كشفت اللقاءات الثنائية المنظمة في إطار الصالون الإفريقي للأعمال في طبعته الثالثة، والتي تتواصل فعالياتها، أمس، بوهران، عن فرص متنوعة لإقامة شراكات بين المتعاملين الاقتصاديّين من الجزائريّين وجمهورية الكونغو الديمقراطية، حسبما أبرزته الأمينة العامة لوزارة المؤسّسات الصغيرة والمتوسطة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، السيدة روكيا رمضان زادي.
أوضحت السيدة رمضان زادي في تصريح لـ “وأج” على هامش هذه اللقاءات الثنائية، أنّ “مجالات مثل النسيج والصناعة الصيدلانية وصناعة الورق والطباعة والبناء والأشغال العمومية والرّي وصناعة الأثاث، تعد واعدة لإقامة تعاون بين المتعاملين الاقتصاديّين من البلدين”.
وأضافت ذات المسؤولة أنّ “عددا من المتعاملين الجزائريّين أعربوا عن رغبتهم في الاستثمار بجمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد تم الاتفاق على تنظيم زيارات قريبة بمساعدة سفارة جمهورية الكونغو الديمقراطية في الجزائر”. ووصفت السيدة روكيا رمضان زادي الصالون الإفريقي للأعمال، بأنه “فرصة” لفتح الآفاق من أجل إنشاء شبكات للتعاون بين الدول الإفريقية. كما ذكّرت بجودة العلاقات بين الجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية، مشدّدة على ضرورة تعزيزها من خلال دعم الشراكات الاقتصادية.
وكان دبلوماسيون لبلدان إفريقية، قد أكّدوا على أهمية تطوير التجارة البينية وتعزيز التعاون والتواصل بين بلدان القارة، قصد المضي نحو تحقيق مبدأ التكامل الاقتصادي في إطار منطقة التبادل التجاري الحرّ الإفريقية (زليكاف).
وخلال محاضرة افتتاحية في إطار الطبعة الثالثة للصالون الإفريقي للأعمال، أكّد سفراء كل من السنغال والموزمبيق وأوغندا في الجزائر، والسكرتير الأول بسفارة غينيا في الجزائر ومستشارها الاقتصادي، على أهمية تطوير التجارة بين دول إفريقيا باستخدام الموارد الهامة التي تملكها القارة، من أجل تحقيق مبدأ التكامل الاقتصادي في إطار منطقة التبادل التجاري الحرّ الإفريقية.
وفي هذا الصدد ذكر سفير السنغال في الجزائر السيد مبابا كورا ندايي، أنّ الجزائر برهنت على إرادتها في تعزيز التعاون مع بلدان القارة خاصة مع السنغال، إذ يعد تدشين “البنك الجزائري السنغالي أكبر دليل على جهودها الرامية لتسهيل الإستثمار والمبادلات التجارية بين البلدين، وحتى مع البلدان الإفريقية الأخرى”.
ويسعى البنك الجزائري السنغالي - حسب ذات السفير- “إلى دعم الفاعلين الاقتصاديين الجزائريين والسنغاليين، من أجل تنمية الاستثمارات في المنطقة ودعم نشاطات المؤسّسات متعدّدة الأطراف، الرامية إلى تشجيع نمو عادل وشامل في إفريقيا وهو تعاون يجب تعزيزه بين كافة الدول الإفريقية تفعيلا لمنطقة التبادل التجاري الحرّ الإفريقية”. كما أكّد أنّ تجسيد الجزائر لمسعى تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي “ينبع من المقومات التي تزخر بها، بدءا بالموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يعد بوابة ومدخلا إلى البلدان الإفريقية، وكذا المشاريع الهيكلية ذات البعد القاري، لاسيما الطريق العابر للصّحراء والذي سيسمح بفتح المنطقة بأكملها وتعزيز المبادلات التجارية والإقتصادية”.
أما سفير الموزمبيق في الجزائر، السيد أنطونيو أغوستو إدواردو نامبوريتي، فأكّد على ضرورة استغلال الأفارقة لثروات بلدانهم مشيرا أنّ “الكثير من العمل لايزال يجب القيام به للوصول إلى هذا الهدف”، مع التأكيد على أهمية “تعزيز الاتصال ما بين الدول الإفريقية”.
وذكر في هذا الصدد، أنّ “الموزمبيق مثلا تملك أراضي زراعية شاسعة غير مستغلة، والجزائر بالتكنولوجيات التي تملكها في هذا المجال يمكن أن تكون شريكا هاما في تطوير القطاع الزراعي وحتى المنجمي”.
ومن جانبه أكّد سفير أوغندا بالجزائر، السيد يوليوس جوشوا كيفونا، أنّ منطقة التبادل الاقتصادي الحرّ “ستكون مستقبل القارة وستسمح لبلدانها بتحقيق نوع من التناغم والإنسجام الإقتصاديّين”.أما السكرتير الأول لسفارة غينيا في الجزائر ومستشارها الإقتصادي السيد فارابان ماغاسوبا، فاعتبر أنّ منطقة التبادل التجاري الحرّ الإفريقية (زليكاف) هي “حلم كل إفريقي، حيث ستسمح بتبادل وتنقل حرّ للسلع والأشخاص” معتبرا “أنها ستمكّن الدول الإفريقية من تحقيق تكامل اقتصادي، ويجعل لها مكانا مميّزا على المستوى العالمي”.