هدّد أساتذة التعليم الثانوي ببلدية دلس الدخول في إضراب ليوم واحد مع تنظيم اعتصام هذا الثلاثاء أمام مدخل ثانوية العربي بن مهيدي، للمطالبة «بالإسراع في إتمام أشغال التهيئة التي استفادت منها هذه المؤسسة العريقة منذ أزيد من سنتين»، فيما تمّ توزيع التلاميذ على المؤسسات الأخرى التي تعرف اكتظاظا كبيرا حسب أولياء التلاميذ.
خرج أساتذة التعليم الثانوي وجمعيات أولياء التلاميذ ببلدية دلس عن صمتهم والتلويح بالإضراب والاحتجاج بناء على محضر الجمعية العامة المنعقدة يوم 11 فيفري، من أجل الضغط على مديرية التربية للوفاء بتعهداتها المتكرّرة اتجاه قضية ثانوية العربي بن مهيدي التقنية أو «دار الصنعة» مثلما تشتهر به تاريخيا، مذكرين «بالتزامات الأمين العام للمديرية في لقائه الأخير بممثلي الفروع النقابية لثانويات البلدية الأربع القاضي بتشكيل لجنة مشتركة لمتابعة وتيرة أشغال ترميم المؤسسة المتوقفة، وتسليمها قبل نهاية سنة 2021، بكل التجهيزات الضرورية استعدادا لإعادة استقبال التلاميذ الذين انقطعوا عنها منذ موسم 2018 / 2019 تاريخ انطلاق الأشغال».
وقد أسالت قضية ثانوية العربي بن مهيدي العريقة التي يعود تاريخ إنشائها إلى سنة 1880، الكثير من الحبر وسط الأسرة التربوية والأولياء وحتى قدماء المؤسسة الذين تشكّلوا في مؤسسة للدفاع عن هذا الصرح العلمي الهام الذي أخذ تسمية «المدرسة الصناعية للمعمرين» قبل أن يتحوّل سنة 1905 الى «المدرسة المهنية للمعمرين» ثم «مدرسة الفنون والصناعة سنة 1912، و»مدرسة الفنون والمهن «سنة 1949 وصولا الى التسمية الحالية العربي بن مهيدي لما بعد الاستقلال سنة 1976، وأنجبت الكثير من الأسماء والشخصيات التاريخية الوطنية والأجنبية التي مرت بمقاعد دار الصنعة.
مع التنديد أولا «بتحويل الثانوية التقنية بورشاتها المتخصّصة في مختلف المهن التقنية، الميكانيك الصناعية، الكهرباء، التبريد إلى ثانوية عادية، ثم اللجوء إلى غلقها منذ 3 سنوات بداعي الترميم المتوقف حاليا»، الأمر الذي ضاعف من تساؤلات المواطنين المتخوفين من سحبها نهائيا من قطاع التربية مثلما تمّ تداوله سابقا حسب أصداء جمعتها الشعب، رغم نفي مدير التربية السابق لهذه الإشاعة، معتبرا «أن المسألة تتعلق بأشغال ترميم وتجديد للمؤسسة بعد تدهور حالتها لا أكثر».
يذكر أن مديرية التجهيزات العمومية لولاية بومرداس كانت قد خصّصت غلافا ماليا كشطر أول قدر بحوالي 1,4 مليار سنتيم للقيام بأشغال ترميم شاملة داخليا وخارجيا، تشمل الجدران المتشققة، مساكة الأسقف المهترئة نتيجة نفاذ مياه الأمطار داخل الأقسام، إلى جانب تهيئة الساحة والأروقة، لكن المشروع توقف في شطره الأول، فيما يطالب المقاول بمستحقاته المالية، وتخصيص غلاف مالي آخر التمام المشروع، في حين يأمل التلاميذ والطاقم التربوي للمؤسسة الموزعين بين كل من ثانوية المدينة الجديدة، ثانوية الإخوة ظريف وثانوية 19 ماي 56، من «العودة السريعة للبيت القديم.
مؤسسات أخرى تنتظر الصيانة والترميم
هذا وتعاني عدة مؤسسات تربوية ببلدية دلس من نفس المصير نتيجة غياب المتابعة وأشغال الصيانة ومشاريع الترميم رغم رفع التجميد على مشاريع قطاع التربية، حيث لا يزال مشروع ترميم ثانوية الاخوة ظريف عالقا رغم الظروف السيئة التي يعاني منها التلاميذ بسبب مشكل التهيئة ومياه الأمطار التي تغمر قاعات التدريس مثلما تحدث عنه لـ»الشعب» عدد من الأساتذة والتلاميذ الذين نظموا وقفة احتجاجية قبل أيام.
كما تتواصل معاناة تلاميذ متوسطة الشهيد طوبال محمد السعيد بنفس البلدية من تدهور كبير وتشققات في الجدران رغم نداءات الأولياء الذين «طالبوا بتسجيل عملية تهيئة مستعجلة للمؤسسة لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ»، فيما تواصل السلطات الولائية ومديرية التربية صمتها لإعادة تفعيل مشروع الترميم الشامل الذي استفادت منه بعد زلزال 2003، حيث صنّفت في الخانة احمر5 من قبل المصالح التقنية للبناء، ثم اللجوء إلى تكييفها في الخانة برتقالي 4 للتحايل على ضخامة عملية تمويل المشروع المقدر بـ2 مليار سنتيم وفق مصادرنا، والاكتفاء بعمليات تجميل خارجية رغم خطورة الوضعية على التلاميذ بالخصوص في السلالم الداخلية والخارجية.