الدعم النفسي للطفل في أولى خطوات المدرسة..

الـيوم الأول بالمدرسة يرسم ملامح مـسـتـقـبل كـامـل

ز.كمال

خطوة مهمة لتقبّل المرحلة الجديدة بعيدا عن الأسرة

تمثل الخطوات الأولى للطفل وهو متوجّه إلى المدرسة أحد أهم الأحداث الشخصية والعائلية التي تبقى راسخة في الذهن طيلة مراحل عمر التلميذ، وهو يتخطى من مرحلة تعليمية إلى أخرى، وتعتبر عملية التحضير والاستعداد المادي والنفسي والمرافقة التي تقوم بها العائلة مع بداية المشوار الدراسي بالسنة الأولى، مرحلة مهمة للتلميذ بنظر المختصين من أجل تشجعيه على تقبّل هذا التحول العميق في حياته والانتقال من حالة الحرية المطلقة إلى الانضباط داخل القسم.

الدخول المدرسي.. هو أحد أهم الأحداث الاجتماعية التي تشغل بال العائلات الجزائرية وتكرّس جلّ وقتها ومدخراتها المادية من أجل الاستعداد وتحضير أبنائهم للالتحاق بمقاعد الدراسة وكلّهم فرح وعزم من أجل تحقيق النجاح المنشود في حياتهم، لذلك نشاهد مع بداية كلّ دخول جديد تلك الاستعدادات وتحركات الأولياء في الأسواق والمحلات لاقتناء ما يلزم من ألبسة جديدة وأدوات مدرسية لإدخال البهجة في نفوس أطفالهم..
وبعيدا عن التحضيرات المادية وتوفير حاجيات التلميذ من أدوات وألبسة، يشكّل الاستعداد النفسي عاملا مهما وأساسيا في تحضير شخصية الطفل وتقبّله هذا التحوّل الجذري في حياته خصوصا بالنسبة للتلاميذ الجدد الذين يلتحقون لأول مرة بمقاعد الدراسة..
ويرى كثير من المختصين النفسانيين “أنّ البعد النفسي يشكّل حلقة مهمة وضرورية بالنسبة للطفل وهو يخطو أولى الخطوات إلى المدرسة، وهذا طيلة مراحل التحضير والاستعداد لبداية المشوار الجديد في حياته، ومحاولة إزالة كلّ مظاهر الخوف والتردّد ومحو الصور السلبية التي تملأ مخيّلته حول كيفية التعامل مع الظروف الجديدة داخل المدرسة وسط قيود وضوابط تحدّ من حرية التصرف التي اعتاد عليها في البيت، التعامل مع الأقران، الخوف من سطوة المعلم، كيفية التصرف الشخصي في المواقف بعيدا عن السند العائلي خصوصا بالنسبة للأطفال المحاطين بعناية زائدة، وغيرها من الأسئلة المبهمة التي يجب على الأولياء التفطّن لها ومحاولة إزالتها من خيال الطفل وجعله أكثر استعدادا وتشوّقا لاكتشاف عالمه الجديد بعيدا عن وسطه العائلي الصغير”.
كما تأخذ التهيئة النفسية للطفل وهو مقبل على حياته المدرسية عدّة طرق وأشكال قد تختلف من عائلة إلى أخرى حسب الظروف الاجتماعية ومستوى التفكير، لكنّها تتقاطع كلّها في قواعد والتزامات نابعة من الاهتمام الشديد الذي تبديه العائلة لابنها مع بداية الدخول المدرسي، سواء بالنسبة للتلميذ الجديد أو صاحب التجربة مع المحيط المدرسي وهي صور تظهر في أول يوم من بداية السنة، حيث نلاحظ قوافل الأولياء وهم يرافقون أبناءهم إلى غاية باب المدرسة، بل تحوّلت إلى ظاهرة يومية وبرنامج دخل في الرزنامة الأسبوعية رغم كلّ سلبياتها التي قد تنعكس على طريقة تكوين شخصية الطفل المستقل المعتمد على نفسه، والتجاوب مع كلّ الأسئلة العفوية التي يطرحها الطفل حول أجواء المدرسة ومحاولة إزالة الخوف والتوتر وتشجيعه على الاندماج السريع مع زملائه والالتزام بقواعد القسم والاستماع إلى نصائح المعلم وغيرها من الإرشادات والنصائح المساعدة على تقبّل هذه المرحلة الجديدة في حياة الطفل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19582

العدد 19582

الأحد 29 سبتمبر 2024
العدد 19581

العدد 19581

السبت 28 سبتمبر 2024
العدد 19580

العدد 19580

السبت 28 سبتمبر 2024
العدد 19579

العدد 19579

السبت 28 سبتمبر 2024