة يناشد سكان بلدية بوكرام السلطات المحلية والولائية للنظر
والإلتفات إليهم، بالإستجابة إلى مطالبهم المشروعة التي ظلّت عالقة لعقود متتالية من الزمن.