ما يزال القطاع الصحي يعاني ببعض مناطق الظل بولاية عنابة، حيث تشتكي العديد من الهياكل الصحية من نقائص كان لها الأثر البالغ على صحة المرضى القاطنين بها، والذين لم يتوانوا في مراسلة الجهات الوصية، وعلى رأسها وزير الصحة والسكن وإصلاح المستشفيات للتدخل العاجل والتكفل بمطالبهم، والتي من شأنها رفع البلاء عن سكان مناطق الظل.
يشتكي سكان دائرة وبلدية شطايبي بعنابة من غياب التكفل الأمثل بالمرضى، على مستوى المستشفى الوحيد المتواجد بمقر البلدية، والذي يتسّع لـ40 سريرا فقط، بحيث يتكفل بالحالات العادية، في حين يتمّ تحويل الحالات الحرجة نحو البلديات المجاورة بغض النظر عن صحة المريض، فيما إذا كان يتحمل ذلك من عدمه.
وفي هذا الشأن راسلت تنسيقية جمعية الأحياء لولاية عنابة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمن بن بوزيد، ومناشدته التدخل العاجل بهدف إنجاز قاعة بذات المستشفى مختصة في العمليات الجراحية ببلدية شطايبي، متأملين أن يلقى انشغالهم العناية والتجسيد والمتابعة على أرض الواقع، مؤكدين بأن طلبهم هذا يعد بمثابة صرخة عميقة من قبل جميع أحياء البلدية، والتي يسعون من ورائها إيجاد مخرج لانشغالهم العالق منذ عدة سنوات، والذي لم يجدوا له سبيلا من قبل المسؤولين سواء السابقين أو الحاليين لولاية عنابة.
وأشارت الجمعية في مراسلتها لوزير الصحة على أن بلدية شطايبي هي منطقة ساحلية بامتياز، غير أنها معزولة تماما عن مقر عاصمة ولاية عنابة، حيث تقارب الكثافة السكانية بها من 8 إلى 10 آلاف نسمة، والتي تصل في موسم الإصطياف إلى 10 أضعاف هذا العدد بسبب النزوح الذي تعرفه من مواطني الولايات المجاورة لها، مشدّدة على أنه من غير المنطقي أن تتوفر بلدية مثلها على مستشفى وحيد يتسع لـ40 سريرا ولا يقدم سوى الخدمات العلاجية الأولية العادية.
في حين أن الحالات الخطيرة، أو النساء الحوامل المعقدة وضعيتهم، يتمّ تحويلهم على جناح السرعة نحو المستشفى الجامعي لعاصمة الولاية، والذي يبعد عن بلدية شطايبي بنحو 72 كلم، ما ينجم عنه معاناة كبيرة تؤدي في غالب الأحيان إلى وفاة المريض أو الرضيع أو المرأة الحامل.
وعلى هذا الأساس تتطلّع الجمعية ومن ورائها سكان البلدية، لبعث مشروع بناء غرف للعمليات الجراحية بهذا المستشفى، مع تزويدهم بأطباء جراحين، خدمة للساكنة والحد من معاناة النساء الحوامل والرضع.
وقاطنو سرايدي يطالبون بصيدلية وسيارة إسعاف
من جهتها راسلت جمعية إتحاد الأحياء لولاية عنابة مدير الصحة بالولاية للوقوف على إنشغالات سكان «بوزيزي» و»عين بربر» ببلدية سرايدي، التي تعتبر منطقة نائية ومعزولة، حيث ناشدوه للتدخّل والتجاوب مع مطالبهم المشروعة، في توفير هياكل صحية ترقى لتطلعات السكان.
وأكدت ذات الجمعية، أنه بالرغم من الجهود المبذولة من طرف مديرية الصحة على هذا القطاع، إلا أنه توجد بعض النقائص التي يراها سكان منطقة «عين بربر» و»رومانات» ببلدية سريدي من الضروريات لضمان التغطية الصحية للمواطنين، وعلى رأسها تزويد عيادة «بوزيزي» بسيارة إسعاف، وتوفير الوسائل البشرية الضرورية من شبه الطبيين، حيث يؤكد قاطنو هذه المناطق على حضور طبيب ساعتين فقط في الأسبوع للعيادة.
كما طالبوا بإعطاء ترخيص لإنشاء صيدلية بمنطقة بوزيزي، حيث يعاني سكانها في البحث عن الدواء اللازم لمرضاهم، متأملين التكفّل العاجل بمطالبهم، إيمانا منهم لحرصهم الدائم على تجسيد سياسة الحكومة في التكفل بانشغالات المواطنين، لا سيما القاطنين منهم بمناطق الظل.