أحيت ولاية المدية والأسرة الثورية يوم 05 مارس 2014 في يوم شتوي، الذكرى 56 لاستشهاد الرائد «رابح مقراني» المدعو «سي لخضر»، المتزامن وهذا اليوم من سنة 1958، تحت إشراف والي ولاية المدية «إبراهيم مراد»، بحضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد «السعيد عبادو»، رفقة الأسرة الثورية من مختلف الأمانات الولائية للمنظمة الوطنية للمجاهدين، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، والسادة أعضاء مجلس الأمّة ومنتخبي مختلف المجالس، والسلطات العسكرية والأمنية والمحلية والتنفيذيين، وبمشاركة من بقي من رفاق الشهيد من الولايات الإدارية للولاية الرّابعة التاريخية.
وببلدية جواب، حيث ضريح الشهيد، أقيمت الذكرى تخليدا لروحه الزكية، فبعد رفع العلم وعزف النشيد الوطني، وقف الحضور وقفة ترحم على أرواح الشهداء، ذكّر الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين «فؤاد شعواطي»، في كلمة، بخصال الشهيد أثناء الثورة التحريرية، مُنوّها بالدور الفعّال لكلّ الشهداء الذين قدّموا أنفسهم لأجل استقلال الجزائر، مشيرا إلى «أنّ هذه الوقفة هي التزام عقده مجاهدو الولاية الرابعة التاريخية على أنفسهم ليقفوا فيه مستظلين بذكريات بطولية لم تشهدها الإنسانية على مرّ العصور، وهي تخليد لمسيرة الشهداء الّذين عرفوا كيف يهبون أرواحهم ودماءهم الزكية من أجل وطن آمنوا فيه بإرادة شعبهم وتعلقوا معهم بالحرية والاستقلال»، وما اجتماع رفقاء الثورة كل سنة في هذه المناسبة دون تخلف - يذكر في نفس الصدد - «لفرصة لتجديد العهد الذي أخذوه على أنفسهم حين الكفاح ضدّ المستعمر الغاشم، وهو التزام بالتضحية من أجل الوطن الحبيب في الحاضر، كما كانوا في شبابهم على عهدهم هذا».
كما استهل بعده الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين «السعيد عبادو» كلمته بإبداء تقديره واعتزازه بالمبادرة هذه التي انتهجها منذ سنوات طوال مجاهدي ولاية المدية، مؤكدين فيها حرصهم على إحياء رموز الثورة وقادتها الأوائل وفاءً للشهداء وحرصا على تبليغ رسالتهم إلى «الأجيال الصاعدة التي هي في أمسّ الحاجة اليوم لاستلهام خصال أسلافهم الذين تربوا في أحضان الحركة الوطنية الجزائرية خلال مراحل عصيبة من تاريخنا الطويل في مقاومة المستعمر وتحمل مسؤولية تحرير البلاد منه»، مذكرا بدوره بشأن الذكرى السادسة والخمسين لاستشهاد الرائد رابح مقراني (سي لخضر) أنّ فوق أديم هذه البقعة المطهرة من تراب الوطن الشهيد خاض من المعارك ضد الاحتلال الفرنسي ما خاض وكان النصر حليفه فيها إلى أن فاز بالشهادة في معركة جبل «بولقرون» الشهيرة بمنطقة جواب بدائرة السواقي وذلك يوم 05 مارس 1958، موضحا الوزير الأسبق للمجاهدين «عبادو»، أنّ الظروف التي نحيي فيها ذكريات الاستشهاد والمناسبات التاريخية تتسم بعلاقة وطيدة بين تضحيات الشعب الجزائري في الماضي وبين تطلعاته المستقبلية المشروعة نحو الرقي الاجتماعي والازدهار الاقتصادي، وتستدعي إلزامية إحداث طفرة في واقع المسيرة الوطنية برؤية متكاملة الأبعاد، واضحة الأهداف ،محددة الوسائل، تجعل من الاستقرار ومن تعبئة الطاقات الوطنية وتجنيدها من أهم مرتكزاتها.
ليُختتم الاحتفال بتكريم عائلات الشهداء الذين سقطوا في ساحة الشرف، كأخت الشهيد سي لخضر ومن المجاهدين الذين بقوا شاهدين على أهم صفحة من تاريخ الجزائر.