يشتكي سكان حي ديدوش مراد ببلدية عنابة وعلى وجه الخصوص قاطني 440 مسكن من نقص التهيئة وغياب المشاريع التنموية، التي جعلتهم يعيشون وضعية صعبة في ظل صمت السلطات المحلية، التي تتجاهل في كل مرة شكاويهم ومطالبهم بتوفير المرافق الضرورية، وإخراجهم من العزلة التي يعيشونها منذ سنوات.
شدّد سكان الحي على ضرورة التكفل بانشغالاتهم في القريب العاجل، تخصيص زيارة مستعجلة للسلطات المحلية للوقوف على الوضعية التي آل إليها الحي، والذي يعاني من تأخّر كبير في عملية التهيئة وتعبيد الطريق، وتدهور الأرصفة، جعلت السكان يعيشون معاناة يومية وينتفضون ضد التهميش وصمت السلطات المحلية، والتي تضع حي ديدوش مراد خارج اهتماماتها، بالرغم من عمليات التهيئة التي تشهدها يوميا الأحياء المجاورة له، بحسب تصريحات السكان.
وقد أشاروا إلى أنّ هذا الحي بات شبيها بما يعرف بـ «الدوار»، بالرغم من أنه يتواجد بقلب مدينة عنابة، ويعتبر من أقدم أحياء بونة المعروف باسم «لوريروز»، والذي تزداد وضعيته سوءا خلال فصل الشتاء، مع تهاطل الأمطار، التي تتسبب في تراكم كبير للأوحال، مما يعيق حركة التنقل سواء بالنسبة للمارة أو السيارات التي يصعب عليها دخول هذا الحي.
وإلى جانب ذلك، يشتكي السكان من انتشار النفايات في مختلف أرجاء الحي، بسبب غياب حاويات القمامة، ما نجم عنه الرمي العشوائي للقاذورات، وهو ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات السامة، التي باتت تشكّل خطرا على صحة القاطنين، وضعية حوّلت حياة قاطنيها إلى معاناة، خصوصا وأنهم باتوا يتنفّسون الروائح الكريهة بدل الهواء النقي.
وعلى هذا الأساس، طالب قاطنو ديدوش مراد بتوفير على الأقل حاويات القمامة والمكان المناسب لوضعها فيه، إلى جانب تخصيص أيام في الأسبوع لعمال النظافة لتنظيف الأحياء، وتخليصهم من منظر النفايات المنتشرة في الطرقات وعلى الأرصفة، خصوصا وأن هذا الحي يعرف انتشارا كبيرا للتجارة الفوضوية، لاسيما منها بيع الخضر والفواكه على العربات المتنقلة، وما يتركه بعض التجار من مخلفات البيع العشوائي دون أدنى اعتبار للساكنة.
سكان حي ديدوش مراد أكّدوا أنّهم سيواصلون نقل انشغالاتهم دون كلل إلى الجهات الوصية، إلى أن تجد لها أذانا صاغية، مطالبين المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة، جمال الدين بريمي، بزيارة ميدانية إلى هذا الحي للوقوف على الوضعية التي بات يتخبط فيها، في ظل تقاعس المسؤولين بمصالح البلدية والمنتخبين المحليين عن أداء مهامهم، والاستماع إلى انشغالات السكان وتلبية مطالبهم، وتجسيدها فعليا على أرض الواقع.