يستغرب سكان منطقة مانيس ببلدية تنس ومستعملو الطريق الوطني رقم 11 الساحلي الذي يمتد عبر الواجهة البحرية للولاية من تفاقم وضعية دخان الحريق المنبعث من المفرغة الفوضوية بمانيس التي صارت مصدر خطر دائم للبيئة والسكان ومستعملي ذات المسلك، مما جعلهم يناشدون الجهات المعنية بالتدخل لإيقاف هذه الظاهرة التي عصفت بجمال المنطقة الساحلية.
تدهور المشهد البيئي واستياء السكان وزوار المنطقة صار لايطاق في ظلّ حالة الإهمال والتسيب وعدم إكتراث بالنداءات ومطالب السكان رغم أن المشهد أصبح مصدر إزعاج لدى الجميع، خاصة في حالة هبوب الرياح التي تنقل هذه السحابة من الدخان نحو مناطق سكنية فيها ينتقل التأثير للأطفال والنساء الحوامل والماكثين في البيوت والمصابين بالامراض التنفسية والحالات الحرجة يقول السكان وأصحاب المركبات الذين يجدون متاعب في إختراق هذه المؤثرات الخارجية، مما يجعلهم يلجأون إلى غلق نوافذهم حارمين أنفسهم الهواء العليل ونسمة البحر وشواطئ المنطقة.
ومن جانب آخر، أثرت هذه المفرغة الفوضوية التي يتسع حجمها يوميا أمام مرأى الجميع وبدون ردع قانوني ولا وازع ينقذ هؤلاء من هذه المظاهر المشينة التي أثرت على الغطاء النباتي الغابي المعروف بالمنطقة.
كما تساءل الجميع عن غياب عملية المراقبة لرمي النفايات التي وصفوها بالجريمة التي تضر الجميع، محمّلين البلدية ومصالح مديرية البيئة مسؤولية هذه الوضعية المشينة.
ومن جهة أخرى، تساءل أبناء المنطقة عن مصير مفرغة الردم التقني التي تمّ انجازها بمبالغ مالية هامة بذات البلدية والتي لم توجّه لها الشاحنات بغرض تفريغ حمولتها، مادام أنها مراقبة ـ يقول هؤلاء المطالبين بتسوية ـ المعضلة التي تفاقمت رغم أخطارها الصحية التي تزداد يوما بعد يوم.
وأمام هذه الأوضاع التي لا تبعث على الإرتياح، يستعجل مستعملو الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين تيبازة مرورا بالشلف إلى غاية مستغانم محاربة الظاهرة ووضع الترتيبات البيئة والجوانب الصحية كأولويات، مع اعتبار المنطقة بأكملها سياحية بشواطئها الجميلة من تنس وواد القصب وماينس وسدي عبد الرحمان والقلتة والمرسى ومناطق أخرى قد تفقد جماليتها السياحية في حالة التدهور التي على الجهات المنعية التدخل وإنقاذ هذه المناطق التي تعدّ مصدر رزق لآلاف العائلات من خلال عائداتها السياحية على قلتها. ومن جهة أخرى حذر هؤلاء من اللجوء إلى مساحات غابية لنقل عملية تفريغ النفايات والتخلص منها بأسهل الطرق التي قد تتسبب في انعكاسات خطيرة يقول زوار المنطقة الذين وجدناهم بالناحية.