بمجرد أن يعلن شخصان انتهاء علاقتهما، يشعر كلاهما بالحزن والوحدة وأحياناً تأنيب الضمير. ويحاول البعض التغلّب على تلك المحنة بشكل خاطئ. ويكون ألم الفراق شديدا على النساء مقارنة بالرجال. وقالت الدكتورة إيفا كالبهايم إنّ ألم الفراق يؤدّي إلى مشاكل جسدية ونفسية، منها ما هو بسيط ومنها ما هو خطير.
أوضحت أخصّائية الطب النفسي والعلاج النفسي الألمانية أنّ ألم الفراق يتسبّب في زيادة هرمونات التوتر وانخفاض هرمونات السعادة، ما يؤدّي إلى مشاكل جسدية ونفسية تتمثل في فقدان الشهية والصداع والخمول وإهمال الهوايات والاهتمامات وإهمال النظافة الشخصية، بالإضافة إلى القلق والأرق واضطرابات النوم والتفكير الزائد عن الحدّ والحزن والكآبة.
وأضافت كالبهايم أنّ ألم الفراق قد تترتّب عليه أيضا عواقب وخيمة؛ حيث أنّه قد يؤدّي إلى الإصابة بما يعرف بـ “متلازمة القلب المنكسر” لاسيما لدى النساء. ولا يجوز الاستهانة بهذه المتلازمة؛ نظرا لأنّها ترفع خطر حدوث اضطرابات في سريان الدم بالقلب، الأمر الذي قد يهدّد الحياة.
وبالنسبة للرجال، فإنّ ألم الفراق قد يؤدّي إلى إدمان المخدرات والكحوليات. كما أنّ ألم الفراق يرفع خطر الإصابة بالاكتئاب والتفكير في الانتحار وإيذاء النفس. ولتجنّب هذه العواقب الجسدية والنفسية الوخيمة، ينبغي للمرء استشارة طبيب نفسي، إذا شعر أنّه غير قادر على تجاوز ألم الفراق بمفرده، وذلك للخضوع للعلاج النّفسي.
ويعمل العلاج النّفسي، لاسيما العلاج السلوكي المعرفي، على إكساب المريض استراتيجيات من شأنها تغيير نمط تفكيره، ما يساعده في التغلّب على ألم الفراق وغلق هذا الفصل من حياته والتطلّع إلى الحياة بنظرة إيجابية يحدوها الأمل والتفاؤل.
وقد يتسبّب القلب المكسور بوفاة صاحبه، ورغم أنّه أمر نادر الحدوث، لكنّ الصدمة العاطفية المفاجئة مثل وفاة أحد الأحباء، قد تنجم عنها حالة قلبية مؤقّتة تجعل القلب غير قادر على القيام بوظيفته الطبيعية.
وأشار الدكتور إيلان فيتشتاين، أستاذ الطب المساعد في مستشفى جونز هوبكنز، الذي نشر واحدة من الدراسات الأولى حول متلازمة القلب المنكسر، المعروفة أيضًا باعتلال عضلة القلب الإجهادي أنّ الإصابة بها تستدعي أحيانًا الحاجة إلى دخول وحدة العناية المركّزة تحت تأثير الصدمة، وقد لا ينجو الشخص إن لم يحصل على الرعاية الطبية اللازمة.
وأوضح فيتشتاين أنّه عند الشعور بالتوتر، يحتاج القلب لمزيد من الدم لمساعدة الجسم على الاستجابة، لكن مع متلازمة القلب المنكسر، يُعتقد أنّ اندفاع الأدرينالين يتسبّب بتقلّص الأوعية الدموية الدقيقة في القلب بدلاً من التمدّد، فتقلّ كمية الدم التي تصل إلى القلب بشكل مؤقّت.