تسهر المصالح الفلاحية لولاية بسكرة على متابعة ومراقبة لمنتجات الفلاحية عبر ربوع الولاية، وذلك من أجل حمايتها من الأمراض على مستوى واحات النخيل المعرضة بالأساس آفة بوفروة والتي تخلّف معها خسائر فادحة للفلاحين والاقتصاد الوطني، وتتطلّب معالجتها قبل نضج المنتوج، خاصة المناطق المعرضة لهبوب الرياح والرمال.
تشكّل مختلف الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية هاجسا حقيقيا لفلاحي المنطقة الذين طالما اشتكوا من الانتشار الواسع للأمراض والحشرات التي تصيب منتجاتهم الفلاحية.
إذ تعتبر «البوفروة» و»سوسة التمر» من أكثر الأخطار التي تواجه محاصيل التمور بالنظر إلى الخسائر الفادحة التي تكبّدها هذا القطاع خلال السنوات السابقة وما إنجر عن ذلك من تراجع في الإنتاج وهو ما دفع بالسلطات المحلية إلى إعداد برنامج متكامل وطموح يهدف إلى الحدّ من انتشار هاتين الحشرتين الضارتين.
وبعد إعداد القرار الولائي رقم1097 المؤرخ في 27-05-2015، انطلقت عملية الرصد والاستكشاف للمناطق المعروفة بالبؤر التقليدية وبالإنتاج المبكّر للتمور عن طريق الملاحظة الميدانية والمخبرية ليتمّ بعدها تسطير برنامج المعالجة حسب البؤر تبعا للخريطة الصحية النباتية للآفة وفق عدة معايير أهمها موعد نضج التمور المرحلة الفسيولوجية لنمو التمور توفر أو عدم توفّر المسالك الفلاحية، نظام الغرس للواحة، توقعات درجة الإصابة ونوعية التمور مع الأخذ بعين الاعتبار لنسبة إنجاز كل منطقة.
لتنطلق بعدها أولى مراحل مواجهة هاتين الآفتين، حيث يقوم الفلاحون بإجراءات الوقاية بتنظيف البساتين من الأعشاب الضارة التي تعتبر المصدر الأول لانتشار «البوفروة» و»سوسة التمر» إلى جانب السقي الجيد خاصة في فترة الحرارة المرتفعة هذا ويكون بعدها التدخّل المباشر لمصالح الفلاحة عند تسجيل أو ملاحظة النشاط البيولوجي للآفة.
كما اعتمدت المصالح المختصة في محاربة «سوسة التمر» خلال المواسم الماضية على أساليب حديثة تعتمد في الأساس على استعمال الحشرات النافعة (الأعداء الطبيعية) على مستوى بعض المستثمرات بطولقة وفوغالة تحت عنوان (المكافحة البيولوجية) بهدف خلق وتشجيع نمط من الفلاحة المستدامة الصديقة للبيئة، حيث تمّ إطلاق مدروس لأكثر من 1500 حشرة تم تربتها محليا وبمهندسين محليين على مستوى المحطة الجهوية لوقاية النباتات.
تشير الإحصائيات إلى معالجة 1.014,226 نخلة ضد آفتي (البوفروة وسوسة التمر) من طرف المعهد الوطني للتنمية المحلية في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية والتي بدأت سنة 2015 باستعمال (09) شاحنات، خاصة مجّهزة بالوسائل اللازمة يشرف عليها 18 عاملا مختصا رفقة 12 مؤسسة محلية خاصة بالمعالجة استعملت 24 آلة خاصة بنثر المبيدات و36 آلة محمولة
وفرقة متنقلة لصيانة العتاد في عين المكان للزيادة في سرعة ونجاعة العملية التي تخللها برنامج تكويني من طرف المعهد الوطني لحماية النباتات لفائدة المؤسسات المحلية.
هذه الحملة التي باشرتها السلطات المحلية لولاية بسكرة أتت أكلها وانعكست بالإيجاب على القطاع الفلاحي مع تسجيل انخفاض محسوس في عدد الإصابات بآفتي «البوفروة» و»سوسة التمر» رغم الكثير من الصعوبات
والمعوقات التي رافقت العملية التي يأتي في مقدمتها نقص المياه وتزويد الشاحنات ببعض المناطق ما يحتم على الفرق التنقل إلى مسافات كبيرة وعدم توفّر المسالك داخل بعض الواحات، ما صعّب في دخول شاحنات الرش إلى جانب الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة القصوى، يضاف إليها انعدام ثقافة الوقاية لدى الكثير من الفلاحين الذين أهملوا بساتينهم وهو ما تسبّب في انتشار الآفات الضارة ولعدم مشاركتهم في هذه العملية.
وتشير التقديرات المتوفرة إلى برمجة أكثر من مليون وثماني مئة ألف نخلة خلال الموسم الحالي، موزعة على المناطق الأكثر عرضة ببلدية الحاجب والحوش وغيرها،ونتيجة الإقبال الكبير من قبل الفلاحين، فإن فرق المعالجة تجد صعوبة في الاستجابة لطلبات المنتجين، خاصة وأن هناك من له القدرة المالية للمساهمة في العملية.
وينتظر تدخل الجهات الحكومية لمعالجة لواحاته، الأمر الذي دفع الفرق المختصة إلى إخفاء شاحناتها خوفا من تدخلات المنتجين وتحويلها إلى بساتينهم عنوة، لأن الكمية المتوفرة لا تسمح بتعميم العملية على واحات النخيل التي يفوق عدد نخيلها الخمسة ملايين نخلة على مستوى الولاية.
من أجل حمايتها من الأمراض
حملة لمكافحة آفة بوفروة بواحات بسكرة
بسكرة: عمر بن سعيد
شوهد:432 مرة