ندّد المواطنون ومستعملو الطريق الولائي رقم 2 الرابط بين بلدية سيدي داود مرورا ببلدية بغلية باتجاه الطريق الوطني رقم 12 بالناصرية، من استمرار غلق المنفذ الرئيسي للمنطقة الشرقية من بومرداس منذ أسبوع على اثر الأمطار والفيضانات التي أخذت معها قنوات التصريف المؤقتة التي تم وضعها إلى غاية انجاز جسر واد الكوانين، وهي الوضعية التي أحدثت اضطرابا كبيرا في حركة المرور، وأجبرت السائقين على الالتفاف في مسالك وعرة للوصول الى وجهتهم.
لا يزال الطريق الولائي رقم 2 مغلقا في وجه حركة المرور بسبب فيضان واد الكوانين، الذي أتى على ما تم انجازه وتهيئته من قبل مؤسسة الأشغال المكلفة بإعادة بناء الجسر القديم الذي تم تهديمه نظرا لوضعيته المتدهورة.
لكن وبحسب تعليقات المواطنين ومستعملي الطريق، «فإن طبيعة الأشغال البطيئة التي لم تراع الفترة المناسبة للقيام بمثل هذه العمليات الرئيسية،وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة تحضيرا لفصل الشتاء قد جعل المواطن يدفع فاتورة هذا التهاون ويتسبب في حالة اضطراب كبيرة لحركة المرور، حيث وجد المسافرون أنفسهم في مأزق البحث عن منفذ آخر للوصول إلى الطريق الوطني رقم 12 باتجاه العاصمة».
وقد وجّه المواطنون وأصحاب المركبات السياحية والنفعية والمزارعون أصحاب الأراضي الفلاحية بمنطقة واد سيباو وسائقو حافلات نقل المسافرين في هذا الخط الوحيد باتجاه العاصمة الذين تحدثوا لـ «الشعب» أصابع الاتهام لمؤسسة الانجاز ومديرية الأشغال العمومية المكلفة بمثل هذه العمليات المتعلقة بصيانة شبكة الطرقات ومعالجة انجراف التربة والنقاط السوداء، نتيجة عدم اتخاذ احتياطات كافية لمواجهة فصل الشتاء والتقلبات الجوية التي قد تتسبب في عزل منطقة كاملة عن العالم الخارجي بسبب فيضان الواد.
وقد حدث ما كان يخشاه هؤلاء ليدخل سكان دائرتي بغلية ودلس ببلدياتها الستة عزلة مفروضة نتيجة التهاون وسوء التقدير، في حين تساءل البعض الآخر عن سبب عدم الإسراع في انجاز جسر صغير طيلة فترة الصيف تجنبا لمثل هذا المصير المحتوم.
ويواجه مواطنو البلديات الشرقية صعوبات كبيرة في الخروج من منطقتهم في ظل استمرار غلق المقطع الذي يربط الطريق الوطني رقم 25 والطريق الوطني رقم 12، أو الاضطرار الى اتخاذ مسار طويل ودائري باتجاه بلدية تادمايت بولاية تيزي وزو ثم العودة لبلدية الناصرية، أو اتخاذ طريق بلدي جبلي جد مهترئ يربط بين قرية «سيباو» والقرية الفلاحية للناصرية المعروفة باسم «بوجلال الغرف» مرورا بقرية «البريج».
وواجه الكثير من الزوار والعائلات الذين صادفتهم «الشعب» بالمنطقة عالقين بسبب جهلهم للمسالك الأخرى وخوفهم من المرور ليلا بمنطقة جبلية يجهلونها، ليبقى السؤال مطروحا حول طريقة انجاز مشاريع الأشغال العمومية ومسؤولية من؟ وهل يبقى المواطنون بمناطق الظل يدفعون ثمن التهاون من قبل المسؤولين وعدم الاهتمام بمصيرهم الذي زادته التقلبات الجوية الأخيرة سوء على سوء؟