جدّد فلاحو وهران، مطالبهم بضرورة تسليم مشروع تهيئة محيط ملاتة، جنوب الولاية لسقي الأراضي الفلاحية بنظام المياه معالجة لمحطة التصفية والتطهير، الكائن مقرها ببلدية الكرمة، والذي كان من المزمع تسليمه تدريجيا، انطلاقا من سنة 2010، لسقي 8 آلاف هكتار عبر مراحل.
تساءل محدثو «الشعب» من مزراعي بلدية وادي تليلات، عن الأسباب التي جعلت هذا المشروع الاستراتيجي، يعرف تأخرا فادحا منذ انطلاق الأشغال على مستواه في غضون سنة 2009، وذلك رغم الوعود المقدمة كل سنة من أجل دخوله حيّز الاستغلال على مساحة أولية تناهز 6.200 هكتار.
يحدث ذلك فيوقت تعاني فيه الولاية أزمة مياه ري، ازدادت حدّتها خلال السنوات الأخيرة، جراء موجة الجفاف وتقلص فترات هطول الأمطار، وهو ما جعل المساحات المسقية، تتراجع بها من 920 في سنة 2000 إلى حدود 600 هكتار حاليا، وذلك من مجموع 88.200 هكتار من الأراضي الصالحة لزراعة بالولاية، 70 ألف مخصصة للحبوب والأعلاف، و5000 للخضروات، فيما تقدّر المساحة المخصّصة للأشجار المثمرة بـ12.000 هكتار، منها 7.900 هكتار مزروعة بأشجار الزيتون، حسب آخر الإحصائيات المتحصّل عليها من مديرية المصالح الفلاحية.
ومن شأن مشروع «ملاتة» الذي سيوجّه أساسا إلى إنتاج الحبوب وخاصة الأعلاف، وكذا أشجار الزيتون وغيرها من الأنواع الأخرى، توسيع المساحات المسقية بوهران وتحسين المردود الفلاحي، حسبما أكّده رئيس الغرفة الفلاحية، براشمي مفتاح الحاج للجريدة، متوقّعا في الوقت نفسه أن تتعدّى مساحة الحبوب المسقية على مستوى هذا السهل 2000 هكتار، إضافة إلى 2000 هكتار من العلف الأخضر و1000 هكتار لتطوير زراعة الزيتون.
كما أبرز زدام في تصريح لـ»الشعب»، بأنّ نقص تساقط الأمطار، ميزة تعرف بها وهران؛ حيث لا تتجاوز في السنين العادية 350 ملم في السنة مع تذبذبها، ممّا أدى إلى نقص كبير في الإنتاج، وعلى رأسها الحبوب التي تحتل المساحة الأكبر في الولاية، وذلك بمعدل 50 إلى 55 ألف هكتار، تخصّص كل سنة لإنتاج هذا النوع من المحاصيل الإستراتيجية.
وكشفت مديرية المصالح الفلاحية، عن تسجيل تراجع كبير في إنتاج الحبوب برسم الموسم الفلاحي 2020 /2021، نتيجة العجز الكبير في التساقطات المطرية.
وتشير الأرقام إلى أنه تمّ حصاد 277 ألف قنطار من الحبوب، منذ انطلاق حملة الحصاد والدرس، قبل شهر على مساحة 45 ألف و821 هكتار، دخلت الدورة الإنتاجية من مجموع 53 ألف و537 هكتار، خصّت بها حملة الحرث والبذر لهذا الموسم بنفس الولاية.
وقدّرت نفس الجهة توقعات إنتاج الحبوب الأربعة الرئيسية من القمح اللين، الصلب، الشعير والخرطال بـ 450 ألف قنطارا، مع تسجيل تباين في معدلات الإنتاج من منطقة إلى أخرى، بسبب تغيّر العوامل المناخية كالأمطار ودرجات الحرارة ومستوى الإضاءة، ففي دائرة وادي تليلات وبوتليليس تراوحت معدلات الإنتاج بين 11 إلى 12 قنطارا في الهكتار، فيما لم تتعدّى 9 إلى 10 قنطار في الهكتار بعديد الأقاليم الأخرى.
ومن ناحية أخرى، تمّ تسخير كافة الإمكانات اللازمة لإنجاح حملة الحصاد والدرس للموسم الفلاحي الحالي، من بينها ست (06) نقاط لجمع المحصول بسعة إجمالية تقدر بحوالي 500 ألف قنطار، ناهيك عن توفير 95 آلة حصاد، 22 تابعة لتعاونية الحبوب والبقول الجافة.
وتبقى المساحة المسقية بعاصمة الغرب الجزائري مرشّحة للارتفاع خلال سنة 2022، نظرا للبرنامج الهام الذي تمّ ضبطه، يتصدّرها مسعى توسيع محيط السقي بعيون الترك من 432 هكتار إلى 1600 هكتار ثم 2000 هكتار، ناهيك عن دخول محيط ملاتة حيز الاستغلال الكلي، فضلا عن التسهيلات الممنوحة للفلاحين من طرف سلطات الولاية في مجال حفر الآبار لسقي محاصيلهم، وكذا الدعم الموجّه من قبل صندوق الدعم الفلاحي لدعم المعدات الخاصة بالسقي، وخاصة المحاصيل الإستراتيجية.