معاناة يومية يعيشها أغلب سكان عنابة بسبب حشرة الناموس، التي تنتشر بهذه المدينة بصفة رهيبة، الأمر الذي بات يؤرق يوميات العنابيين، وأصبح هاجسهم اليومي يتمثل في كيفية القضاء عليها، خصوصا وأنّها تتقاسم يومياتهم صباحا ومساءً، دون أن تجد السّلطات المحلية حلاّ لهذه المعاناة.
تنتشر حشرة الناموس بعنابة منذ سنوات بعيدة، ويعود ذلك إلى الوضع البيئي الكارثي الذي تعرفه جوهرة الشرق بونة، وانتشار قنوات الصّرف الصحي المهملة والأودية التي ساهمت بشكل كبير في تزايد الناموس ومختلف الحشرات الضارة، على غرار القوارض، وهو ما جعل سكان عنابة يتكبّدون معاناة حقيقية بسببها، ويناشدون في كل مرّة السّلطات المحلية التّدخل في أقرب الآجال لوضع حلّ مستعجل للقضاء عليها، خصوصا وأنّها تسبّب التّوتّر لدى العائلات العنابية لا سيما وأنّها تتزايد في الفترة الليلية.
ويبدو أنّ معاناة السكان وصل صداها إلى المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة جمال الدين بريمي، والذي أسدى خلال جلسة عمل تقييمية لعملية محاربة الناموس ويرقاته عبر إقليم الولاية بحضور جميع المصالح الولائية المعنية، تعليمات صارمة بوضع مخطط استعجالي من خلال جهر الوديان، مجاري المياه والأقبية ونزع الحشائش التي تساعد على انتشار الناموس، لاسيما في المناطق الرطبة والمتضررة، كما طالب بضرورة استغلال عتاد جديد جاهز لرش المبيدات تكثيف المجهودات المبذولة، ناهيك عن تشكيل هيئة تعنى بمتابعة عملية محاربة الناموس على المدى القصير، المتوسط والطويل وتحديد الكفاءات البشرية اللازمة.
ودعا جمال الدين بريمي إلى إشراك مؤسسة “EPIC عنابة نظيفة” في عملية رش المبيدات وتدعيم بلديات الولاية المتضررة بالعتاد اللازم، والاستعانة بالخبرات العلمية والبحثية المختصة الجامعية لضمان الفعالية والنجاعة.
كما أكّد الوالي على ضرورة إشراك المجتمع المدني في عمليات التنظيف والتطهير والحفاظ على المحيط، لمنع تكاثر مختلف أنواع الحشرات والتنسيق مع المصالح التقنية المختصة في العملية.
ويأمل سكان بونة أن يكون هذا المخطّط عملي، ويتم تطبيقه في أقرب الآجال للقضاء على مختلف الحشرات الضارة، التي تشوّه المنظر الحضاري والجمالي لهذه المدينة، والتي قد تتسبّب في نفور زوّارها.