رغم أزمة الري الخانقة

آبار عميقة مغلقة منذ سنوات بوهران؟!

ب.مسعودة

تستمر بعاصمة الغرب الجزائري وهران أزمة مياه «الري» الخانقة، ما يجعلها عاجزة عن تحقيق أهداف وطموحات القطاع الفلاحي، لاسيما على ضوء تفاقم ظاهرة التغير المناخي، وزيادة موجات الجفاف بالولاية وما جاورها.
 تظهر الحاجة إلى مصادر مياه «الري» مقابل توفّر الولاية عبر المحيط الفلاحي لدائرة «بوتليليس» ـ كعينة ـ على أكثر من 12 بئرا عميقة، غير مستغلة منذ سنوات طويلة لا في الشرب ولا في السقي، وتتميّز بغزارة مياهها وجودتها العالية، في وقت تقلّصت فيه مساحة الحمضيات بالمنطقة من 800 هكتار خلال سنوات السبعينيات إلى حدود 300 هكتار حاليابسبب الجفاف وشيخوخة الأشجار المعمرة، حسبما أكدته مصادر «الشعب» من القطاع.

تقلّص مساحة الحمضيات من 800 إلى أقل من 300 هكتار

عبّر عدد من المزارعين التابعين لبلدية «مسرغين» بدائرة «بوتليليس» غربي الولاية عن خشيتهم من تفاقم تداعيات الجفاف، وخصوصا على «الحمضيات» التي تتميز بها المنطقة المعروفة بحقول «البرتقال»، وخاصة شجرة «الكليمونتين الوهرانية» الخالية من النوى.
وقد أرجع محدثونا أسباب تراجع وتقلص المساحات الزراعية الخاصة بالأشجار الحمضية خلال السنوات القليلة الأخيرة إلى عدّة أسبابها، يتصدرها مشكل المياه، شيخوخة الأشجار وكذا زحف السبخة بالجهة الجنوبية لمنطقة مسرغين، داعين في الوقت نفسه إلى اتخاذ خطوات فعلية لحل أزمة مياه الرى التي يعاني منها القطاع، ولاسيما من خلال إعادة تشغيل الآبار المغلقة، مع وضع شبكة «ري» خاصة تراعي احتياجات المساحات الزراعية.
وأشاروا  إلى أن أكثر من 12 بئرا عميقا بمسرغين وبوتليليس، ما تزال غير مستغلة لا في السقي ولا في الشرب، وذلك بعدما جرى تحويلها للاستخدام البشري وتأمين مياه الشرب بسبب شح مصادر المياه العذبة في السنوات الماضية، فيما يستهلك حاليا زهاء 99 بالمائة من سكان الولاية مياه البحر المحلاة، متسائلين في نفس الوقت عن سبب عدم التصريح باستغلالها، رغم أزمة الري المتفاقمة.

ضرورة تحويل المياه الجوفية للقطاع الزراعي

بدوره، أكّد الأمين العام للغرفة الفلاحية بالولاية، زدام الهواري، ضرورة العودة لاستغلال المياه الجوفية والآبار وتحويلها إلى القطاع الفلاحي لموجهة الجفاف الذي فاقم أزمة السقي.
وقال زدام في تصريح لـ «الشعب»، إنّه «يتحتّم على الجهات المعنية أن تواجه التحديات الحالية في مجال توسيع المساحات الصالحة للزراعة من خلال تسخير كافة قدراتها ومواردها المائية في خدمة القطاع»، موضحا أنّ «هذا الخيار يهدف إلى إعطاء نفس جديد للقطاع الزراعي، ولاسيما شعبة الأشجار المثمرة، التي ترتكز على عنصر الماء».
ونوّه هو الآخر إلى تواجد أزيد من «10 آبار عميقة» غير مستغلّة بدائرة بوتليليس، عاينتها اللجنة المختلطة التي تم تشكيلها للنظر في هذه القضية، وتضم كل من المصالح الفلاحية والغرفة والإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، وكذا مديرية الموارد المائية وشركة المياه والتطهير «سيور»، وجميع الأطراف المعنية.
واستنادا إلى نفس المصدر، فإنّ ولاية مستغانم كانت سبّاقة في استغلال مثل هذه المصادر المائية، وتمكّنت من وضع دفتر شروط يحدد شروط وكيفيات استغلال الآبار، وغيرها من الالتزامات التي تقع على عاتق الفلاح، مع العلم أنّ الآبار المتحدث عنها تقع تحت مسؤولية شرطة المياه والتطهير «سيور».

  ..وتحديات تواجه مشروع وسم منتوج «الكليمونتين»

كما أوضح زدام من جانب آخر، أن «المجهودات لا تزال متواصلة لتطوير إنتاج الحمضيات، وتفعيل مشروع وسم منتوج «الكليمونتين»، بهدف إعادة مكانة وهران وطنيا وعالميا في المجال، لاسيما بعد تسجيل تراجع كبير للمساحات الخاصة بزراعة الحمضيات، والتي تقلصت من 800 هكتار إلى حدود 300 هكتار حاليا.
وأضاف الأمين العام للغرفة الفلاحية بوهران، أن «تجسيد هذا المسعى يبقى مرهونا بإعادة تهيئة المساحات المستغلة حاليا، وتوسيع المساحة المستغلة لإنتاج الحوامض بمختلف أنواعها، بالإضافة إلى توفير مياه الري، وعصرنة أنظمة السقي المستعملة عبر هذه المساحات».
وفي الختام، شدّد محدثنا على أهمية الاستغلال الأمثل للموارد المائية، والاستفادة من الدعم الموجه لشعبة الأشجار المثمرة من أجل تطوير أنظمة السقي المقتصدة للماء، وذلك بنسبة 50 بالمائة للمستثمرات الفردية، و60 بالمائة بالنسبة للمستثمرات الجماعية، وذلك بهدف التخفيف من حدة الجفاف الذي ضرب المنطقة خلال 10 سنوات الأخيرة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024