تعرف العديد من المراكز الصحية الجوارية بمختلف بلديات ولاية غرداية، ندرة في توفير بعض اللقاحات الخاصة بالمواليد الجدد والرضع، وهو ما أدّى إلى تأخّر حصول هؤلاء على الجرعات اللاّزمة في الوقت المناسب.
أبدى العديد من الأولياء تخوّفهم وقلقهم الشديدين من الندرة الحادة في اللقاحات الخاصة بالمواليد الجدد والرضع، بمختلف العيادات الصحية الجوارية، على غرار اللقاح المضاد للشلل، البوحمرون والحصبة الألمانية وغيرها من التّطعيمات. الأولياء عبّروا في تصريح لـ “الشعب” عن استيائهم من هذه الوضعية التي تتكرر في كل مرة دون تقديم توضيحات أو تبريرات من المسؤولين في تلك المراكز، والذين يكتفون بالقول أنّ التطعيم غير متوفر في الوقت الحالي، ليترك الأمر مفتوحا إلى آجال غير محددة.
وفي زيارة إلى العيادة متعدّدة الخدمات بالعطف لوحظ ندرة اللقاحات الخاصة بالشهور الأولى، وهو ما أكدته إحدى الممرضات للعائلات التي جاءت من أجل تلقيح أبنائها، إذ أخبرتهم بأن هذا النوع من اللقاح يعاني الندرة في هذه الأيام، وقد أبدى بعض الأولياء تخوفهم من إمكانية حدوث مضاعفات صحية لأطفالهم.
وأكّد مسؤولون في القطاع، بأن أغلب المستشفيات والمستوصفات المخصصة لتلقيح الأطفال عبر تراب الولاية، تسجل نقصا في التموين بهذه اللقاحات، وصرح مديرو الصحة الجوارية بأن المشكل خارج عن نطاقهم وقد تم إعلام مديرية الصحة، ومعهد “باستور” بهذا المشكل من خلال عدة إرساليات، “ونحن ننتظر وصول اللقاحات”، وأضافوا بأنّ كل الوثائق التي تثبت طلبات اللقاح موجودة، لكن لا جواب.
وأشار الطبيب بن عافو، بأنّه لحد الآن لم يتم تسجيل أي حالات مرضية لدى الأطفال، بسبب عدم استفادتهم من هذه اللقاحات، مؤكّدا أنّه وبمجرد وصول الطلبية من معهد “باستور”، فإن مديرية الصحة تعمل على توزيعها في حينها وبسرعة على المصالح المكلفة بالتلقيح على مستوى جميع العيادات الصحية الجوارية بالولاية.
وبخصوص تخوف الأولياء، أكد ذات المتحدث أنه في حال عدم تطعيم الرضع في الشهر الأول يمكن تدارك التأخر في الشهور القادمة، وتطعيمه في الشهر الثالث، الرابع والخامس لأنه نفس اللقاح وتتم إعادته في كل مرة، باستثناء اللقاح المضاد للسل فهو وحيد، وما على الأولياء سوى الحرص على أخذ اللقاح عندما يكون متوفرا.
هذا الوضع أثار استياء مواطني ولاية غرداية، بحيث يتنقلون في كل أسبوع حاملين أبنائهم للسؤال عن اللقاح، ولكن الجواب عادة ما يكون “لا جديد يذكر”، وهذا ما زاد من تخوفهم من إصابة صغارهم بتعقيدات صحية في ظل نقص المناعة التي يتمتعون بها في هذه السن، خصوصا في ظل عدم تمكّنهم من تلقيح أطفالهم في الآجال المحددة، وأن الأمر قد تعدى بالنسبة لكثيرين إلى أكثر من 3 أشهر كاملة.
من جهتها أعربت الأمهات عن تذمّرهن من هذه الوضعية التي أثّرت عليهن، خاصة وأنه بات يتم تأجيل المواعيد في كل مرة بعدما تحملن عناء التنقل إلى المؤسسات الاستشفائية، والعيادات الجوارية من أجل أخذ اللقاح لأبنائهن بصفة متكررة.
وأبدى أولياء الأطفال الرضع تخوفهم من عدم تلقيح أبنائهم، خاصة إذا تعلق الأمر باللقاح الخاص بالشهر الرابع الذي يقي من الشلل ومن وباء التهاب الكبد الفيروسي صنف “ب - أش - بي”، الذي قد يؤثر سلبا على صحة الأطفال الرضع، ويشكل لهم خللا في الوظائف الصفراوية للكبد، وهو ما يعرف بمرض “البوصفاير”، ومن عودة كثير من الأمراض المعدية الخطيرة الأخرى مثل البوحمرون والدفتيريا والشلل والسعال الديكي وغيرها، الأمر الذي دفع غالبيتهم إلى مطالبة الجهة الوصية بالتدخل العاجل لتوفير هذه اللقاحات، خوفا من تعقيدات مرضية في ظل نقص مناعة الأطفال الجدد والرضع.