تقبع أكثر من 2000 عائلة بحدب البقر ببلدية الماء الأبيض بولاية تبسة تحت حصار ثلاثية قاتلة تميزها العزلة وانعدام الكهرباء وأزمة عطش حادة.
تتموقّع عديد السكنات الريفية من حدب البقر إلى هنشير الطيب، بمنطقة يعجز أصحابها عن حركة التنقل، فقد تحدث أغلبيتهم بأنهم يعيشون حياة مأساوية، متسائلين عن سبب عدم رد الاعتبار للطريق بالرغم من إنجاز الجسور عبر الأودية التي تهدّد الإنسان والحيوانات بفيضانات قد تتسبب فيما لا يحمد عقباه.
ويذكر أحدهم، أن عدة مرضى ماتوا في صمت حيث تم الاحتفاظ بجثث الموتى لأكثر من 3 أيام لإتمام عملية الدفن لتذهب وعود الانتخابات في فكّ العزلة عن المنطقة أدراج الرياح، رغم أن البلدية جسّدت مشاريع مماثلة بمناطق ريفية أقل عزلة من حدب البقر والمشاتي المحيطة بها وفتح المسالك في مناطق أخرى.
متخوفون من إنجراف التربة
أثناء تواجدنا بمنطقة حدب البقر، تأسّف أصحاب المستثمرات الفلاحية المنتجة للبطاطا للوضعية الكارثية للطرقات والمسالك الريفية وقال ممثل عنهم: «لقد استثمرنا أموالا معتبرة في إنتاج البطاطا ونتعرض سنويا لخسائر مرتفعة بسبب الأمطار الموسمية التي تجرف كل المزروعات على خلفية كثرة الأودية الرئيسية والفرعية التي تعبر المنطقة وصعود مستوى الأتربة في الأودية، ما يؤدي لخروج مياه الأمطار الكثيفة سنويا عن مسارها وإتلاف حقول البطاطا».
في مقابل ذلك، يرفض أصحاب وسائل النقل الولوج نحو حدب البقر لجلب البذور أو المواد المختلفة والمعدات الفلاحية والحاجات اليومية بسبب هذه الوضعية وفي أحسن الأحوال يوافقون على النقل إلى غاية حدود الطريق المؤدية إلى بلدية العقلة المالحة.
ويقول شاب، لقد ركنت الشاحنة في الطريق 3 أيام بسبب كثرة الأوحال والسيول وانجراف التربة بعد أن تحوّلت حتى المسالك الترابية إلى أودية تهدّد حياة البشر والماشية، فيما يستغني الأطفال عن التمدرس مبكرا بسبب غياب حافلة النقل المدرسي وتدهور وضعية الطرقات.
إنعدام الماء والكهرباء
وجه آخر لمعاناة بعض المشاتي بالماء الأبيض الممتدة من طريق العقلة المالحة إلى غاية كريز وحدب البقر وهنشير الطيب، حيث يفتك العطش منذ أكثر من 5 سنوات بالسكان بسبب سرقة المياه لسقي المستثمرات الفلاحية.
فقد غابت المياه عن الحنفية الجماعية وامتلأت أحواضها بالأتربة على حدّ تصريح بعض سكان المنطقة المحاذين للمنطقة الجبلية، ووجّه بعض السكان نداء لمديرية الطاقة قصد برمجتهم في إطار تنتمية مناطق الظل لربط بعض السكنات التي شيدت بعد البرامج السابقة لربطها بشبكة الكهرباء.