أشرف على مراسم الاحتفال بخمسينية تأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين.. رئيس الجمهورية:

الأرض لمن يخدمها.. والأمن الغذائي معركتنا

 

 الجزائر تعيش مرحلة فارقة من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي

طي ملف العقار الفلاحي نهائيا خلال 2025.. ولا بديل عن العصرنة والرقمنة 

الفلاحون الجزائريون يتحلون بروح وطنية عالية.. ومطمئنون لعصرنة الفلاحة 

نسير في الطريق الصحيح بإنتاج مشرّف.. وقاربنا التحرّر من التبعية للمحروقات 

القطاع حقق 37 مليار دولار في 2024 ويساهم بـ15% في الدخل القومي 

التسيير الممركز للفلاحة لا يأتي بنتيجة ويجب فسح المجال والمبادرة للفلاح 

تصدير المحروقات لاستيراد الغذاء سياسة خاطئة وعلينا إنتاج ما نستهلكه 

علينا مصارحة بعضنا.. فبــــــــدل استــــيراد الأضـــــاحـــــي ينبغي حل مشكل غـــــلاء اللحوم 

لا أتهم المربّين بالمضاربة.. لكن علينا ضمان استقرار سوق المواشي 

ضرورة تهيئة كل الظروف للنمو الديمغرافي بالاعتماد على أنفسنا وبناء اقتصاد قوي 

توسيع المساحات المسقية إلى مليون هكتار إضافي.. وبرنامج خاص لاستغلال المياه المستعملـــة

ألقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الثلاثاء، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال (الجزائر العاصمة)، خلال إشرافه على مراسم الاحتفال بالذكرى 50 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، كلمة هذا نصها الكامل:

 «بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.
- السيد رئيس مجلس الأمة،
- السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني،
- السيد الوزير الأول،
- السيد رئيس المحكمة الدستورية،
- السيدات والسادة أعضاء الحكومة،
- أخواتي الفلاحات.. إخواني الفلاحين.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
تأتي هذه الاحتفائية بالذكرى الخمسين (50) لتأسيس الإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، في أجواء إحياء الذكرى السبعين (70) لاندلاع ثورة التحرير المجيدة.
وهذه المناسبة تذكرنا بمعاناة أريافنا وبوادينا، وتضحيات أهلها البسطاء الشرفاء وتذكرنا بغيرة الرجال على الأرض وعلى شرف الجزائر.. وهي غيرة أصيلة ومتجذرة في بلاد المجد والخير والمقاومة.. فتحية تقدير لكل عمال الأرض.. وتحية عرفان للسواعد المباركة وما تنتجه من خيرات.

