تناشد 28 عائلة تقطن بحي المعتقل الفرنسي بمدخل مزرعة شاولي مبروك بالحجار السلطات الولائية لإنقاذها من الوضعية المزرية التي يعيشونها داخل هذا المحتشد منذ سنة 1944، مندّدين بالتهميش والإقصاء الذي يطالهم بالرغم من زيارة السلطات المحلية لهذا الحي، والوقوف على انشغالاتهم ووعود بتسوية مطالبهم في القرب العاجل، لكن دون أن يتجسد ذلك على أرض الواقع.
يطالب سكان المحتشد الفرنسي من السلطات الولائية بضرورة إنصافهم، والتكفل بانشغالاتهم التي طال أمدها دون أن تجد لها أذانا صاغية، مؤكّدين بأنهم راسلوا الجهات المعنية في عديد المرات، إلا أنهم لم يولوهم أي اهتمام دون أي سبب يذكر، لا سيما من قبل المنتخبين المحليين الذين أداروا لهم ظهورهم بالرغم من وعودهم في تحقيق مطالبهم، وتهيئة المحتشد الذي يرفض سكانه مغادرته، فضلا عن عدم استفادتهم من برنامج سكني خاصة الريفي منه.
يعود ذلك بحسب سكان المعتقل الفرنسي بمدخل مزرعة شاولي مبروك بالحجار إلى محاولات تقوم بها بعض الأطراف للاستيلاء على الأرض لصالحهم، كونها تحتل موقعا هاما يصلح لمشاريعهم الخاصة، وترحيل قاطنو الحي نحو سكنات مجهولة، تحت غطاء القضاء على السكنات الفوضوية، حيث يرفض السكان مغادرة الحي، ويطالبون بالاستفادة من القطع الأرضية بطريقة رسمية وتوفير إعانات مالية من الصندوق الوطني للسكان لانجاز مشاريع سكنية.
وهو المطلب الذي لقي رفضا من قبل المسؤولين السابقين، ما جعلهم يناشدون المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة جمال الدين بريمي للنظر في وضعيتهم، وإنصافهم بتهيئة الحي من خلال تعبيد الطريق وإنجاز الأرصفة، على اعتبار أنهم يعيشون معاناة حقيقة، لا سيما مع حلول فصل الشتاء، حيث يغرق الحي في الأوحال والبرك المائية، ما يصعب من دخول وخروج السكان، لا سيما منهم الأطفال الذين تتضاعف معاناتهم خاصة خلال الموسم الدراسي، كما بات عدم تهيئة الحي يشكل خطرا على حياتهم بسبب انتشار الحشرات الضارة والقوارض التي تفترش مع عائلات المحتشد سكناتهم.
ويؤكد سكان الحي أن العديد من أحياء بلدية الحجار عرفت عمليات تهيئة، كما استفادت من مشاريع، في الوقت الذي يتجاهل فيه المسؤولون مطالبهم المشروعة، والتي يعتبرونها واحدة من أبسط حقوقهم لضمان عيش كريم، وعلى هذا الأساس يطالبون بزيارة مستعجلة لوالي الولاية والاستماع لانشغالات سكانه، وإنصاف 28 عائلة تعاني الحقرة والتهميش في صمت منذ أكثر من 70 سنة.