ودع المنتخب الوطني لكرة اليد منافسة بطولة العالم في طبعتها الـ٢٣ والتي تجري وقائعها بإسبانيا من الدور الأول بعد بإنهزامه أمام نظيره المجري أول أمس في آخر مباراة للمجموعة الرابعة بنتيجة (٢٩ - ٢٦).
في بداية اللقاء كان المستوى متقارب بين الطرفين إلا أن الوضع لم يستمر مع مرور الدقائق حيث ظهر عامل نقص المنافسة لدى العناصر الوطنية التي ضيعت فرص سهلة ومهمة لصنع الفارق، أو البقاء في نفس الريتم للحفاظ على حظوظهم في التأهل خاصة من جانب رياض شهبور .
إضافة إلى كثرة الإقصاءات للاعبين الجزائريين بسبب الأخطاء التي إرتكبوها حيث بلغت ٨ دقائق كاملة وأغلبها من لاعبي الدائرة ويعود ذلك إلى نقص عامل التركيز والخبرة بالمقارنة مع منافسهم الذي أثبت في الجولات الأولى أنه مستعد من أجل الذهاب بعيدا في هذه الطبعة من البطولة .
وفي الشوط الثاني حاول زملاء رحيم التدارك إلا أنهم لم يتمكنوا من قلب النتيجة أو حتى تحقيق التعادل.
نقص المنافسة إنعكس على النتائج
أما الوضع مع لاعبي الفريق الوطني فهو العكس بما أنهم يعانون من نقص المنافسة بسبب توقف البطولة المحلية لأكثر من سنة ونصف وذلك راجع للمشاكل الداخلية بين الإتحادية وبعض رؤساء الأندية في القسم الأول والتي جعلت الأمور تتعقد أكثر فيما بعد ما جعل وزير الشباب والرياضة تهمي يتدخل من أجل إنقاض مسار الكرة الصغيرة في الجزائر إلا أننا لم نلمس أي جديد إلى حد الآن .
ومن جهة أخرى فإن البرنامج التحضيري «للخضر» الذي إنطلق في الصيف الفارط لم يكن في المستوى المطلوب لعدة أسباب بداية من عدم تمكن الناخب الوطني من الإستفادة من كامل التعداد والأمر يتعلق بالمحترفين في الخارج .
وبعدها تم إلغاء تربص فرنسا في شهر سبتمبر بسبب غياب التأشيرات حرم المجموعة من المشاركة في الدورة التي عرفت تواجد نوادي كبير كانت ستساعد بوشكريو في التحضير أفضل ،إضافة إلى الإصابات التي طالت بعض اللاعبين على غرار بوبايو الذي غاب عن الدورة وبولطيف العائد مؤخرا فقط إلى المنافسة رفقة مقراني وهذا الثلاثي ينشط في الدوري الفرنسي .
ورغم أن المسيرين برمجوا معسكرات أخرى فيما بعد إلا أنها لم تكن في المستوى المطلوب ولعب فيها المنتخب الوطني أربع مباريات فقط لا تسمح بالتحضير لأكبر محفل للكرة الصغيرة في العالم .
إعادة النظر....
وبهذا فإن الأمور إنعكست بصفة مباشرة على نتائج المنتخب الأول الذي كانت له عدة مشاركات دولية في السنتين الأخيرتين بداية من البطولة الإفريقية التي وصل فيها الفريق إلى النهائي بصعوبة وبعدها الدورة التصفوية المؤهلة للأولمبياد وحاليا بطولة العالم التي خرج منها من الدور الأول وبأداء لا يليق ببلد مثل الجزائر له الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتحقيق نتائج أفضل بكثير .
وبالتالي يجب على المعنيين بشؤون كرة اليد في الجزائر إعادة النظر في الوضع وإيجاد الحلول اللازمة في أقرب وقت ممكن من أجل إنقاض جيل كامل يعاني من طغيان المشاكل الادارية على ميدان المنافسة في الميدان وعدم ترك الأمور تزداد سوءا لأنها قد تعصف بمستقبل كرة اليد الجزائرية بشكل سلبي .