عمارة استقال ثم تراجع

من يجرؤ على التّرشّح لرئاسة «الفاف»؟

بلال وهاب

أعلن رئيس اتحادية كرة القدم، عمارة شرف الدين، استقالته يوم 31 مارس الماضي على خلفية فشل «الخضر» في التأهل إلى كأس العالم 2022، ثم تراجع وقرّر عرضها على الجمعية العامة لـ «الفاف».
وافق أعضاء المكتب الفدرالي في اجتماع الخميس الماضي، بمقر تحضير المنتخبات الوطنية في سيدي موسى، على مقترح تأجيل الجمعيتين العادية والانتخابية إلى 16 جوان و7 جويلية تواليا، بحجة عدم وصول رد من الـ «فيفا» بخصوص ملف تكييف القوانين.
وجرت العادة أن يبدأ السباق على مقعد رئيس الاتحادية مبكرا، عبر مختلف وسائل الإعلام، بحيث تبدي شخصيات رياضية نيتها في الترشح وتقديم برنامج للنهوض بالكرة المحلية والمنتخب الوطني، ويكثر الحديث عن المرشحين الأبرز والأقل حظا.
والأمر مختلف هذه المرة، فشرف الدين عمارة  أعلن قرار تنحيه من المنصب وتراجع مؤقتا، إذ سيعرض الاستقالة على أعضاء الجمعية العامة منتصف جوان المقبل، ولم تجرؤ أي شخصية رياضية على إعلان رغبتها في الترشح، ما عدا «المناجير» العام السابق للاتحادية وليد صادي.
ويشار إلى صادي، أكّد ترشّحه في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، عندما تأكد من انسحاب خير الدين زطشي، بعدما انتهت عهدته في 2021، وكرر صادي نفس الشيء عندما استقال عمارة شفهيا.
المسؤولية أثقل بكثير
وضع اتحادية كرة القدم الجزائرية داخل الـ «كاف» تغيّر كثيرا بعد مباراة الكاميرون الفاصلة، وتقديم شكوى لدى الـ «فيفا»، وتصريحات بلماضي الجريئة ضد التحكيم في القارة الإفريقية والمؤامرة التي تحاك ضد «الخضر» منذ 2019 بعلم من مسؤولي الاتحاد الإفريقي.
وخليفة عمارة لن يجلس على كرسي مريح، بل سيجد نفسه داخل حقل مملوء بملفات وقضايا ثقيلة جدا، أولها، ملف المنتخب الوطني الذي لم يفصل فيه الاتحاد الدولي، وكيفية إعادة ترتيب الصفوف في الاتحادية، والعمل على تلميع صورة الـ «فاف» وبناء شبكة علاقات داخل أروقة الـ «كاف».
وستكون الأضواء مسلطة على رئيس الـ «فاف» الجديد من وسائل الإعلام والرأي العام الرياضي في الجزائر، كونه مطالب بإعادة الاعتبار للاتحادية وللمنتخب الوطني داخل الاتحاد الإفريقي، بعد الظلم الذي تعرض له في المواجهة الفاصلة أمام الكاميرون.
وسيكون على خليفة عمارة مواجهة مشاكل البطولة المحلية، والعمل على إعادة هيكلة أندية الرابطة المحترفة، إضافة إلى التكوين وملفات خاصة ببطولات الهواة، وملفات الموارد المالية وقضايا أخرى، فمن يجرؤ على الترشح لخلافة عمارة.
استقالة قد ترفض
 قبل أن يتحدّث مدرب المنتخب الوطني، جمال بلماضي، لموقع الـ «فاف»، كان مصير عمارة شرف الدين الرحيل، خاصة أن الرجل أكد عدم تراجعه، وسيعرض الاستقالة على أعضاء الجمعية العامة يوم 16 جوان المقبل.
وربط متتبّعون بقاء بلماضي على رأس المنتخب باستقالة عمارة، وتعيين شخص يمكنه تقديم الأفضل محليا وقاريا، لأن العلاقة حقيقة لم تكن على ما يرام بين مدرب «الخضر» وخليفة خير الدين زطشي، منذ سبتمبر 2021، لعدة أسباب منها تربص الدوحة الذي سبق «كان» الكاميرون.
وبعد قرابة شهر عن نكسة تشاكر، أطل بلماضي على الرأي العام الرياضي، من موقع الـ «فاف» الإلكتروني، بحوار فاق 50 دقيقة  ليعلن بقاءه، ويؤكد أن علاقته مع عمارة يسودها الاحترام ولا توجد خلافات كثيرة بينهما، وهذا ما قد يغيّر كل المعطيات داخل الجمعية العامة، والتي يتوقّع منها رفض الاستقالة ويبقى عمارة رئيسا للاتحادية.
خطوات إلى الخلف
 الوضع الحالي يفرض على الاتحادية التقدم خطوات كثيرة إلى الأمام لاستعادة مكانتها تدريجيا في الاتحاد الإفريقي، لا الرجوع خطوات إلى الخلف.
وبعد مغادرة محمد روراوة مبنى دالي ابراهيم ، وقدوم خير الدين زطشي، بدأ الرجوع إلى الوراء.
في عهد روراوة، كانت الجزائر ممثلة بـ 7 أعضاء في لجان مختلفة بالـ «كاف»، أولهم، رئيس الـ «فاف» محفوظ قرباج، عبد الحميد حداج، وليد صادي، سيد علي يحياوي وخليل حموم.
ولنقص خبرته، طلب زطشي من مسؤولي الـ «كاف» إلغاء اعتمادات ممثلي الـ «فاف» المذكورين أعلاه بعد أشهر من انتخباه، دون تحضير أرضية لتعويضهم بأعضاء آخرين، وبقيت الجزائر ممثلة بعضوين فقط، زطشي ونائبه عمار بهلول.
وبعد قرابة عام عن انتخابه، أعلن عمارة شرف الدين رغبته في الرحيل، فإن وافق أعضاء الجمعية العامة على استقالته، فستتراجع الجزائر خطوة أخرى إلى الخلف في الـ «كاف»، علما أن الرئيس الحالي عيّن عضوا باللجنة المالية للاتحاد الإفريقي في أفريل الماضي.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024