يرتقب أن تنطلق الأشغال الخاصة بمشروع محطة تصفية المياه المستعملة بمدينة أولاد جلال بولاية بسكرة قريبا، فور الانتهاء من الإجراءات الإدارية والقانونية المعمول بها، حسبما أفادت به مصالح من مديرية الري، التي أكدت أن هذا المشروع الهام قد تمّ رفع التجميد عليه منذ عدة أشهر ويعوّل عليه لوضع حد لمعاناة التزود بمياه السقي.
أشارت مديرية الري إلى أن الوزارة المعنية قد رفعت التجميد عن هذا المشروع الحلم منذ عدة أشهر استجابة لمراسلات عدة قدّمها مسؤلو ومنتخبو الولاية، نظرا للأزمة الحادة في التزود بالمياه المستعملة في السقي الفلاحي التي تعاني منها ولاية أولاد جلال المنتدبة، كما يأتي لتلبية مطالب المئات من الفلاحين والمستثمرين في مجال السقي الفلاحي لإنقاذ مئات الهكتارات التي تنتج مختلف الشعب الفلاحية، وتساهم في تموين السوق الوطنية والمحلية
تمّ تخصيص غلاف مالي معتبر للمشروع فاق 200 مليار سنتيم، حسب الدراسة التقنية المعدة خلال له سنة 2014، وتمّ بعدها تجميد المشروع عقب الأزمة المالية التي عاشتها البلاد جراء انهيار أسعار النفط في السوق العالمية.
وكشفت الدراسة التقنية لمشروع المحطة أنّه سيساهم كثيرا في الحماية من المخاطر البيئية، والحفاظ على الطبقة الجوفية للمياه من التلوث الناجم عن تسرب المياه المستعملة في باطن الأرض، زيادة على إمكانية استغلال المياه بعد المعالجة في مجال السقي الفلاحي، وإنقاذ المزارع الفلاحية من الجفاف، حيث ستعالج المحطة عند دخولها حيز الخدمة كميات معتبرة يوميا من المياه القذرة تقارب مائة ألف متر مكعب.
ويعوّل فلاحو المنطقة خاصة منتجو التمور على هذا المشروع الهام في إعادة بعث الحياة على مستوى كل غابات النخيل المترامية الأطراف بالمنطقة بعد المخاطر التي تهددها بسبب الجفاف، حيث دقّ الفلاحون في عدة مناسبات ناقوس الخطر، وناشدوا الوالي ووزيري الموارد المائية وكذا الفلاحة والتنمية الريفية، بضرورة التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم، وإنقاذ مئات آلاف أشجار النخيل المنتجة لأجود أنواع التمور، التي تعاني من أزمة مياه السقي.
ويساهم المشروع في التحكم في تسيير مياه الصرف بالمدينة، على غرار وادي جدي، الذي تشكّل به المياه القذرة تهديدا خطيرا للبيئة والصحة العامة دون الحديث عن مشاكل تشويه المحيط بالمناطق المتضررة، خاصة بالجهة الغربية لمدينة أولاد جلال، نظرا لعدم تمديد القنوات الآتية من قرية شعوة، ومناطق السعد وزوج بعير وديفل للتخلص بشكل نهائي من الظاهرة الخطيرة.