لجنة مختصة لمحاربة الحرث العشوائي والرعي الفوضوي جنوب سيدي بلعباس

إلحاق أضرار خطيرة بمساحات السهوب والمناطق المحمية

سيدي بلعباس : غ. شعدو

استفحلت بجنوب سيدي بلعباس ظاهرة الحرث العشوائي والرعي الجائر، بعد ان أضرت بمساحات واسعة من السهوب والمناطق الرعوية والمحميات ما دفع بالجهات المعنية إلى تنصيب لجنة على مستوى دائرة المرحوم واسندت لها مهمة محاربة الحرث العشوائي بهذه المناطق.

انتشرت ظاهرة الحرث العشوائي  بشكل ملفت بالمناطق الجنوبية لسيدي بلعباس والتي تقع معظمها في محور الهضاب العليا حيث مست المناطق الرعوية وكذا المناطق الغابية والمحميات، الأمر الذي يشكل خطرا إيكولوجيا على الغطاء النباتي ويساهم في انتشار ظاهرة التصحر، وللحد من الوضع، تم مؤخرا تنصيب لجنة على مستوى دائرة المرحوم لمحاربة هذه الظاهرة، حيث تقوم هذه اللجنة المشتركة والتي تضم ممثلين عن المحافظة السامية لتطوير السهوب، محافظة الغابات، مديرية الفلاحة والمصالح الأمنية بخرجات ميدانية منتظمة وفجائية للمناطق السهبية الواقعة بإقليم بلدية مرحوم وبئر الحمام جنوبا، ومن تم تحرر محاضر في حق المخالفين ممن يقومون بالحرث العشوائي، الرعي الجائر والبناء الفوضوي في المناطق السهبية، وتركز اللجنة عملها على المناطق التي  تعرف إنتشارا كبيرا لهذه التجاوزات على غرار منطقة الوسرة، والجحفة والخويثر وغيرها.
 يذكر أن الجهات المعنية، قامت بتحرير حوالي 30 محضرا ضد المخالفين، منها 20 محضرا من قبل أعوان الغابات و10 محاضر من قبل الدرك الوطني ضد المخالفين ممن لا يحوزون على تراخيص في هذا الشأن، لتبقى العقوبات التي يقرها القانون في هذا المجال لا تتماشى وحجم الجريمة البيئية المرتكبة، حيث  تتمثل في غرامة مالية بسيطة لا تشكل أي رادع لحماية البيئة. وفي هذا الخصوص طالب مختصون في مجال البيئة بتحيين جملة القوانين المتعلقة بحماية المناطق السهبية وإعادة النظر فيها وجعلها رادعا حقيقيا للمخالفين لحماية هذه المناطق من خطر التصحر الذي ما فتئ  يزحف على المناطق الشمالية كل سنة بحوالي 10 أمتار، وأصبح يهدد الأراضي الزراعية الخصبة، وبحسب المختصين، فإن مشروع السد الأخضر لم يحقق نتائجه المرجوة لغياب دراسات بيئية دقيقة فعلى الرغم من انجازه على طول الحدود الشرقية إلى الغربية، مرورا بالمناطق السهبية، إلا أن الأشجار التي تمت غراستها في تلك الفترة لم تتأقلم مع الظروف الطبيعية والمناخية ومع الإقليم شبه الصحرواي ما أدى إلى موتها.
هذا وتسعى الجهات الوصية إلى إطلاق برامج واسعة لمحاربة التصحر منها ما تعلق بتمديد السد الأخضر على مساحة 100.000 هكتار وإعادة تأهيل المساحات الحلفاوية وحماية المناطق الرعوية وتطوير الفلاحة الصحراوية حول الواحات، فضلا عن بعث المشاريع الجوارية لمكافحة التصحر، حيث تم في هذا الصدد إطلاق 300 مشروع جواري لمكافحة التصحر على مساحة إجمالية تقدر بـ 11.409 هكتار  يتمثل في غراسة نباتات غابية منها  2000 شجرة زيتون و2.508 هكتار من النباتات الرعوية و48.050 هكتار من النباتات السهبية، بالإضافة إلى إنجاز 75 منبع ماء و445 وحدة شمسية وهوائية موزعة على سكان المناطق السهبية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024