تصنف ضمن مناطق الظل الأكثر تخلفا بوهران

بريدية.. معاناة مستمرة ممزوجة بالأمل

وهران: مسعودة براهمية

يعيش سكان «بريدية» ظروفا قاسية، ومعاناة ممزوجة بالأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل، لاسيما في ظل مساعي السلطات للرقي بمناطق الظل وتطويرها في مختلف المجالات.

تثير ظاهرة عدم تكافؤ الفرص في مجال المشاريع والمبادرات التنموية بعاصمة الغرب الجزائري، وهران، حفيظة السكان داخل الأرياف والأحياء المعزولة، كما هو الحال بمنطقة «البريدية» ببلدية بتوليليس، والتي ما تزال تعاني كل أنواع التهميش والإقصاء، بالرغم من الميزانيات الضخمة التي خصصتها الدولة من أجل إحداث نهضة تنموية شاملة بالولاية.
توقف مشروع الربط بقنوات الصرف الصحي
ولعل ما زاد من معاناة المنطقة حسب ما أفاد به رئيس جمعية نشاطات شباب بوتليليس، مكاوي عبد الرحيم، توقف الأشغال بمشروع «الربط بقنوات الصرف الصحي»، كأول مشروع تستفيد منه «بريدية» في إطار البرنامج التنموي الخاص بمناطق الظل.
وأوضح «مكاوي» في تصريح لـ»الشعب»، أن «المقاول توقّف عن العمل دون أي توضيح من المسؤولين، مع نقل معداته منذ أكثر من شهرين، مخلفا وراءه صخورا ضخمة وقضبانا حديدية وحفرا عميقة وبالوعات بدون أغطية، وغيرها من التهديدات التي تتربص بمستعملي الطريق، ولاسيما الأطفال وكبار السن»، ما جعل محدّثنا يجدّد مطلبهم بتدخل المدير الولائي للري ووالي الولاية، لإعادة تفعيل المشروع، باعتباره من المشاريع الأساسية لإنجاز الشبكات الأخرى.
معاناة سكان القرية، لا تتوقف عند هذا الحد، بل تشمل سلسلة من التحديات المختلفة التي تواجه المسؤولين المحليين لجعلها تتخلص من المشاكل المتراكمة منذ سنوات الاستقلال، ويأتي على رأسها الانعدام التام لشبكة الطرقات والغاز الطبيعي، وكذا الإنارة العمومية، ومختلف ضروريات الحياة الأخرى، ما يجعلها تصنف ضمن أكثر المناطق تخلفا بين مناطق الظل.
مساكن بدون عقود
من جهة أخرى، طالب السكان بتسوية وضعية سكناتهم، والتي يفوق عددها 1000 منزل؛ إذ يفتقرون للعقود والوثائق التي تثبت إمتلاكهم للسكنات والتي لا تزال غير مربوطة بشبكة المياه، كما أنها لا تتوفّر على عدادات الكهرباء، نظرا لقلة الأعمدة الناقلة لها، ما جعل السكان يضعون العدادات الخاصة بهم بمنازل جيرانهم، مشكلين شبكة عنكبوتية من الخيوط الكهربائية.
تأخر فادح في إنجاز «متوسطة»
كما ندد أولياء التلاميذ بالتأخر الفادح في إنجاز «المتوسطة» والتي واكب أشغال إنجازها أربعة ولاة، بما فيهم الوالي الحالي، عبد القادر جلاوي، علما أن نسبة الأشغال تقدر بـ 70 بالمائة، فيما يعاني أيضا طلبة «الثانوية» الأمرين بسبب النقل المدرسي، وكذا الظروف الصعبة التي يكابدونها شتاء وصيفا، بسبب الغياب التام لشبكة الطرقات والإنارة العمومية، وكذا انتشار الحيوانات الضالة وتهديدات المنحرفين.
يحدث ذالك وسط تصاعد المخاوف، من تسارع معدلات العدوى بفيروس «كورونا» مع قرب الدخول المدرسي، بسبب توفّر المنطقة على مدرسة ابتدائية واحدة بالجهة الشرقية، تضم أكثر من 48 تلميذا وتلميذة في القسم الواحد، وذلك في انتظار استلام مشروع «ست أقسام ابتدائية» بالجهة الغربية لحي بريدية.
وعود في مهب الريح
وتبقى هذه المشاكل وأخرى عالقة، الرغم من الوعود المتكررة للسلطات المحلية، ما جعلها تعيش في الظل، ﺑﻌﯾدا عن التطور الحاصل على طريق تنفيذ أهداف التنمية والانتقال بالقرى والمداشر والمناطق المعزولة إلى وضع أعلى وأفضل في مختلف الميادين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024