شرع في اتخاذ عدة تدابير وقائية لمواجهة أخطار الفيضانات وسيول الوديان وتفادي الخسائر المادية والبشرية التي قد تنجر عنها، وذلك عبر مختلف مناطق ولاية غرداية، حسب ما أفاد به والي الولاية.
تمت دعوة مجموع البلديات الى الشروع في إعداد مخطط لحماية الولاية من الفيضانات الدورية، واتخاذ حلول ناجعة من اجل حماية المناطق السكانية والبنى التحتية (الطرقات والجسور)، بالإضافة إلى مجرى الوادي ضد الفيضانات لتفادي سيناريو الطرق التي تغمرها مياه الأمطار، وفق الوالي بوعلام عمراني.
كما أطلقت حملة لتنظيف الوادي ومجاري المياه سيما وادي ميزاب، الذي يعبر أربع بلديات: ضاية بن ضحوة، غرداية، بنورة والعطف وإزالة كافة العوائق التي قد تسبب في عرقلة التدفق الطبيعي لمياه الوادي.
بالموازاة مع ذلك، باشرت الجهات المختصة حملة واسعة لتنظيف شبكات الصرف الصحي والمجاري المائية بمختلف الأحياء، وإزالة النقاط السوداء التي تم تحديدها سابقا لضمان سيولة المياه تحسبا لهطول الأمطار التي قد تتسبب في الفيضانات، يضيف ذات المصدر.
وقد أولت السلطات اهتماما خاصا لوداي ميزاب في البلديات الأربعة المذكورة، والتي تتميز بتضاريس صعبة وكثافة سكانية الى جانب التوسع العمراني غير المنضبط والبناء ببساتين النخيل والمناطق المعرضة للفيضانات والواقعة على ضفاف الوادي.
وقرّرت السلطات المحلية بمشاركة المجتمع المدني وأمناء «السيل»، وضع مخطط لتسيير مياه وادي ميزاب وإزالة العوائق لتفادي حدوث سيناريو فيضانات أكتوبر 2008التي عرفتها ولاية غرداية.
للتذكير، وفي صباح الفاتح من أكتوبر 2008 (يوم عيد الفطر) تهاطلت أمطار غزيرة على شمال ولاية غرداية، أدت الى جريان ملايين الأمتار المكعبة من مياه الأمطار في وادي ميزاب حسب مصالح الموارد المائية التي قدرت حجم المياه بأزيد من 1.250 متر مكعب، والتي تسببت في فيضان كبير، حيث بلغ معدل هطول الأمطار 60 مليمترا في مدة 20 دقيقة، أي أكثر من المعدل السنوي للمنطقة (50 مليمترا).
ومن ضاية بن ضحوة في أعلى الوادي باتجاه المصب بمنطقة العطف على بعد 20 كلم، استمر تدفق وادي ميزاب الملقب بـ «المساح» على طول الطريق حاملا معه الأشجار والحيوانات والاثاث والآلات والسيارات.
ومن جهتها، نفّذت مصالح الحماية المدنية خلال تلك الفيضانات 4.2012 تدخل منها 736عملية إنقاذ و333 مساعدة طبية. وتم تسجيل، وفق الحصيلة الرسمية، حينها 43 وفاة من بينها 15 امرأة الى جانب أربع مفقودين و86 جريحا، إضافة الى تضرر 24.073 منزل منه 3.543 صنف في خانة أحمر 5.