ناشدت عشرات العائلات القاطنة بأقبية حي 687 مسكن، ببلدية برج الكيفان، والي العاصمة، يوسف شرفة، التدخل للتكفل بحالتهم المتردية وترحيلهم إلى بيوت لائقة، في إطار عملية إعادة الإسكان التي تستفيد منها عائلات الأكواخ والأقبية والأسطح.
في هذا الإطار، عبّر عدد من عائلات هذا الحي في تصريح لـ «الشعب»، عن الحالة الكارثية للأقبية، والتي تنعدم فيها شروط الحياة الكريمة، دون أن تلتفت إليها السلطات المحلية والولائية التي تجاهلت مطالبها المتمثلة أساسا في حقها في الحصول على سكن لائق.
سكان هذه الأقبية اشتكوا في حديثهم، من الاكتظاظ داخل تلك الغرف الضيقة التي لا تتعدى 20 مترا ويعيش في بعض منها 10 أفراد بينما يلجأ آخرون إلى كراء منازل بمبالغ مرتفعة تفوق مداخلهم الشهرية، في انتظار الحصول على سكن، خاصة أن الأقبية تضم عددا معتبرا من الأفراد الذين توافدوا إليها من بلديات مجاورة بسبب أزمة السكن التي تواجههم.
وذكر هؤلاء أنّهم يعيشون ظروفا قاسية، فالغرف مظلمة لا تدخلها أشعة الشمس على مدار السنة ما جعل العديد من قاطنيها يصابون بأمراض تنفسية وصدرية كالربو والحساسية، نتيجة الرطوبة العالية وغياب التهوية، بالإضافة لمشكل قنوات الصرف الصحي الذي يتفاقم في فصل الشتاء نتيجة تسربات المياه التي تغمر مساكنهم وبالرغم من هذا السلطات الولائية لم تتخذ بعد قرارا يخص هذه العائلات وانتشالها من المعاناة التي يعيشونها.
وتساءل المتضررون عن الأسباب الحقيقية وراء عدم إدراجهم ضمن قوائم المرحلين خاصة وأن الجهات المعنية على دراية بالمخاطر التي تتربص بهذه العائلات داخل هذه الأقبية المصنفة ضمن الخانة الحمراء والتي أصبحت غير صالحة نتيجة الضرر والاهتراء اللذين لحقا بالأسقف والجدران بسبب الرطوبة العالية، حيث لم يعد يجدي إستعمال السقوف الجاهزة نفعا أمام التصدّعات الكثيرة.
وأوضح المعنيون بأنهم أودعوا ملفات للحصول على سكنات اجتماعية غير أن طلباتهم لم يتم الرد عليها لغاية الساعة، مشيرين بأن رؤساء المجالس البلدية المتعاقبين على البلدية في كل مرة يعدونهم بالضغط على مصالح ولاية الجزائر من أجل التعجيل في عملية إعادة إسكانهم لكن لاشيء تغير وذهبت وعودهم مهّب الريح ولم تجسد على أرض الواقع، على حد قولهم.