سطيف

“ المضاربون” يحددون الأسعار وفق مزاجهم

سطيف: نورالدين بوطغان

 ألهبت نيران أسعار الماشية جيوب المواطنين الذين قصدوا هذه الأيام مختلف الأسواق الخاصة بالماشية بمدينة سطيف وضواحيها، وقد استنكروا بشدة الأسعار غير المعقولة تماما -حسبهم- والتي فرضتها عليهم مافيا الماشية التي أصرت هذا العام على أن تسرق منهم فرحة عيد الأضحى التي تتميز عادة بشراء كبش جميل.
وهكذا عرضت الماشية بأسعار لم تكن في متناول المواطن البسيط الذي لم يجد أي خروف أقل من 25000دج باستثناء بعض النعاج والماعز والخرفان غير الجائزة لأن تكون أضحية شرعية.
وقد وقفت ( الشعب) على نقص كبير في العرض تسبب في التهاب الأسعار، حيث يتراوح سعر الخروف المتوسط بين 35000دج الى 45000دج ، لكن أغلب المواطنين وجدوا صعوبات حقيقية في شراء الأضحية من هذا النوع، وهي التي كانت تعرض العام الماضي ما بين 25000 الى 30000دج، كما وصل سعر الكبش الى أكثر من 6 ملايين سنتيم ، وقد أكد لنا العديد منهم أنهم يفكرون جديا في عدم النحر واللجوء إلى شراء كمية من اللحم أو خروف كامل مذبوحا مسلوخا، حيث اعتبروا أن أسعار الماشية هذا العام إذا استمرت على هذا المنوال ستجعل سعر الكيلوغرام بـ 2000دج على الأقل، في حين أن الجزار يبيعها على أساس 1000دج، ولكنهم اصطدموا بغياب الركن الشرعي في هذه الحالة.
 وغادر معظمهم السوق وهم متأسفين ناقمين على مافيا السوق التي يبدو أنها ستحرم الكثير منهم من فرحة العيد ، وقد سألنا أحد الموالين عن أسباب الارتفاع الفاحش في الأسعار وندرة الماشية، فأفادنا أن تربية الأغنام اليوم لم تعد سهلة بل مكلفة جدا بسبب غلاء الأعلاف والأدوية وعزوف الناس عن هذه الحرفة التي أصبحت مرتكزة أساسا في معاقلها المعروفة أي الولايات السهبية  باعتبارها عماد الاقتصاد المحلي للمنطقة، أما الموالون الصغار في بعض مناطق سطيف مثلا فقد توقف معظمهم عن تربية الأغنام ، كما اعترف ان الأسعار فعلا ليست في متناول المواطن البسيط والأمر  خارج عن إرادته، ولا يتوقع أي انخفاض للأسعار في أيام العيد أو ما بعده.
   وفي جولة قادتنا للسوق المغطاة وسط مدينة سطيف صدمتنا أسعار الدجاج حيث يعرض الكيلو غرام الواحد بـ 420 دج وهو سعر تجاوز كل الحدود المعقولة ويبدو فعلا أن المواطن في الجزائر في خطر حقيقي على صحته من الناحية الغذائية بسبب افتقاد مائدته للحوم وهو ما يستدعي مراجعة جذرية للسياسة الفلاحية للبلاد بما يسمح بإعادة الاعتبار فورا ودون إبطاء لقطاع تربية الاغنام والدواجن لاستهلاك لحومها كالماشية والدواجن.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024