معاناة كبيرة يعيشها سكان الحي الفوضوي «رأس العين» ببلدية وهران، والذي لا يزال ينتظر حلولا جذرية، بالرغم من عمليات الترحيل المكثفة التي شهدها خلال السنوات الأخيرة.
في زيارة استطلاعية، قادت»الشعب» إلى المكان الواقع بمنطقة سياحية أثرية عريقة، سجّلت جزءا بسيطا من الظروف القاسية التي يتخبط فيها قاطنو هذا الحي الذي تنعدم به أدنى شروط الحياة الآدمية.
حيث غزت الأكواخ والسكنات المشيدة بالقصدير والترنيت والطوب والخشب والحجارة الجبال والوديان في صورة تحاكي البدائية والتخلف بمدينة تحتل مكانة مرموقة في عالم التقدم والتحضر.
معاناة سكان الحي الفوضوي»رأس العين» التي نقلتها «الشعب» بأسلوب بسيط، هي صور عن الحياة الصعبة والظروف القاسية التي تعيشها فئة من المجتمع على مدار الفصول، تحت أشعة الشمس الحارقة والرياح المحملة بالغبار والأتربة بأراضٍ مهددة بالفيضانات وانجراف التربة، كل موسم ماطر.
قال ممثل سكان الحي: فصل الشتاء، موسم ينتظره الجميع، لكن نحن نعيش في خوف دائم وحالة من الهلع والذعر الشديدين من تساقط الأمطار واشتداد برودة الطقس، بالنظر إلى حركة الوديان المعروفة بهذا الحي وطبيعة المنطقة الجبلية، وذلك في ظل انعدام مختلف الشبكات، بما فيها الطرقات والتطهير والمياه الشروب.
كما عبر السكان عن مدى تذمرهم وغضبهم الشديد من سياسة اللامبالاة من طرف السلطات المحلية التي تتجاهل، حسبهم، المخاطر التي تهددهم على جميع المستويات، وخصوصا الصحية والبيئية، جراء تفاقم مشكل النفايات والروائح الكريهة وطغيان الزواحف والحشرات والقوارض الناقلة للميكروبات في كل ركن من أركان هذا التجمع الفوضوي المتواجد في منطقة جغرافية تتميز بتضاريس تصعب الحياة فيها.
والجدير بالذكر، أن منطقة «رأس العين»، المتواجد في حي البلانتير، كانت قد استفادت من أكبر عملية إعادة إسكان في السنوات الأخيرة، من بينها أكثر من 600 عائلة تم ترحيلها خلال الثلاثي الأول من سنة 2017، إلا أنه بالرغم من ذلك مازال المشكل قائما.