تعاني أغلب بلديات ولاية بجاية من مشكل عويص منذ عدة سنوات يتمثل في غياب الأسواق الجوارية، الذي ساهم بشكل مباشر في انتشار الأسواق الفوضوية وغير المنظمة.
يشتكي المواطنون من مشكل غياب هذه الأسواق ما يجعلهم يستنجدون غالبا بالأسواق الأسبوعية من أجل قضاء حاجياتهم، في انتظار مشاريع جديدة بخصوص إنجاز مشاريع متعلقة بالأسواق الجوارية عبر مختلف البلديات من خلال وضع قانون يسمح للتجار بممارسة نشاطهم وفق ما تنص عليه القوانين.
ولقد شهدت ولاية بجاية خلال السنوات الأخيرة انتشارا مذهلا للأسواق الفوضوية عبر مختلف البلديات، وخاصة الطرق الوطنية رقم 12، 75، 26 و09 في ظل غياب الرقابة وعدم تدخل المصالح المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة في الوقت الذي لجأت السلطات المحلية ببعض البلديات إلى منح رخصة للتجار بممارسة نشاطهم ببعض الأحياء.
ورغم أنه سبق للمواطنين أن طالبوا بإنجاز أسواق جوارية، إلا أن الأمور لا تزال على حالها بسبب عجز البلديات ماليا على التكفل بهذه المشاريع، والاكتفاء بضمان نشاط الأسواق الأسبوعية المتواجدة بمختلف البلديات.
وبالرغم من أن السلطات المحلية بالعديد من بلديات ولاية بجاية كانت قد سطرت مشاريع عديدة على غرار انجاز الأسواق الجوارية من خلال تحويل المحلات التجارية التي تمت الاستفادة منها إلى فضاء للتجار لممارسة نشاطهم بطريقة قانونية، وبشكل يومي يسمح للمواطنين بقضاء حاجياتهم.
الأسواق الفوضوية تحل مكان الأسواق الجوارية
على ضوء غياب مشاريع في الأفق من أجل انجاز أسواق جوارية بمختلف البلديات خاصة بالمدن الكبرى على غرار بجاية، أقبو، تازمالت، أوقاس، تيشي، سوق الاثنين، اميزور، القصر، سيدي عيش، خراطة وغيرها، فإن هذه الوضعية فتحت المجال لانتشار الأسواق الفوضوية عبر الكثير من البلديات وعلى طول مختلف الطرق الوطنية، حيث يقوم العديد من الأشخاص بعرض سلعتهم على الرصيف اين يتم استقطاب عدد كبير من الزبائن، وهو ما أضحى يضمن مداخيل كثيرة للتجار، حيث ساهم في تفشي هذه الظاهرة حتى بالأحياء مثلما هو عليه الحال ببلديات بجاية، تيشي والقصر.
ويبدو أن التأخر في تنظيم النشاط التجاري بعاصمة الحماديين من خلال انجاز أسواق جوارية التي تنشط في إطار القانون جعل المواطنين يستنجدون بالأسواق الأسبوعية المتواجدة ببعض المناطق، بالإضافة إلى الاستعانة بالأسواق الفوضوية في أغلب الحالات حيث أن بلدية بجاية تتوفر على سوق جواري واحد.
تحويل المحلات التجارية إلى أسواق
بالرغم من أن أغلب بلديات ولاية بجاية كانت قد استفادت من مشروع إنجاز محلات تجارية خلال السنوات الأخيرة، إلا أنه لا يتم استغلالها بطريقة جيدة حيث أصبحت مهملة ومكانا لانتشار مختلف الآفات الاجتماعية، وهو ما جعل العديد من رؤساء البلديات والجمعيات تقترح فكرة تحويل هذه المحلات التجارية إلى أسواق جوارية من خلال إنجاز اشغال التهيئة التي تسمح للتجار بأن يمارسون نشاطهم في أحسن الظروف وفي إطار القانون ما من شأنه ان يضع حدا لمشكل انتشار التجار الفوضويين عبر مختلف البلديات والطرق الوطنية، كما أن السلطات الولائية مطالبة بالتدخل من أجل تقديم الدعم المالي اللازم، وإطلاق مشاريع إنجاز الأسواق الجوارية مستقبلا.