يحظى فضاء الترفيه العائلي المتواجد بمنطقة بوكردان الجبلية ببلدية بوزقزة قدارة بولاية بومرداس باهتمام متزايد من قبل السلطات الولائية ومديرية السياحة، وهذا في إطار تنويع المقاصد والوجهات التي تتطلع إليها العائلات والمصطافين الذين يرغبون في اكتشاف المعالم التاريخية والطبيعية التي تزخر بها المنطقة، بعيدا عن الشريط الساحلي خصوصا خلال الأيام التي تكون فيه السباحة خطيرة، في هذه الفترة التي بدأت فيه إشارات دخول فصل الخريف تلوح في الأفق لتبدأ رحلة البحث عن منتزهات الراحة والتسلية الغابية ببلديات الولاية.
وقفت والي ولاية بومرداس فوزية نعامة مجدّدا عند مشروع تهيئة الفضاء العائلي بأعالي غابة بوكردان الواقعة ببلدية بوزقزة قدارة الجبلية المعروفة بمناظرها الطبيعية وجمالها الأخّاذ، وهذا بهدف الإسراع في إتمام أشغال الإنجاز التي انطلقت قبل أشهر والتشديد على ضرورة تسليمه في الوقت المحدّد، تزامنا مع بداية فترة السياحة الشتوية والربيعية التي تتحوّل فيه مثل هذه الفضاءات الطبيعية قبلة للعائلات والزوار بحثا عن الراحة والترفيه، خصوصا خلال نهاية الأسبوع وعطلة التلاميذ.
وقد كانت بلدية بوزقزة قدارة قد أطلقت قبل فترة مشروعا لتهيئة الفضاء العائلي والطبيعي بغابة بوكردان وتهيئته بمختلف وسائل الراحة والخدمات الأساسية التي يتطلع إليها الزائر، وهذا بغلاف مالي تجاوز 16 مليون دينار كمرحلة أولى تسعى من خلاله إلى تهيئة الأرضية وتشجيع المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين للاستثمار في هذا الفضاء الواسع بإنجاز حديقة ألعاب لفائدة الأطفال ومسالك سياحية وترفيهية لصالح العائلات التي تقصد المنطقة نهاية الأسبوع، في ظلّ غياب البدائل وافتقاد الولاية إلى حديقة ألعاب وتسلية مرجعية، على غرار ولايات الوطن ما يضطرّ الكثيرين للتوجّه نحو الولايات المجاورة منها الحظيرة الوطنية تيكجدة بولاية البويرة وحظيرة الشريعة بالبليدة إلى جانب حديقة التسلية بالحامة.
كما جاءت هذه المشاريع السياحية والترفيهية بحسب القائمين على قطاع السياحة والسلطات المحلية في عدد من البلديات التي تملك مثل هذه القدرات الطبيعية العذراء شبه المهملة لخلق توازن في النشاط السياحي بولاية بومرداس، التي لا تزال إلى اليوم رهينة موسم الاصطياف المؤقت المحصور بين شهر جوان وسبتمبر دون القدرة على تقديم بدائل ومسارات سياحية لفائدة عشرات المصطافين والعائلات التي تبحث هذه الأيام عن فضاءات مهيأة وحديقة ألعاب وتسلية لفائدة الأطفال مثلما رصدته الشعب من تعليقات واقتراحات تتكرر كلّ سنة رغم القائمة الطويلة من العمليات المبرمجة للتهيئة، سواء عبر مدن الشريط الساحلي أو المدن الداخلية التي تتوفر على مناظر طبيعية ومعالم ثقافية وتاريخية بحاجة إلى اهتمام.
مع الإشارة أنّ ولاية بومرداس السياحية بامتياز تملك إلى جانب الشريط الساحلي الممتد على مسافة 80 كلم و10 بلديات ساحلية عدّة مقترحات وبرامج لترقية النشاط السياحي وتوسيع مصادره، منها 11 منطقة توسّع بدون استغلال منذ عدّة سنوات، إلى جانب تسجيل عمليات أخرى في إطار تشجيع السياحة الجبلية والحموية شملت ثمانية مناطق جديدة تنتظر التجسيد تشمل منطقة «ايغيل» ببلدية الناصرية، منطقة «ثلاث» بعمال، «القلعة» و»بوقري» ببلدية بني عمران، منطقة «ذراع الحفة» ببلدية الأربعطاش ومنطقة بوزقزة قدارة، بالإضافة إلى ثلاثة مسالك سياحية في كلّ من سدّ الحميز، قاعدة الحياة بالأربعطاش، سدّ بني عمران، منطقة «اسواف» الغابية ببلدية دلس.
