تحوز ولاية البليدة على مقومات سياحية لا مثيل لها، وبفضل موقعها الاستراتيجي ستصبح قبلة مفضلة إذا ما تم تجسيد مخطط التهيئة الذي أقرته مديرية السياحة، وتنتظر تنفيذه بعد إصدار مرسوم توسعة المناطق السياحية.
اعتمدت الدولة الجزائرية على مخطط توجيهي وطني للتنمية السياحية آفاق سنة 2025، وتكييفا معه قامت كل ولاية بإعداد مخطط ولائي، مرتكزة في ذلك على 5 آليات أساسية، وهي وجهة الجزائر، أقطاب الامتياز، جودة السياحة، الشراكة مع القطاعين العمومي والخاص والتمويل السياحي.
بناءً على هذه المخططات الولائية التي تم إعدادها وإيداعها سنة 2018، ستُصدر الأمانة العامة للحكومة مرسوما تنفيذيا لتوسعة المناطق السياحية واستغلالها، ثم تُباشر كل ولاية في تحضير مخطط للتهيئة الخاص بها بحسب إمكانياتها السياحية المُتاحة.
ويقترح المخطط التوجيهي الولائي لولاية البليدة إنشاء 7 مناطق للتوسع السياحي، 4 منها تم تخصيص غلاف مالي لدراستها وتحديدها، وهي شفة، الشريعة، بوعينان وحمام ملوان، في انتظار المناطق الأخرى مركز الولاية، الأربعاء وعين الرمانة (موزاية).
وبحسب ما استقيناه من مصادر مطلعة على الملف، فإن هذا المخطط يقضي باستعادة قلعة شفة التي تم بناؤها قبل أكثر من قرن من الزمن، وهي مستغلة حاليا من قبل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، أي منذ تحويلها إلى ثكنة خلال الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر في سنوات التسعينيات.
مبنى «السيتادال» الذي غنّت فيه الراحلة وردة الجزائرية ذات يوم، سيشكّل مرفقا من مرافق قطب امتياز يحمل اسم القلعة بعدما ظل يحمل اسم «الرويسو» نسبة لعنصر القردة الذي يُميزه، ولاشك سيُصبح من أفضل المواقع السياحية في الوطن، ويُسهم في تحقيق الثروة.
وبالرغم من أن هذه الوجهة التي تقع في بلدية شفة عبر الطريق الوطني المؤدي إلى المدية، ليست مهيأة وتفتقد لأدنى الخدمات، فإنها تجذب السياح بشكل لافت، خاصة في فصل الصيف، لما تزخر بها من مناطق طبيعية ساحرة، وشلالات المياه التي تضفي عليها رونقا وتزيدها جمالا، فحينما يمر أصحاب المركبات بها لا يضيعون فرصة الاستمتاع بها، فيحدثون ازدحاما في الطريق.
ويتضمن مخطط التهيئة الذي أعدته مديرية السياحة للبليدة، تهيئة قطب القلعة بفندق، إقامة سياحية وحديقة تسلية، وشبكات الطرقات التي ستسهل مرور السائحين والزائرين، وحتى المكان المسمى بالشرقية حيث تتدفق المياه عبر الوادي، والذي يقصده حتى العائلات في الصيف، سيتم تهيئته دون المساس بميزاته الطبيعية التي جعلته يجذب النظر.
ولأن شفة نقطة لقاء الطريق السيار شرق غرب والطريق السيار شمال جنوب، فإنها ستجلب الكثير من السواح من الولايات المجاورة، أبرزها المدية، تيبازة وعين الدفلى، كما أن الطريق السيار المؤدي إلى الجنوب زاد من جمال المنطقة كونه يمر بالجبال التي تنتشر في أسفلها العناصر وتهبط مياه الشلالات.
وينبغي أن يكون التكامل والتناسق في تهيئة المواقع السياحية وتهيئتها، نظرا للاختلاف بينها بخصوص الإمكانيات المتاحة، فقطب القلعة يختلف عن الحظيرة الوطنية بالشريعة التي تتميز بأشجار الأرز والثلوج في الشتاء، فيما تنفرد عين الرمانة ببحيرة الضاية، وحمام ملوان الذي تتوفر به السياحة الحموية وليس الجبلية.
كما يتضمن المخطط التوجيهي لترقية السياحة لآفاق سنة 2025، توسعة منطقة بالولاية المنتدبة بوعينان، حيث تقع المدينة الجديدة والقطب السكني سيدي سرحان، الذي يرتقب أن يُشيد بمحاذاته منتجعا سياحيا، خاصة مع شبكة الطرقات التي ستربطه بالبليدة والجزائر العاصمة.