أيتها السيدات.. أيها السادة،
لقد جعلت بلادنا من الأمن الغذائي رهانا استراتيجيا، يتوجب علينا كسبه، في عالم أصبح فيه سلاح الغذاء أقوى الأسلحة وأشدها تأثيرا.
ومن باب الإنصاف، في مستهل هذه الكلمة، أنوه في هذه الفرصة بجهود الفلاحين.. فلقد أبدوا في الظروف الاستثنائية خلال الأزمة الصحية (جائحة كورونا) حسا وطنيا، وإدراكا عاليا لطبيعة التحدي، فعملوا بكل حرص على توفير المنتجات الزراعية في الوقت الذي كان فيه العالم يعاني شللا غير مسبوق، أدى إلى شح خطير في المواد الغذائية الأساسية... ولقد رفعوا التحدي بمساعدة من الدولة لجهودهم، ومرافقتها لإنتاج أوفر، والمستثمرين، والفاعلين في القطاع، الذين يؤمنون بقدرات البلاد... وبضرورة الوصول إلى الأهداف الوطنية التي سطرناها معا لتأمين بلادنا، وتكريس مفهوم الأمن الغذائي المستدام ركيزة من ركائز أمننا القومي.
وعلى هذا الأساس، ولتطوير القطاع، أكدت مرارا على البعد الاستراتيجي الذي يكتسيه التوجه نحو العصرنة، وتسخير التقنيات الحديثة، للنهوض بالفلاحة وعالم الريف.. وتطوير إمكانيات البلاد الزراعية الهائلة، والرفع من مستويات الإنتاج، لأننا نؤمن بحتمية التمكين التدريجي لبدائل مستدامة ومضمونة، تكفل للجزائر التخفيف من التبعية للريع البترولي.
وتتيح لي هذه السانحة - اليوم - أن أذكر بالقرارات والإجراءات التي اتخذناها، ونتابع باستمرار تجسيدها في الميدان..
ومنها على سبيل المثال:
- رفع مستوى دعم بعض المواد الأساسية، على غرار رفع سعر شراء الحبوب والبقول الجافة من الفلاحين،- رفع نسبة دعم الأسمدة إلى 50٪ من سعرها المرجعي للتخفيف من آثار ارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية،- ربط عشرات الآلاف من المستثمرات والمحيطات الفلاحية بالطاقة الكهربائية.
ولقد كانت غايتنا من اتخاذ تلك القرارات والإجراءات هي مرافقة ودعم الفلاحين، وإفساح المجال أمام الجيل الجديد من المهندسين الفلاحيين عن طريق المؤسسات الصغيرة والناشئة، الذين نعول عليهم لإحداث النقلة نحو عصرنة عالم الفلاحة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الاستراتيجية على المدى القريب، خاصة القمح الصلب والذرة الصفراء والشعير.
وأود بهذه المناسبة، أن أعرب عن الارتياح للوعي الواسع بهذه التحديات في أوساط القطاع ولدى مختلف النشطاء فيه. وأشدد، مرة أخرى، على أهمية شعبة الحبوب في استراتيجيتنا الزراعية، نظرا لمستوى استهلاكنا الكبير من هذه المادة، وعدم استقرار السوق العالمية. وأجدد بهذا الصدد، التوجيهات للعمل على الرفع من طاقات التخزين وتجسيد البرنامج المسطر بهذا الشأن.
وكما تعلمون، كنت قد التزمت باستصلاح مساحة مليون هكتار عن طريق السقي، لاسيما في جنوبنا من هنا إلى آفاق 2027، وهدفنا من ذلك توسيع مساحات إنتاج الزراعات الاستراتيجية، مثل القمح الصلب والذرة الصفراء والنباتات الزيتية.
والمجال مفتوح أمام المستثمرين الوطنيين والأجانب للانخراط في هذا المسعى، والاستفادة من التسهيلات لتجسيد مشاريعهم.

أيتها السيدات.. أيها السادة،
لطالما شددت على الرقمنة وأهمية البيانات والإحصاءات الدقيقة، كإحدى الركائز الأساسية لرسم السياسات التنموية. ولهذا الغرض، أمرت بإجراء الإحصاء العام للفلاحة الثالث في تاريخ القطاع، ونحن في انتظار النتائج الأولية التي ستفضي إلى ربح الوقت والجهد لتجسيد رؤيتنا الرامية إلى ترقية القطاع الفلاحي، ورصد الإمكانيات من أجل تحقيق أقصى ما يمكن من الاستقلالية..
وأنا على يقين، بأن الفلاحين قادرون على الوصول، في الآجال القريبة، إلى النتائج المتوخاة فيما يخص الاكتفاء الذاتي، والأمن الغذائي..
وأدعوهم في هذه الذكرى الخمسين للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين العتيد، مع المربين والموالين وجميع الفاعلين، إلى التجنيد أكثر في الميدان، لأنني على قناعة بارتباطهم بأرضنا الطاهرة المعطاءة وبوعيهم بالتحديات التي تنتظرنا، وأشد على أيدي شبابنا الطموح الذي يتوجه إلى الاستثمار في المجال الفلاحي بمختلف فروعه، ونعول عليه بما يمتلك من العنفوان والكفاءة والتخصص في علوم الزراعة وتقنياتها لإحداث نهضة زراعية واسعة، تعكس قدرات وإمكانيات الجزائر التي حباها الله بمقومات البلد الواعد الصاعد.
تحيا الجزائر،
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024