يديرها بطّالون وطلبة وأصحاب الربح السريع

المواقف غير الشرعية تستفحل بالمدن الساحلية لتيبازة

تيبازة: علاء . م

استفحلت في الآونة الأخيرة ظاهرة استغلال أرصفة الطرقات بمختلف المدن الساحلية لولاية تيبازة كمواقف غير شرعية تدرّ على شاغليها أموالا طائلة ولّدت في انفسهم مزيدا من الجشع والطمع في الترقية الاجتماعية عن طريق الربح السريع.

من فوكة وبوسماعيل الى تيبازة وشرشال وغيرها لم تعد الطرقات العمومية داخل ذات المدن على سابق عهدها طيلة السنة بحيث اقتسمها متطفلون وعشاق للربح السريع منذ بداية موسم الاصطياف يقبضون من أصحاب المركبات حقوق التوقف على الأرصفة التي تعتبر في الأصل ملكا عموميا يستفيد منه الجميع الا انّ عشاق الربح السريع حولوها بين عشية وضحاها الى قواعد تجارية مربحة معفية من عوامل التعب والتكاليف والخسارة أيضا باعتبارها تعتمد على القبض بلا تعب بطريقة ترفضها كل شرائع المنطق والقانون والدين أيضا، فيتحول بفعلها شاغلو ذات الأماكن في عجالة من أمرهم الى أثرياء وأرباب عمل  ذوي رساميل كبيرة، فيما يجتهد العمال العاديون في قطاعات أخرى ليلا ونهارا لضمان اقتناء لقمة عيش لذيذة لأبنائهم، الا أنّهم يتلقون أمامهم كما هائلا من الصعاب تحول دون تمكنهم من الترقية الاجتماعية.
  ومن بين أهم تداعيات الظاهرة على أرض الواقع إقدام بعض المستحوذين على أرصفة الطرقات على تشغيل أطفال مراهقين في عملية اللهث وراء اصحاب المركبات، فيما يكتفي المسير بعد المال والتصرف فيه باعتباره جناه بحق أو غير حق من الحيز الجغرافي الذي ارتضاه كملك خالص له لا يحق لغيره التوقف فيه دون دفع مستحقات التوقف، كما أنّ بعضهم لا يشتغل في الواقع سوى سويعات معدودة من اليوم يقبض خلالها ما تسوّل له نفسه من اموال غيره ليفر بها الى وجهة مجهولة لصرفها أو تخزينها، وارتأت مجموعة أخرى من هؤلاء ضم أرصفة الطريق العمومي بمدينة شرشال الى الموقف الرسمي المرخص له بجوار الساحة العمومية كخطوة منهم، كان لابد منها لضمان مداخيل إضافية تتيح لهم التحول من الحياة العادية الى حياة الرفاهية و البذخ التي تعتبر نتيجة حتمية للأموال التي لم يتم اسالة العرق عليها، فيما يعمد آخرون الى التوسل لدى أصحاب المركبات لمنحهم ما يشاءون من الأموال على سبيل اعانتهن وتمكينهم من مغادرة منطقة البؤس والحرمان والفاقة مقابل حراسة المركبة مع الإشارة الى أنّ المركبة التي يركنها صاحبها امام الملإ لا تحتاج الى حارس أصلا.
  وفيما يتعلق بظروف تعامل هؤلاء مع زبائنهم، فإنّ المواقف تتأرجح عادة بين التعنيف والتوسل، فمنهم من يجبر صاحب المركبة على الدفع شاء ام كره حتى في حال بلوغ الأمر درجة السب والشتم والكلام البذيء ومنهم من يترجى صاحب المركبة الدفع، باعتبار ذلك يشكّل مقابلا للحراسة وليس ابتزازا على الإطلاق ومنهم من يستعطف زبونه بكل عبارات التوسل والرجاء ليسلمه ولو قدرا يسيرا من الدنانير لإعانة نفسه على قضاء حوائجه الدنيوية الا انّ الذي لا يعلمه الكثير من الزبائن ضحايا هؤلاء يكمن في كثرة مستغلي المواقف على أرصفة الطرقات لغرض الربح السريع بلا تعب في وقت يئنّ الفلاحون والمقاولون وأصحاب أعمال أخرى من ندرة حادة في اليد العاملة، بحيث يرفض معظم مستغلي المواقف غير الشرعية امتهان أعمال متعبة في المزارع وورشات البناء وغيرها من المواقع التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية المحلية وكذا بالترقية الاجتماعية.         

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19625

العدد 19625

الإثنين 18 نوفمبر 2024