بعد سنوات من التّهميش

دائرة وادي تليلات بوهران تسعى للخروج من الركود التنموي

وهران: براهمية مسعودة

تشهد دائرة وادي تليلات جنوب ولاية هران ديناميكية تنموية تطال كافة الجوانب الحيوية، ضمن رؤية بديلة متكاملة تواكب تطلّعات التكفل بمناطق الظل.
تأتي هذه الحركية بعد سنوات من التهميش والإقصاء، عانت خلالها بلديات وادي تليلات والبرية وبوفاطيس وطافراوي مختلف مظاهر التّخلّف والركود التنموي لتتحوّل هذه المناطق ذات الكثافة السّكانية العالية إلى نقاط سوداء تستدعي نهضة تنموية كبيرة في مجالات عديدة.
وتنفّس سكان دائرة وادي تليلات الصّعداء، وكلّهم أمل وتفاؤل في غد أفضل، ينسيهم سنوات الحرمان والإقصاء، في إطار المساعي، الرامية إلى تنمية مناطق الظل، وذلك رغم الصّعوبات والمشاكل العديدة التي ما تزال تتخبط فيها عديد القرى والدواوير النائية.
وعلى ضوء ذلك، كشفت رئيسة دائرة وادي تليلات، يحياوي خديجة، عن إحصاء 15 منطقة ظل، مسّتها مختلف البرامج التي تمّ تسجيلها حسب الأولويات والإمكانيات، وخاصة قطاع الموارد المائية والصرف الصحي والأشغال العمومية، الربط بالغاز، الإنارة العمومية، وتوسيع الأقسام وغيرها من القطاعات.
وطمأنت المتحدّثة سكان البلديات، أنّ «جميع الاقتراحات ذات الأولوية قد حظيت بالموافقة»، داعية إيّاهم إلى التحلي بالصبر والتفهم، لاستكمال جميع المشاريع التي تمّ إطلاقها، وتجسيد العمليات التنموية على أرض الواقع.
وأكّدت ذات المسؤولة، التي تقلّدت هذا المنصب، منذ نحو 5 أشهر، بأنّ القيمة المالية للمشاريع المنجزة، حتى الآن، فاقت الـ 30 مليار سنتيم، تدخل في إطار مخططات التنمية البلدية والقطاعية برسم سنة 2021، فيما استفادت نفس الدائرة في برنامج 2020 من 40 مليار سنتيم، مست بعض مناطق الظل المنسية.
كما يعتبر القطب العمراني الكبير بوادي تليلات من أهم الأقطاب الحضارية الجديدة، التي شكّلت إضافة نوعية للولاية ككل، لاسيما وأنه يتسع لـ 10 آلاف و700 سكن إيجاري عمومي، من بينها 8700 وحدة بلغت مراحل متقدمة من التهيئة الخارجية، حسبما علم لدى نائب رئيس ديوان الترقية والتسيير العقاري، برجي بوحجر.  
واستنادا إلى نفس المصدر، فإنّ جميع بلديات دائرة وادي تليلات، استفادت من 3400 وحدة سكنية، تمّ توزيع منها 2100 وحدة سكنية، والباقي 1300 وحدة سيتم توزيعها بعد انتهاء التهيئة الخارجية، بما فيها 700 بوادي تليلات و300 ببوفاطيس و400 بالبرية.
وفيما يخص التجهيزات العمومية، تحصي هذه الدائرة 8 مدارس ابتدائية منتهية بها الأشغال، وذلك بالإضافة 12 مجمّع مدرسيا؛ من بينها 10 مجمعات انتهت بها الأشغال، وواحدة في طور الإنجاز وأخرى لم تنطلق بها الأشغال بعد، فيما تمّ تسجيل إنجاز ثانويتين اثنين؛ واحدة تمّ تسليمها خلال الدخول المدرسي السابق على مستوى 3000 وحدة سكنية.
كما أشار نائب مدير «أوبيجي» وهران إلى برمجة انجاز مقرين اثنين للأمن الحضري بالقطب الحضاري ووادي تليلات؛ واحد في مرحلة تحليل العروض وآخر في الهندسة المعمارية، وذلك في انتظار تسليم ملحقتين إداريتين وثلاث مكاتب بريد مهيأة.
وحول الوضعية الحالية لقطاع الموارد المائية، الذي يحتل صدارة المطالب، أوضح عبد الله محمد، مدير التوزيع بشركة التطهير والمياه «سيور»، أن دائرة وادي تليلات عانت قبل رمضان المنصرم أزمة مياه خانقة، ترتّب عنها إنجاز خزان بسعة 15 ألف متر مكعب، وقناة جر 32 كلم، مع محطة ضخ، تم من خلالها تزويد سكان وادي تليلات بالمياه الشروب عن طريق خزان العرابة، وذلك على عاتق مديرية الري.
وأكد أنّ هذا المشروع، سمح بتحسين توزيع المياه بشكل يومي، وذلك في انتظار تجسيد الدراسة التي ستسمح بإنجاز عدة خزانات وقنوات، تمتد من محطة المقطع نحو خزان العرابة، ومن ثم إلى المناطق النائية، والتي تزود حاليا عن طريق المناقب والآبار، على غرار السلاطنة، القطني، العوامر، ناهيك عن تأمين محطة أغبال.
وتعد هذه عيّنة من المشاريع الهامة التي استفادت منها دائرة وادي تليلات، وسط مساع لإيجاد الحلول الناجعة لمختلف المشاكل والنقائص المطروحة، ولاسيما بالمناطق النائية والريفية؛ حيث تنعدم أدنى شروط الحياة الإنسانية الكريمة، والسبب الرئيسي ربطه الساكنة بسياسة الإهمال واللامبالاة المنتهجة من قبل المسؤولين السابقين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024