تتواصل معاناة سكان العديد من مشاتي وقرى بلدية أولاد سلام لولاية باتنة، خاصة مشتة شعبة عمار، منطقة تيمدوين، كاف لحمر، لمقام تانوت أملاح، وغيرها، في غياب ضروريات الحياة الكريمة، نظرا لعدم برمجة مشاريع تنموية حيوية بهذه القرى التي يعتمد ساكنتها الفلاحة والرعي وتربية المواشي موردا رئيسيا للمعيشة.
يتصدّر غياب الماء الشروب مشاكل السكان محليا، وهو مشكل يؤرق حياتهم وينغصها، خاصة صيفا، حيث عانى السكان الأمرين جراء عدم توفر المياه الصالحة للشرب ما اضطر بأبنائهم إلى جلب هذه المادة الحيوية على ظهور الأحمرة، في مجموعات وبشكل يومي، في غياب تام لردود فعل مسؤولين محليين حيال هذه الظاهرة، التي لا ينبغي لها ان تكون في 2020.
أصبح مشهد الدلاء والقارورات على ظهور الحمير مشهدا يوميا تتميز به مشاتي بلدية أولاد سلام، وهي مشاهد انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحت رمزا للغياب التام للتنمية المحلية بهذه المناطق التي صنفت بعضها نقاط ظل على الورق فقط، دون أن تستفيد فعلا من برامج تنموية مختلفة خاصة في الكهرباء والغاز والمياه الشروب، وهي أولويات انشغالات الساكنة.
وقد لجأ السكان إلى المنابع الموجودة على بعد كيلومترات منهم للتزود بالمياه الشروب التي تكثر الحاجة إليها في الصيف المتزامن هذه السنة مع انتشار جائحة كورونا، ما ضاعف من معاناة المواطنين أكثر وأكثر.
وما زاد الطين بلة هو اهتراء الطرق والمسالك الريفية والترابية، الأمر الذي حال دون تنقل أصحاب الصهاريج لهذه المناطق دون الحديث عن أصحاب المركبات التي يرفض أصحابها مطلقا التنقل لهذه القرى، حتى وإن كانوا من ساكنتها حفاظا على مركباتهم التي يلجأون إليها عندما يكونون في أمس الحاجة خاصة في الظروف الصحية الطارئة.
هكذا يقضي أطفال قرى بلدية أولاد سلام يومياتهم جراء التهميش الذي طال قراهم، حيث أصبحت التسلية واللعب في ظل غياب مرافق خاصة بهم من الممنوعات بهذه القرى، التي يمارس أطفالها العاب تقليدية في أوقات الفراغ التي غالبا ما لا تتوفر لهم بسبب انشغالهم الأساسي في التزود بالماء في طوابير على ظهور الحيوانات.
السكان ناشدوا السلطات المحلية والولائية بضرورة التدخل العاجل، ووضع حد لمعاناتهم ببرمجة مشاريع تنموية في هذه المناطق، خاصة في ظل عزم الدولة على تنميتها بتخصيص أغلفة مالية هامة لكل ولاية لأجل هذه المناطق المظلمة.
مصالح البلدية أكدت في ردها على انشغال السكان، بأنها قد أحصت فعلا هذه المناطق كنقاط ظل بهدف التكفل بهذه المشاريع حسب الأوليات والإمكانيات المالية المتاحة، وذلك من خلال إعداد مجموعة دراسات ومخططات طبوغرافية تم إيداعها منذ مدة على مستوى المصالح المعنية لتسجيل هذه العمليات القطاعية، كما اقترحت أيضا مشروعا لتهيئة الطريق المهترئ بمنطقة مرحب بمشتة شعبة عمار على مسافة 1.7 كلم، ضمن مناطق الظل.
وبخصوص أزمة الماء الشروب، أشارت ذات المصالح إلى أن السبب الرئيس في ذلك هو انخفاض مستوى منسوب المياه خلال هذه الصائفة من 12 لترا في الثانية الى 5 لترات في الثانية، ما خلق أزمة في ذلك، كما تعهدت البلدية بنقل هذه الانشغالات إلى المسؤول الأول عن الهيئة التنفيذية بغية تخصيص أغلفة مالية خاصة لها للتكفل بها.