ناشد سكان قرية زرعون ببلدية سيدي بوبكر بولاية سعيدة من خلال منبر جريدة «الشعب»، السلطات المحلية والهيئات المعنية بضرورة التدخل لمعالجة مشكل مياه الشرب براس الماء والدواوير المجاورة لها وزاوية الحاج بغداد مع استمرار هذه الأزمة.
رغم الشكاوى المرفوعة التي تقابلها في كل مرة وعود بتجاوز الأزمة لكن ولا مجلس بلدي وجد الوصفة المناسبة للظاهرة، فزاوية الحاج بغداد التي تقبع في سفح جبلي باتت في طي النسيان من طرف العاقبين على البلدية، والقرية لايزال محكوم عليها بالانارة العمومية والنقل والمرافق الضرورية لشبابها، إلى جانب قنوات التوصيل المهترئة وعدم توظيف امام ومعلم قران للمسجد لتبقى دار لقمان على حالها.
ورفع سكان القرية نداءاتهم للسلطات المحلية من اجل التكفل العاجل بمشكل النظافة، خاصة في ظل الانتشار الرهيب للقمامة والروائح الكريهة التي صارت تهدد حياتهم، وما يخشونه من انتشار الأمراض جراء تكديس القمامة، وما سينجم عنه من مشاكل بيئية كبيرة التي ولدت الحشرات الضارة وأصبحت تهدد الساكنة ما يرجع كذلك الى نقص في عمال النظافة.
وفي هذا الإطار، ناشد سكان قرية زرعون الى معالجة المشكل البيئي الذي يؤدي إلى أمراض تنقلها هذه الحشرات الضارة الى الإنسان، خاصة كبار السن والأطفال والمصابون بالأمراض المزمنة وفي ظل جائحة كورونا كوفيد 19.
وبحسب ما أكده السكان لـ «الشعب»، فإن قريتهم أصبحت نموذجا للمعاناة بالنظر للحالة الكارثية للطرق والممرات الترابية الداخلية التي تفتقر هي الأخرى الى التهيئة الحضارية والإنارة العمومية، مؤكدين في ذات السياق بأنه منذ إنشاء هذه القرية لم يتغير فيها أي شيء مقارنة بقرى البلديات الأخرى.
ويشكو سكان القرية من مشكل العزلة المفروضة عليهم بسبب انعدام تغطية الهاتف النقال، والذي ساهم في توسيع هوة العزلة التي تعاني منها القرية رغم ان الطريق البلدي المعبد لا يسلكه الا الموالون والقادمون من الولايات المجاورة في غيات تام للنقل الذي يربط القرية بالبلدية.
وكشف سكان القرية عن مشكل آخر يتخبطون فيه لا يقل أهمية عن المشكل الاول، وهي مفرغة شبكة الصرف الصحي بمحاذاة القرية، وهو ما آثار تخوفهم من ظهور الأمراض والأوبئة التي تنقل عن طريق الحشرات، وعدم إصلاح البئر القديم حاسي بنهنان المحاذي لساكنة القرية، وفي ظل حرمانهم من العلاج التي تبقى ذات القاعة هيكلا بدون روح في غياب تام لطبيب القرية وقاعات متعددة الرياضات وقاعات للشباب تنسيهم الفراغ القاتل، هذه المرافق التي يعتبرونها المتنفس الوحيد لمنطقتهم من شانها تخفيف المعاناة التي ما أضيفت لها الوضعية الاجتماعية تتحول الى مأساة. وحسب تصريحاتهم لـ «الشعب»، فإنهم يتألمون وسط الشقاء والبؤس في منطقة تبعد إجمالا عن عاصمة الولاية بـ 42 كلم، وعليه يأمل هؤلاء المواطنون القاطنون بالقرية أن تستجيب السلطات المحلية لمطالبهم، وأن تعمل على إخراجهم من الحرمان والعزلة التي ظلوا لسنوات يتخبطون فيها وتحسين ظروفهم الاجتماعية عبر هذه المنطقة من خلال توفير الخدمات الضرورية.