غابة الصنوبر بآيت عيدل ببجاية

ثـروة غابـية مهدّدة بالتـلف

بجاية: بن النوي توهامي

أصبحت غابة الصنوبر المتواجدة بمنطقة أيت عيدل، والممتدة على مساحات شاسعة تشمل كل إقليم بلديات صدوق ومسيسنة وأمالو وبوحمزة وتمقرة، معرضة للعديد من المخاطر، وذلك بسبب التلوث والجفاف والقطع غير الشرعي والحرائق وهي عوامل تهدد بقاءها.
وبحسب أحد القاطنين بمنطقة أمالو لـ “الشعب”، فإنه إذا لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة في الوقت المناسب، فمن المحتمل أن نشهد الاختفاء التدريجي لهذا النظام البيئي النباتي والحيواني الغني والفريد من نوعه، وتفرض حتميات التنمية تبني المفاهيم والمناهج المتعلقة بإقتصاد الأنظمة البيئية والتنوع البيولوجي، ويجب توعية المواطنين بالتأثيرات المحتملة لتغير المناخ، مع التشديد على أهمية الخدمات التي توفرها الأنظمة البيئية الغابية والمكاسب والاستحقاقات التي تنعكس بالإيجاب على القطاعات الأخرى”.
هذا، وقد أشارت إحدى القاطنات بمسيسنة إلى الفوائد العديدة لحماية هذا التراث الإيكولوجي على سبيل توفير المنتجات الخشبية وغير الخشبية، ومكافحة التعرية المائية والتآكل بفعل الرياح وامتصاص الكربون والمحافظة على التنوع الإيكولوجي، هذا فضلا عن توفير مساحات طبيعية للاستجمام من خلال الغابات الترفيهية. وحثّت ذات المتحدثة، على ضرورة إبراز الأهمية الاقتصادية للغابات، علما أن المساحات المتوفرة وتسييرها يساهم بشكل معتبر في التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر وتحقيق أهداف التنمية التي يتم تحديدها بموجب الاتفاقيات الدولية.
وما من شك في أن الرسالة التي ينبغي تعميمها دون كلل بين القاطنة، تتمثل في إفهامهم وجعلهم يدركون أن الغابة ليست فقط مجرد غابة، يجب أن يكونوا واعين أن تدهور الأنظمة البيئية الغابية والتنوع الإيكولوجي، قد يؤدي إلى تكاليف وخسائر اقتصادية كبيرة مرتبطة بالآثار التي تنجر على صحة السكان وتسارع وتيرة التغير المناخي، وزيادة في الاضطرابات التي تمس أحواض مستجمعات المياه وتدهور نوعية المياه، وهذا ما يجعل إشراك الجميع في تسيير وحماية المساحات الغابية، شرطا أساسيا لازما لتحقيق الأهداف المرجوّة.
وتجدر الإشارة إلى أن ولاية بجاية، تتوفّر على ما لا يقل عن إحدى عشر موقعا مؤهلا لضم مشاريع غابات ترفيهية، وذلك بعد التصديق بموجب قرارين يتضمنان إنشاء غابات ترفيهية، على موقعين يتمثلان في سهل سيدي بودراهم و الذي يمتد على مساحة قدرها 52 هكتار ببلدية بجاية، وكفريدة التي تقدر مساحتها بـ 15 هكتار ببلدية درقينة، وفيما يخص باقي المساحات الغابية التي اقترحت محافظة الغابات إنجاز حدائق ترفيهية فيها، فهي تتواجد في كل من بلديات توجة (تالة أولان، 154 هكتار) وكنديرة (كمبيطة، 126 هكتار) وتيشي (أذرار يحيى، 50 هكتار) وملبو (مسعادة، 40 هكتار) وشلاطة (إيلولة، 30 هكتار) وبني مليكش (أيت زبدة، 16 هكتار) وأدكار (تالة لملاح، 62 هكتار) وتمريجت (زتوت، 12 هكتار) وشميني (أبلال، 15 هكتار)، وقد قدرت مساحتها الإجمالية بـ 672 هكتار، تعتزم محافظة الغابات وضعها تحت تصرف المستثمرين المستعدين لإنجاز حدائق ترفيهية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024