سهام وناس، نائب رئيس المجلس مكلفة بالمالية، الاقتصاد والإدارة، واحدة من النساء اللّواتي وصلن إلى منصب نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي للكاليتوس دون أن تسعى إليه، حيث كان هدفها الأساسي استكمال دراسات ما بعد التدرج في مجال القانون الدولي، وليس ولوج معترك السياسة. وقد جاء ترشّحها بإلحاح من رئيس البلدية السيد ويشر عبد الغني، الذي أراد إشراك العنصر النسوي في قائمة حرّة، خاصة بعد أن أقرّ الدستور بتخصيص حصة للمشاركة النسوية في المجالس البلدية والولائية، وكذا لمساعدته في استكمال المشاريع التي بقيت عالقة في عهدته السّابقة.
لم تكن مهمّة الآنسة سهام وناس سهلة للبحث عن عشرة نسوة لإدراجهن ضمن قوائم المترشّحين وجمع التوقيعات، وبتوفيق من الله عزّ وجل واتّصالاتها، تمكّنت من الحصول على 15 امرأة، وتمّ جمع ألف استمارة للتوقيع يوما قبل انتهاء آجال تسليم القوائم الانتخابية، لكن ما لم يكن في الحسبان هو إدراج اسمها في القائمة الحرة من طرف رئيس البلدية رغم رفضها لأنّها لم تكن مستعدّة لخوض عالم السياسة، خاصة وأنّ حزبها يواجه 11 حزبا منافسا.
وفي هذا الصدد، تقول سهام وناس التي استقبلتنا في مكتبها على مستوى بلدية الكاليتوس لتحدّثنا عن تجربتها كمنتخبة محلية، أنّه بعد تردّد وتشاور مع الأهل الذين رحّبوا بفكرة ترشّحها، وهكذا شرعت في حملتها الانتخابية التي ارتكزت فيها على العمل الجواري بأحياء الكاليتوس، مضيفة بأنّه في أول الأمر وجدت صعوبة، لكن فيما بعد قام الحزب بإعداد منشور حيث أعجب المواطنون ببرنامج حملتها كونهم لمسوا نوعا من التغيير ووضعوا ثقتهم في الحزب.
نسبة توظيف المرأة
بالبلدية في تزايد
وقالت أيضا أنّه حين الإعلان عن النتائج، لم تكن تنتظر نجاحها على رأس القائمة الحرة بحكم أنّهم كلهم وجوه جديدة، حيث اعتبرت محدثتنا مشاركتها في الانتخابات البلدية لأول مرة بالتجربة الحسنة، قائلة: “في الحياة يجب خوض التجارب لمعرفة ماذا يجري في الساحة الوطنية من أحداث”.
وأشارت في هذا الإطار، إلى أنّه لم تعترضها مشاكل في الإدارة بحكم أنّها كانت رئيسة مصلحة الشؤون الاجتماعية، وحاليا سيتم رقمنة الإدارة بمختلف تخصّصاتها، ويتم إعادة توزيع الموظّفين البالغ عددهم 1065 وفق المؤهّلات التي تحتاجها البلدية.
وفي ردّها عن سؤالنا حول مدى تحقيق المرأة لمكتسبات لم تكن تحلم بها، أكّدت نائب رئيس بلدية الكاليتوس أنّ المرأة في بداية مشوارها ودخلت في مرحلة لإبراز نفسها ولها باع في مختلف المجالات، خاصة وأنّ الدستور أعطاها حق المشاركة السياسية، قائلة: “أنا عن نفسي لم أجد عائقا لأمارس السلطة على مستوى الإدارة، لاسيما وأنّ أغلب الموظفين رجال”، موضّحة أنّ المكاسب التي حقّقتها المرأة هي نسبية.
لكنّها استطردت قائلة إنّ نسبة المرأة في التوظيف على مستوى البلدية تتزايد، وتقلّدت مناصب كانت في السابق حكرا على الرجال. وبالمقابل، اعتبرت سهام وناس تخصيص يوم الثامن مارس من كل عام كيوم عالمي للمرأة بأنّه غير كاف، ولا يعبّر عن إنجازات هذه الفئة من المجتمع. وبحسبها أنّ ما حقّقته المرأة لا يمكن اختصاره في نصف يوم، موجّهة رسالة إلى كل النساء الجزائريات بأن يوصلن معركتهن في البناء والتشييد ويكنّ ذخرا للوطن.
وبمناسبة الثامن مارس، سيقوم رئيس بلدية الكاليتوس ويشر عبد الغني بتكريم 520 امرأة دون استثناء، جلّهن موظفات على مستوى البلدية، منهن 322 متعاقدة، و181 تعملن في إطار الشبكة الاجتماعية وأعضاء بالمجلس الشعبي البلدي، بالإضافة إلى تكريم عشر نساء لسن بالضرورة بارزات في مجالات معينة، بحسب ما أفادت به محدثتنا.
وأبرزت في هذا الشأن، نائب رئيس بلدية الكاليتوس أنّه سيتم تكريم امرأتين مسنّتين، وأمّ لأربعة أطفال معاقين اعترافا بتضحياتها تجاه أبنائها، وكذا مجاهدة وأمّ شهيد، وموظفة من ضحايا الإرهاب تعاني من مرض «الرعشة»، وتكريم أكبر معمّرة، مضيفة بأنّ رئيس المجلس الشعبي البلدي للكاليتوس خصّص شهر مارس كلّه للمرأة كي لا يكون الاحتفال بيوم الثامن مارس مناسباتيا، وذلك من خلال برنامج متنوع يتناول إقامة معرض للصناعات التقليدية في شكل مسابقة أحسن أكلة كتحفيز وتشجيع للنساء للاستثمار في عملهن الذي يعدّ منتوجا تقليديا.
زيادة على تنظيم صالون للجمعيات النسوية الذي يتزامن مع العطلة الربيعية، حيث سيخصّص فضاء للأطفال متبوع بندوات، مع تنظيم خرجات نحو المدارس للتحسيس بمرض الإفراط الحركي، مع التركيز على المرأة لأنّ دورها الأساسي متابعة الطفل، وغيرها من الأنشطة التي تندرج في إطار ترقية المرأة والترفيه عن النساء الماكثات في البيت.