تتواصل معاناة سكان قرية تاقرمبايت حوالي 15 كلم عن عاصمة الأهقار، بسبب التهميش وغياب التنمية، ما جعل القرية وسكانها يعيشون يوميات صعبة، جراء إنعدام أدنى متطلبات الحياة اليومية التي يحتاجها المواطنين بأحد أقرب القرى من حيث المسافة بعاصمة الولاية، والبعيدة عنها من الجانب التنموي.
تنقلت «الشعب» إلى القرية ووقفت على حالة التخلف التي يعيشها السكان الذين عبروا عن استيائهم وتذمرهم من غياب نية للتكفل الحقيقي بمطالبهم الشرعية والمعقولة في نظرهم، خاصة وأنها متعلقة بالصحة، والسكن، والتهيئة العمرانية وغيرها من المطالب المرتبطة بالحياة اليومية.
- طريق كارثية تتسبّب في عزلة القرية
يعرف الطريق الوحيد الرابط بين القرية وعاصمة الولاية، على مسافة قرابة 10 كلم، وضعية كارثية تسببت في عزلة القرية عن باقي أحياء الولاية، الأمر الذي زاد من معاناة السكان، يحدث هذا في وقت يقول أحد سكان القرية (ب،ح) في حديثه لـ»الشعب»: «لا يوجد نقل أو أي خط منتظم يعمل على نقل المواطنين إلى عاصمة الولاية من أجل قضاء حاجياتهم، في ظل إرتباط القرية بعاصمة الولاية سواء من ناحية المعاملات الإدارية أو حتى التجارية، أو حتى تنقل المواطنين إلى تلقي العلاج في الحالة المرضية».
يحدث هذا يضيف المتحدث، في ظل تواجد قاعة علاج أقل ما يقال عنها أنها خارج مجال التغطية، نظرا لأنها لا تقدم أي خدمة عمومية للمواطن، الأمر الذي زاد من معاناة السكان، في وقت تعرف الطريق تدهورا واضح للعيان، رغم الوعود المقدمة من طرف السلطات بتسجيل عملية لتزفيت الطريق المؤدي إلى القرية، لكن تبقى العملية حبر على ورق.
- قاعة العلاج خارج الخدمة
ولعلّ ما يثير إنتباه الزائر للقرية تلك البناية المميزة عن نظيراتها، بلونها وتهيئتها الجديدة، إنها قاعة علاج القرية الملجأ الصحي الوحيد للمواطنين، والتي تقربت منها «الشعب» لتتفاجأ بها مغلقة الأبواب.
في هذا الصدد، أكد لنا المواطنون أن قاعة العلاج تتوفر على ممرضة قاطنة بالقرية وتسعى جاهدة لتقديم خدمة عمومية للمواطنين، لكن ما عساها أن تفعل ـ يقول أحد الشباب ـ في ظل إفتقار القاعة للمواد الضرورية حتى لإسعاف جريح أو حقن إبرة، نظرا لأن القاعة تفتقر لثلاجة من أجل حفظ الأدوية، والأكثر من ذلك بدون إنارة نظرا لانعدام بها عداد كهربائي، ما جعل المواطن في معاناة مع التنقل في ظل تدهور الطريق وإنعدام النقل.
يضيف أحد أعضاء جمعية القرية تين تسكايت، أن قاعة العلاج أصبحت مرفقا مشيدا بلا روح، في الوقت الذي أكد القائمون على الصحة بالولاية في العديد من المناسبات بوضع برنامج بتواجد الطبيب مرتين في الشهر من أجل القيام بالفحوصات الطبية، إلا أن هذه الزيارة لم يرها المواطنون لأزيد من شهرين، الأمر الذي خلف تذمر وإستياء كبيرا في نفوس المواطنين.
- السكن، الكهرباء والإنارة العمومية حلم
وفي سياق آخر، طالب المواطنون بضرورة الرفع من حصة إعانات بناء السكن الريفي، وتخصيص حصة من السكنات الاجتماعية، على غرار القرى الأخرى، فمن غير المعقول حسب أحد المواطنين تخصيص 05 إعانات كأقصى حد لقرية تعرف كثافة سكانية معتبرة، تقارب 200 عائلة معظمهم من الشباب، متسائلا عن السبب الذي يمنع من تخصيص سكنات إجتماعية لسكان القرية على غرار تخصيص سكنات إجتماعية لقرية أتول وقرية تيت.
من جانبه، عبّر مواطن آخر عن تذمره من تعامل شركة توزيع الكهرباء والغاز بعاصمة الأهقار، مع الطلبات المقدمة من طرف مواطني القرية بالربط بالكهرباء، حيث تمّ تقديم أزيد من 50 طلبا منذ أزيد من 07 أشهر، لكن إلى حد الآن لم يتم أخذ طلباتهم بعين الإعتبار، رغم تقديم هذه الطلبات عن طريق جمعية القرية تين تسكايت.
في هذا السياق، ناشد المواطنون السلطات المحلية بتوفير الإنارة العمومية بالقرية، من أجل بعث الإرتياح في نفوسهم خاصة مع فصل الصيف وإنتشار الحشرات السامة بالقرية.
وبما أن القرية ذات طابع فلاحي، طالب السكان القائمين على القطاع بتطبيق تعليمات الوزارة بتعويض فلاحي المنطقة بمنحهم أشجار مثمرة، كونهم تضرروا من مياه الصرف الصحي التي أتلفت لهم العديد من الأشجار والمحاصيل الزراعية.
هذا وشدّد المواطنون على القائم الأول على الولاية بضرورة الوقوف على متطلبات القرية، ببرمجة زيارة تفقدية للقرية ومعاينة مشروع الجسر الذي من المنتظر أن يربط القرية بعاصمة الأهقار، والذي حسب السكان يعرف تهاون في الإنجاز الأمر الذي يتطلب متابعة دقيقة كونه يمثل مستقبل القرية لتقريبها بأنحاء المدينة.
معاناة متواصلة بشكل يومي
«الشعب» تقف على وضعية سكان قرية تاقرمبايت بتمنراست
تمنراست: محمد الصالح
شوهد:401 مرة