لازالت التعليمات المتعلقة بمكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوانات والحشرات وإزالة مظاهر الأوساخ من الأحياء والتجمعات السكانية لم تلق صداها من التطبيق لدى المنتخبين المحليين ومصالح النظافة والصحة عبر كثير من بلديات ولاية عين والدفلى بالرغم من خطورتها الوبائية، في وقت جند المسؤولون بمناطق أخرى كافة الوسائل والإمكانيات للقضاء على البؤر والنقاط السوداء قبل دخول فصل الصيف.
وحسب معاينتنا لمواقع عدة من بلديات ولاية عين الدفلى، فإن الوضع يكشف عن نقاط سوداء أصبحت تدق ناقوس الخطر بفعل مظاهر الإهمال والتسيب وعدم إدارك الأضرار الصحية المهددة لحياة السكان، وهذا بالرغم من الإمكانيات والوسائل التي وضعت تحت تصرف المصالح المعنية والميزانية المخصصة لهذا الغرض، ويقابل هذا الوضع ضعف الحملات التحسيسية والتوعوية من طرف الجمعيات الفاعلة في المحيط والفضاء البيئي الذي مازال مغيبا مما يجعل مسألة التدهور تتفاقم يوما بعد يوم حسب المواقع التي عايناها وتصريحات المواطنين في عين المكان. هذا الواقع يعكسه أبناء منطقة العبادية الواقعة غرب عاصمة ولاية عين الدفلى خاصة القاطنون منهم بالمحاذاة مع واد بوقلي الذي يعبر المنطقة، حيث صارت مياهه القذرة والنفايات المنزلية ورمي بقايا المذابح العشوئية للدجاج التي تقذف بمجراه تشكل واقعا بيئيا متدهورا صار مصدر قلق لسكان الأحياء المجاورة كالتضامن وحي البراريك وهذا بفعل الروائح الكريهة وانتشار البعوض، ناهيك عن الرمي العشوائي للمزابل الخاصة بمربي الحيوانات كما هو الشأن بحي الزيتون الذي يشكله النازحون من مناطق تاشتة كمياحة والعيون وقهوة الخميس ونواحي بوعروس ومقراش ببلدية عين ويحي. هذه الصورة القاتمة في التكفل بنظافة المحيط ومحاربة النقاط السوداء لم تتم بالشكل المطلوب والوقائي حسب ما أكده لنا الغاضبون عن الوضع الذي صار مقلقا يقول سكان بلدية العبادية الذين يئسوا من الواقع المعيش الذي يكابدونه يوميا، يحدث هذا في ظل انعدام المراقبة والردع للمتسببين في هذه المظاهر المشينة.
ومن جانب آخر تعرف كل من بلديات خميس مليانة وسدي لخضر وبئر ولد خليفة نقائص عديدة في هذا المجال الذي لم يحظ بالعناية اللازمة يقول محدثونا الذين طالبوا السلطات الولائية بالضغط على المصالح المعنية للقيام بواجبها في حماية السكان والنظام البيئي خاصة وأن هذه الأودية صارت مصبا لتفريغ نفايات الوحدات الصناعية بكل من الخميس والعريب وبئر ولد خليفة، في وقت نجد مصالح أخرى بعدة بلديات كعين الدفلى والماين ومليانة وتاشتة وعين البنيان وعين التركي قد سطرت برنامجا لمتابعة ملف النظافة والعناية بالمحيط ومحاربة الرمي العشوائي للنفايات وهو ما أكده لنا سكان عدة أحياء.
والمقابل أبدوا امتعاضهم من ضعف أداء الجمعيات التي مازالت غائبة لحد الساعة يقول هؤلاء، كما أكد لنا بعض المنتخبين أن السلطات الولائية قد خصصت لهم مساعدات لمحاربة الأمراض المتنقلة عبر المياه وكذا معالجة نقاط المياه خوفا من الأمراض، لكن يبقى انتشار البعوض في عدة أحياء من الولاية يثير امتعاض السكان الذين طالبوا بتكثيف خرجات الفرق الخاصة بالمبيدات التي تعمل تحت تصرف المصالح البلدية خاصة بالوسط الحضري والأحياء القريبة من الأودية كما الحال بواد الشلف وبوقلي وواد الريحان بالخميس وسدي لخضر. كما ناشد محدثونا الجهات المعنية بالتدخل خاصة بالمناطق ذات الوجهة الساحية كما هو الحال بمليانة وحمام ريغة واللتان عرفان توافدا من الزوار مع كل فصل صيف .
وأمام هذه الوضعية يناشد هؤلاء، المنتخبين المحليين بضرورة تطبيق التعليمات الصادرة عن اللجنة الولائية الخاصة بمكافحة الأمراض المتنقلة عبر المياه والحيوانات والحشرات وتنظيف المحيط والقضاء على الكلاب الضالة التي تتنقل في عدة مواقع قبل حلول فصل الحرارة الشديدة التي تعمل على تفاقم الوضع إن لم تتخذ التدابير الكفيلة بحماية المواطن والبيئة.