من أجل توعية مرورية تتصف بالاستمرارية

”الـسـلامة المرورية” موضوع الدرس الافتتاحي

فتيحة كلواز

أكّد الدكتور نعيم بوعموشة اختيار موضوع السلامة المرورية ليكون الدرس الافتتاحي للسنة الدراسية الجديدة، سيعزّز دون شكّ الحس والوعي المروري لدى تلاميذ مختلف الأطوار التعليمية، من خلال حثهم على ضرورة ممارسة السلوك الصحيح لقواعد وآداب المرور ممارسة طوعية، وتوعيتهم بمخاطر الطريق والحوادث المرورية وكيفية التعامل مع المواقف المرورية بطرق سليمة..

قال الأستاذ المحاضر بقسم علم الاجتماع بجامعة تامنغست، نعيم بوعموشة، إنّ اختيار موضوع حوادث المرور موفق إلى حدّ بعيد، فرضته اعتبارات معينة، كون الجزائر تشهد خلال السنوات الأخيرة تزايدا رهيبا في عدد حوادث المرور، وما تخلّفه من ضحايا بشرية وخسائر مادية جسيمة، الأمر الذي يرهن مستقبل الأمن المروري في الجزائر ويستوجب وضع سياسية وقائية جادة لتوجيه السلوك الإنساني، وبالتالي فالتوعية المرورية أضحت مسؤولية الجميع وتقع على عاتق كافة المؤسّسات الاجتماعية والفاعلين في مجال الأمن المروري دون استثناء، فالمشكلة المرورية مشكلة سلوك ووعي اجتماعي بالدرجة الأولى.
وكشف محدّثنا أنّ المدرسة باعتبارها إحدى أهم المؤسّسات الاجتماعية التي تلعب دورا هاما وحيويا في التنشئة الاجتماعية السوية، وقولبة السلوك الاجتماعي، تعتبر شريكا هاما في إنجاح مشروع الأمن المروري وغرس الثقافة المرورية لدى مختلف شرائح المجتمع من خلال التوعية المرورية بكافة أبعادها، خاصة وأنّ السلامة المرورية مهملة من طرف عدد كبير من مستعملي الطريق، وهو ما يستوجب من المؤسّسات التربوية التحرك الجاد والاستجابة الواعية لمجمل التطوّرات الحاصلة في الحياة المرورية، انطلاقا من فكرة أنّ طفل اليوم سائق الغد، وعليه فغرس ثقافة السلامة المرورية لدى النشء بغية تنمية وتعزيز المعارف وقواعد المرور وآداب السلامة المرورية أمر بالغ الأهمية للتأثير في سلوك المتعلّمين وتغييره.
في الوقت نفسه، أبرز بوعموشة أنّ نشر الثقافة المرورية وتحقيق التوعية المرورية لم يعد حكرا على الجمعيات الفاعلة في مجال السلامة المرورية، ولا على مختلف وسائل الإعلام والاتصال، ولا على رجال الأمن وحدهم، من خلال الأيام التحسيسية أو الرقابة الصارمة، بل أصبح من الضروري إشراك المؤسّسات التربوية في مواجهة المشكلة المرورية، والتحسيس بخطورة حوادث المرور، فهي اليوم أداة فعّالة لخلق جيل متشبّع بالثقافة المرورية. ولعلّ إدراج مادة التربية المرورية في الطور التعليمي الابتدائي خطوة كبيرة وهامة أقدمت عليها وزارة التربية لإيصال الرسالة الأمنية وتبصير الناشئة بالمخاطر المرورية ومواكبة التطوّرات الحاصلة في الحياة المرورية ورفع درجة الحسّ المروري.
وأوضح بوعموشة أنّ وزارة التربية لا تقصد من وراء هذا الدرس الافتتاحي إلى تقديم نشاط وفقط، بل تهدف إلى تقديم محتوى هادف يخاطب الذهن ويستخدم الاستمالة العاطفية مع مراعاة المراحل العمرية للمتلقين من أجل توعية مرورية تتصف بالاستمرارية.
ويعايش التلميذ - بشكل يومي - الحياة المرورية عند ذهابه للمدرسة، ويجد نفسه مجبرا على التعامل مع الطريق والمركبات وإشارات المرور، الأمر الذي يؤكّد أهمية تنمية الوعي المروري لدى المتعلّمين وتعزيز سلوكهم بما يتماشى وآداب الطريق والسلامة المرورية، عن طريق تعلّم آداب وقواعد السير على الطريق والالتزام بها كاحترام الإشارات الضوئية أثناء العبور والسير في الممرات الخاصة بالمشاة واستخدام الرصيف وتجنّب العبور من الأماكن غير الآمنة والالتزام بقواعد ركوب السيارة أو الحافلة ... الخ، وتبصيره بالمخاطر التي قد يتعرّض لها في حالة مخالفة تلك القواعد، ليكون المتعلّم مستقبلا مواطنا صالحا وعنصرا إيجابيا فاعلا في مجتمعه يمتثل للقوانين ويحرص على سلامته وسلامة الآخرين.
 وتجدر الإشارة هنا -حسب المتحدّث - إلى أنّ التربية المرورية ليست مجرد معلومات تلقّن وتحفظ، وإنّما هي وعي يكتسب وسلوك إيجابي يمارس. فتعويد الفرد على ممارسة السلوك الصحيح لقواعد المرور وآدابه ممارسة طوعية، نابع من الانصياع الذاتي لها وليس على أساس الخوف من العقاب، الأمر الذي يضمن استخدام الطريق بشكل آمن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19582

العدد 19582

الأحد 29 سبتمبر 2024
العدد 19581

العدد 19581

السبت 28 سبتمبر 2024
العدد 19580

العدد 19580

السبت 28 سبتمبر 2024
العدد 19579

العدد 19579

السبت 28 سبتمبر 2024