قسنطينة، هذه الولاية التي رغم استفادتها مؤخرا من عديد البرامج التنموية القاعدية، لا تزال التنمية المحلية غائبة عنها في جل المناطق الحضرية منها والمعزولة، لتشكل أكبر تحدي أمام السلطات المحلية، خاصة ما تعلّق منها بمسألة فكّ العزلة على المناطق الريفية المنتشرة بعدد من البلديات التي لم تنل القسط الوافر من البرامج التنموية.
هي مظاهر سلبية أثرت على سكان هذه المناطق التي تشهد نقصا في الهياكل القاعدية التي تعتبر من بين الضروريات الأساسية التي يحتاجها السكان، ما جعل سكانها يتخبّطون وسط دوامة من المشاكل بسبب جملة من النقائص، تأتي في مقدّمتها منطقة حميميم التابعة إقليميا لبلدية الخروب بولاية قسنطينة والتي يقطن بها العشرات من العائلات التي تعاني منذ نشأة القرية وضعية متدّنية نتيجة سياسة التهميش والإقصاء.
«الشعب» في جولة استطلاعية قامت بها رفقة سكان المنطقة على أمل تذكير السلطات الولائية بوضعيتهم التي لا تنفك و تتفاقم على ضوء النقائص وانعدام أبسط ضروريات العيش الكريم، وقفت من خلالها على وضعية المنطقة التي يشكوا سكانها جملة من النقائص والمشاكل التي نغّصت عليهم حياتهم اليومية، في مقدمتها انعدام المؤسسات الصحية، الغاز والكهرباء اللذان يعتبران الغائب الأكبر.
قاطنو واد حميميم، هذا الحي الذي يعتبر من أقدم الأحياء بالولاية، عبّروا عن رفضهم لسياسة التهميش واللامبالاة التي طالت حيّهم العتيق، مذّكرين بمشكل غياب حاويات القمامة، ما حوّل المنطقة لفوضى حقيقية ومفرغة عشوائية خلقت مظاهر أثرت سلبا على البيئة والأراضي المجاورة، حيث أضحت القاذورات ديكور يلازمهم بصورة يومية دون الحديث عن الانتشار الواسع للروائح الكريهة والأمراض الجرثومية، يضاف إلى ذلك مشكل الوادي العابر للمنطقة، الذي تصبّ فيه كل المياه القذرة لعين نحاس.
كما يشتكي السكان، تنامي ظاهرة التسرّب المدرسي المبكّر بسبب الغياب التام للمؤسسات الابتدائية بالمنطقة وكذا غياب النقل المدرسي الذي بإمكانه التخفيف من حدّة الوضع، فضلا عن غياب الهياكل الصحية والربط بالكهرباء، مطالبين من جهة أخرى بضرورة شقّ طريق مزدوج وممر للراجلين يجنّبهم حوادث المرور، زيادة عن التهيئة الخارجية للحي وتوفير مصحة عمومية.
ويذكر أنه تمّ إيفاد لجنة تحقيق تضمّ مديرة الري ومديرة البيئة إلى حي الفنتارية وعين نحاس من أجل معاينة وإنجاز تقرير مفصّل حول وضعية الواد الذي أصبح يشكل خطراً بيئيا حقيقياً على صحة المواطنين القاطنين بواد حميميم باعتبارهم يستقبلون المياه القذرة القادمة من الأحياء السابقة الذكر.
مع تزويد حي 1019مسكن عدل بـ 15حاوية قمامة والسعي لفتح أقسام مؤقتة في مدرسة بشكري عمار ابتداء من الدخول المدرسي القادم وتوفير النقل المدرسي لتلاميذ الإكمالية.