جدّد سكان قرية عين الصيد ببلدية عين الباردة مطلبهم المشروع ببناء متوسطة، من شأنها أن ترفع الغبن عن أبناء هذه المنطقة، والذين يضطرون لقطع مسافة تقارب 8 كم للوصول إلى المتوسطة التي يتمدرسون بها، وهو ما يؤثّر حسب أوليائهم على تحصيلهم الدراسي نتيجة مشقة التنقل، لا سيما في فصل الشتاء.
أكّد سكان قرية عين الصيد أنّ مطلبهم في بناء متوسطة يعود إلى أكثر من 10 سنوات دون أن تجد انشغالاتهم أذانا صاغية من السلطات الولائية، مشيرين إلى أنّهم حرموا من حقّهم بحجة أنّ الأرض فلاحية، بالرغم من أنّه ومنذ سنوات وبعد احتجاج السكان خصّصوا ميزانية لهذا المشروع، كما عيّنوا الأرضية المناسبة لبناء متوسطة، غير أنّ تدخّل أطراف حال دون إتمام المشروع والذي تمّ وأده في مهده.
وأضاف سكان القرية بأنّهم راسلوا المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة، إلاّ أنّهم لم يتلقّوا منه ردّا إيجابيا، ولم يلتمسوا أي تدخّل من السّلطات قصد إحياء هذا المشروع الحلم، كما أكّدوا أنّ قرية عين الصيد بتعداد سكاني يصل إلى 5 آلاف ساكن وتبعد عن بلدية عين الباردة بـ 7 كلم، قائلين بأنّه على المسؤولين أن يتخيلوا ما يتكبّدونه من معاناة يومية لبعد المسافة عن مقر البلدية خاصة في الأجواء الباردة.
حسب ما جاء على لسان أحد أبنائها، فإنّ متوسطة عين الصيد هو الحلم الذي حرمت منه أجيال وأجيال، حيث تسبّب هذا الحرمان في ضياع طاقات واعدة وضياع مستقبلها التعليمي، بسبب مشاق التنقل اليومي التي كان ولازال يكابدها أطفال في سن مبكر للتمدرس بعيدا عن أهاليهم.
كما كشف بأنّ مطالب السكان بضرورة إنشاء متوسطة لأبنائهم تعود لسنوات عديدة، حيث ظهر هذا المطلب بشكل رسمي وواضح عام 1989 خلال احتجاج شنّه سكان القرية، بحيث كتبوا حينها مطالبهم الإجتماعية الملحة على سبورة كبيرة عرضها المحتجّون في مدخل القرية كان من بين مطالبها الرئيسية بناء متوسطة لأبنائهم، ومنذ ذلك الزمن وهذا المطلب يردّده الجميع في مقابل وعود وهمية كان يقدّمها أميار ومنتخبون، لكن لا شيء تجسّد على أرض الواقع.
لتتواصل احتجاجات سكان قرية عين الصيد بعد ذلك، وتحدّد للمتوسطة الأرضية المناسبة بجانب مشروع سكني، ثم تأتي مماطلات أخرى ويتجدد الإحتجاج من جديد في خريف 2019، ليعطي الوالي آنذاك أمرا آخرا بضرورة تنفيذ المشروع، وما إن بدأ المقاول الحفر بعد إتمام كل الإجراءات حتى ظهرت عراقيل جديدة هدّدت بنسف المشروع نهائيا.
أفاد السكان أنّ قرية عين الصيد وبسبب طابعها الفلاحي تعيش المعاناة في ظل غياب التهيئة، حيث أنّها محرومة من توسعة عقارات البناء، كما أنّها محرومة من مدرسة ابتدائية أخرى ترفع الضغط على الابتدائية الوحيدة بالمنطقة، ومن وحدة علاج محترمة تعمل بدوام يومي، كما أنّ شبابها محروم من ملعب جواري ومن مرافق ترفيهية، وهو ما يتطلّب بحسب الساكنة التفاتة مستعجلة للسلطات الولائية النظر في وضعية قرية عين الصيد.