أكثر من 78 حالة في النصف الأول من جويلية

وهران.. تحذيرات من تنامي خطر التسمّمات الغذائية

براهمية مسعودة

تعرف عاصمة الغرب الجزائري وهران، التي تشهد إقبالا سياحيا متزايدا، خلال الأسابيع الأخيرة، تفشيا ملحوظا لحالات التسمم الغذائي؛ما أثار مخاوف كبيرة بين السلطات المحلية والجهات المعنية بالصحة العامة في المدينة ذات الكثافة السكانية العالية.
وفقا للتقارير الرسمية لمختلف المصالح الطبية، التابعة لولاية وهران، سجّلت عشرات حالات الإصابة بأعراض التسمم الغذائي، أبرزها الإسهال والقيء والصداع والحمى، ويعزى ذلك إلى ارتفاع درجات الحرارة بهذا الفصل الساخن، ما يساعد على تسريع عملية فساد وتلوث المواد الغذائية.
وقد سجّلت مصلحة الإستعجالات المتنقلة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية، أول نوفمبر 54، كعينة، خلال 15 يوما الأولى لشهر جويلية الجاري، أكثر من 78 حالة تسمم غذائي، و80 حالة ضربات شمس، تضمنت أعراضا مختلفة ومتداخلة، مثل الصداع الحاد والدوار والإغماء، وغير ذلك من الأعراض، متفاوتة الخطورة.
وأوضح الدكتور، يحياوي علي منسق طبي بمصلحة الإستعجالات ورئيس مصلحة الإستعجالات المتنقلة بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 وهران، أن «المؤسسة، تسجل زيادة حالات التسمم الغذائي، يتصدرها زوار المدينة من مختلف المدن، وخاصة المجاورة».
وأرجع ذلك أساسا إلى عدم طهي الأغذية بصفة منتظمة، وكثرة تناول الوجبات السريعة، ناهيك عن صعوبة التحكّم في سلسلة التبريد، إلى عدم الالتزام بنظافة اليدين بشكل متكرر، والتأكد من تنظيف الأواني قبل الطهي، وكذا غسل الخضر والفواكه للتخلص من البيكتيريا وبقايا المواد الكيميائية الضارة، الأكثر سُمِّية، كما قال.
ويعرف المتحدث ذاته، التسمم الغذائي بأنه «مشكلة صحية خطيرة، يمكن أن تسببها مجموعة من الملوثات الغذائية، بما في ذلك البيكتيريا والفيروسات والطفيليات أو المواد الكيماوية»، مبرزا أن «الرضع والأطفال والحوامل وكبار السن والأشخاص المصابون بأمراض مؤقتة أو مزمنة، هم الفئات الأكثر عرضة للخطر، وذلك بالنظر لضعف جهازهم المناعي، ما يزيد قابليتهم للإصابة بتداعيات خطيرة من التسمم الغذائي، وقد تصل إلى الموت».
كما لفت إلى أن «الارتفاع الحاد في درجات الحرارة، يؤثر بشكل خاص على المصابين بالأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم الذين يعانون من مضاعفات، نتيجة عدم الالتزام بمواعيد تناول الأدوية والتعرّض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، ما يتسبّب لهم بالجفاف الشديد؛ حيث تسجل المصلحة يوميا أكثر من 20 حالة من هذه الفئات».
ومكمن الخطر هنا ـ يضيف محدثنا ـ هو «أن تجتمع هذه الأعراض ومضاعفات التسمم الغذائي، الذي قد يحدث هو الآخر، الجفاف؛ وهو حالة ينخفض فيها محتوى الماء في الجسم إلى مستوى خطير، بسبب فقدان السوائل والمعادن، بسبب الإصابة بالإسهال والقيء وعدم تناول كمية كافية من السوائل».
وأكد الدكتور يحياوي، أن «التسمم الغذائي، باعتباره، تهديدا صحيا عالميا، يتطلّب جهود متعدّدة القطاعات وعلى كافة المستويات، وتوجيهها أكثر نحو الوقاية، للحدّ من انتشار أمراض خطيرة، قد تنتقل عبر الأطعمة والمياه، إذا لم يتمّ التصدي لها بشكل عاجل».
كما دعا المواطنين إلى الالتزام بجملة من النصائح للحفاظ على سلامتهم وضمان صيف آمن وصحي، منها تجنّب الخروج في الأوقات التي تشتد فيها الحرارة خاصة ما بين الساعة 11سا و17سا، عدم التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة، استهلاك الماء والسوائل بكثرة، تجنب الأكلات السريعة وتلك المعرضة لأشعة الشمس، التحقق من تاريخ انتهاء صلاحية المواد الغذائية، وكذا التنظيف الجيد للخضر والفواكه ووضعها في الثلاجة قبل الاستهلاك، والحرص على تناولها طازجة، إضافة إلى استشارة الطبيب والتوجّه فورا إلى الإستعجالات في حالة الشعور بأي طارئ.
في ذات الإطار، قامت المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54 بوهران بتعزيز الفرق الطبية وشبه الطبية وتزويدها بالمعدات اللازمة لضمان رعاية صحية فعّالة وسريعة للحالات المستعجلة، وذلك في إطار الحرص الحثيث على حماية صحة وسلامة المواطن وإحكام الاستعداد لمواجهة أي طارئ.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19708

العدد 19708

الإثنين 24 فيفري 2025
العدد 19707

العدد 19707

الأحد 23 فيفري 2025
العدد 19706

العدد 19706

السبت 22 فيفري 2025
العدد 19705

العدد 19705

الخميس 20 فيفري 2025