لا يزال تلاميذ المدارس الابتدائية بأغلب بلديات بومرداس محرومين من الوجبة المدرسية منذ بداية الموسم الدراسي شهر أكتوبر الماضي رغم صرخة الأولياء المتكررة إلى السلطات المعنية التي ربما وصلت مسامع رئيس الجمهورية في مشفاه، لكنها لم تخترق بعد أذان رؤساء البلديات الذين يتفنّنون في تعذيب هذا الطور ونصب العراقيل، وعدم توفير مواد التعقيم تماشيا مع متطلبات البروتوكول الصحي.
كانت كلمة رئيس الجمهورية وتوجيهاته في خطابه الأخير للولاة بضرورة الاهتمام أكثر بمناطق الظل، وتوفير الوجبة الساخنة لتلاميذ المدارس الابتدائية مع بداية فصل الشتاء عبارة عن تنبيه جديد للإسراع في التكفل بهذا الانشغال العويص، ودلالة على مكانة الملف الاجتماعي الذي حمله في قلبه وإحساسه العميق بأهمية التكفل بمتطلبات العائلات الهشة وأطفالها المتمدرسين، الذين حرموا ليس فقط من الوجبة الساخنة بل هي منعدمة تماما في أغلب بلديات بومرداس بما فيها النائية إلى جانب النقل المدرسي.
وقد حمل الخطاب أيضا تفاؤلا لدى المواطنين والأولياء بتحرك السلطات المحلية ورؤساء البلديات، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية تسيير المدارس الابتدائية وتوفير خدمات الاطعام، التدفئة، النقل المدرسي وباقي الوسائل البيداغوجية الأخرى التي يطالب بها الأساتذة والمديرون، الذين سئموا من الوضع وطالبوا في آخر وقفة احتجاجية لهم أمام مديرية التربية بفك الارتباط مع هذه الهيئة التي فقدت حس المسؤولية اتجاه متطلبات هذا الطور.
وأمام ضغوطات الأولياء والتلاميذ ووسائل الإعلام المحلية التي عرضت هذا الملف أكثر من مناسبة، اعترف مدير التربية لبومرداس، نذير خنسوس، في تصريحاته الأخيرة ردا على استمرار غلق المطاعم المدرسية في وجه التلاميذ، «أن لا حيلة له ويده قصيرة أمام تمرد البلديات وعدم القيام بواجبها الإداري والأخلاقي»، مشيرا إلى «أن أغلب البلديات بولاية بومرداس لا تقوم بواجبها التنظيمي والبيداغوجي نحو المدارس الابتدائية منها استمرار غلق المطاعم وحرمان التلاميذ من الوجبة على عكس الطورين المتوسط والثانوي، حيث استفاد التلاميذ من هذا الحق منذ بداية الموسم الدراسي».
كما ندّد مدير التربية بتجاهل رؤساء البلديات لمهام المجلس الاستشاري والتوجيه المشكل من المديرين، المفتشين الاداريين، مفتشي المطاعم المدرسية الى جانب ممثل أو مندوب بلدية مخصص لمتابعة حاجيات الطور الابتدائي، وهو الذي لم يجتمع منذ مدة لدراسة ومناقشة ملف المدارس الابتدائية والتكفل بالنقائص الموجودة لتحسين عملية التمدرس للتلاميذ».
ودائما في نفس السياق، كشف عدد من المديرين الذين تحدّثوا لـ «الشعب»، أن تاريخ فتح المطاعم المدرسية لن يكون قبل بداية السنة الجديدة حسب تصريحات رؤساء البلديات، «الذين اعترفوا بتخصيص ميزانية لذلك وتوفير كل الإمكانيات، مع ذلك تستمر عملية التماطل وربح الوقت على حساب حق التلاميذ، فيما يتساءل آخرون عن مصير الميزانية المخصصة للمطاعم المدرسية للسنة الماضية بعد توقف الموسم الدراسي نتيجة جائحة كورونا يضاف إليها شهرين آخرين من السنة الجديدة.