قرية «عين آركو» ببلدية تاملوكة (قالمة)

التهميش وإنعدام التنمية يؤرق السكان

قالمة: إلياس بكوش

يشتكي سكان قرية عين آركو، التابعة لبلدية تاملوكة بقالمة، مشاكل ونقائص متعدّدة، رفعت من مستوى اليأس والتذمر فالمشهد واحد، والمعاناة مشتركة بين سكان هذه القرية، التي تعاني في صمت مظاهر التخلف التنموي، ما انعكس سلبا على نفسياتهم وطموحاتهم المكبّلة بسلاسل الإقصاء والحرمان، الأمر الذي دفعهم مرّة أخرى للاستنجاد بالسلطات المحلية والولائية.
«الشعب» تنقلت إلى عين المكان،  وسجّلت شكاوى السكان بمختلف فئاتهم وشرائحهم الاجتماعية، بعدما وقفت على جملة من النقائص والمشاكل المتراكمة ببعض أحياء قرية «عين آركو»، وعلى رأسها إهتراء الطرقات، وقنوات الصرف الصحي والشبكات المختلفة.
وعبر عدد من السكان عن معاناتهم اليومية، مع الأتربة والحجارة والحفر والروائح المنبعثة من الأوحال، والمياه الراكدة والإنعدام الشبه تام للتهيئة، نتيجة الإهمال الممنهج بحقهم، على مدار العهدات الانتخابية للمجالس البلدية.
كما ندّدوا بانعدام الإنارة العمومية، مما جعل القرية تغرق في الظلام الدامس، ما جعل معدلات الجريمة ترتفع بهذه المنطقة المترامية الأطراف، وخاصة السرقة والاعتداءات التي تعرف مؤشراتها ارتفاعا مخيفا في غياب الأمن الذي أصبح توفيره شغلهم الشاغل، سيما وأنّ معظمهم يمتهنون الفلاحة، وتربية المواشي، والأغنام كوسيلة دخل وحيدة في المنطقة.

 مشاريع على الورق
ولا تنهي معاناة سكان «عين آركو» عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل مختلف المرافق الضرورية، وأبسط شروط الحياة الكريمة، يقول ممثلا عن السكان: «إن الوضعية المزرية التي نعيشها منذ سنوات طوال أصبحت مقلقة، وتستدعي  التدخل العاجل للجهات المعنية، لاسيما وأن القرية كانت قد استفادت من مشاريع متعدّدة، برمجت على الأوراق دون تجسيد».
كما عبّروا عن استيائهم الشديد، جراء تحوّل القرية إلى مكبّ للنفايات والقاذورات، ومرتعا مفضلا للحيوانات الضالة والحشرات السامة، نظرا لعدم تخصيص شاحنات لجمع ونقل النفايات بالمنطقة، بما يهدد صحة وسلامة السكان، ولاسيما الأطفال وذوي الأمراض التنفسية.
وأضاف شباب «القرية» قائلين: «نحلم كأبناء جيلنا بمرافق شبانية نفجّر فيها طاقاتنا، وتقنا من الآفات الاجتماعية ودوامة الضياع، سيما وأنّ أغلبنا يلجأ إلى المقاهي ويتنقل حتى البلديات المجاورة من أجل ملء أوقات، في غياب الملاعب الجوارية، والحدائق والمساحات الخضراء وغيرها  من المنشآت  الرياضية والثقافية والترفيهية».
سكان القرية المترامية الأطراف استنكروا الغياب التام للسلطات المحلية، والجهات الوصية، رغم المراسلات المتكرّرة المطالبة بضرورة النظر في انشغالاتهم، وإيجاد حلولا عاجلة لمشاكلهم، التي حوّلت القرية إلى موطن للبؤس، رغم الخيرات والكنوز الطبيعية التى استقطبت كبار المعمرين في الفترة الاستعمارية آنذاك.
كما تعتبر قرية «عين آركو» موطن القمح والزنك، وأكبر احتياطي للمياه الجوفية، التي تمدّ عدة مدن وقرى بقالمة، وقسنطينة بمياه الشرب، عبر شبكة من الأنابيب تخترق القرية الصغيرة في كل الاتجاهات، لكن كل هذه الخيرات والامتيازات والإمكانيات الفريدة لم تشفع لها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19803

العدد 19803

الأحد 22 جوان 2025
العدد 19802

العدد 19802

السبت 21 جوان 2025
العدد 19801

العدد 19801

الخميس 19 جوان 2025
العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025