- رايس وهاب مبولحي: يعتبر من أقدم الأسماء في التشكيلة الحالية، وعمل على توظيف خبرته في هذه المباراة التي كانت مفتوحة على كل الاحتمالات، بما أن الفوز في ذهاب الدور الفاصل المؤهل إلى مونديال قطر 2022 بهدف وحيد غير كاف أمام منافس عنيد يلقّب بالأسود غير المروّضة، وبالرغم من انه تلقى هدفا مباغتا في الدقيقة 21 من عمر اللقاء، الذي جرى بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة أمام أنظار جماهير غفيرة جاءت لمساندة الفريق الوطني، إلا أنه كان في المرصاد في الكرات التي توالت على عرينه فيما بعد، حيث أخرج كرة خطيرة على مرتين في الدقيقة 68 من اللقاء عندما انفرد به أحد المهاجمين الكاميرونيين، الأمر الذي أعطى دفعا معنويا لزملائه من أجل الاستماتة لتسجيل هدف التعادل والتأهل في نفس الوقت، إلا أن غرابة كرة القدم والأخطاء الدفاعية خاصة في خط الوسط وعلى الرواق الأيسر كلّفه تلقي هدف ثان في آخر اللحظات، الأمر الذي جعل المنتخب الوطني يغيب للمرة الثانية على التوالي عن نهائيات كأس العالم، وبالتالي فإن مبولحي يكتفي بالمشاركة في مونديالي جنوب إفريقيا 2010 والبرازيل 2014، لكنه يبقى من أفضل حراس المرمى الذين تولّوا المهمة في صفوف المنتخب الوطني، وذلك راجع لانضباطه وأخلاقه وعزيمته، والدور الكبير الذي يقدّمه في مختلف الميادين القارية والعالمية.
- حسين بن عيادة: دخل بقوة في جو المباراة، حيث قدّم كرة رائعة في وسط دفاع الكاميرون في الدقائق الأولى، كما كان يساعد بن ناصر في الاسترجاع، وقام بتحويل الهجمات المرتدة لصالح الجزائر، وبالنظر للاحتكاك الكبير الذي كان في الوسط تلقى بطاقة صفراء، لكنه أثبت جدارته بالتواجد في المنتخب الوطني الأول، ونيله مكانة أساسية من خلال العمل الكبير الذي قام به في الخط الخلفي، حيث شكل ثنائيا رائعا رفقة محرز في الرواق، وكان يصعد دائما إلى الهجوم لتقديم الدعم لزملائه، من أجل فك شفرة دفاع المنتخب الكاميروني، وكانت له عديد التسديدات في مرمى الحارس اونانا، لكن براعة هذا الأخير احيانا وتفطن لاعبين المنافس أحيانا أخرى آلت دون التسجيل، كما أنه شكل ثنائيا في الخلف مع ماندي، وكان يعود لاسترجاع وتكسير الهجمات السريعة المعاكسة التي كان ينتهجها الخصم، وبالرغم من الإقصاء إلا أنه يبقى لاعبا مهما لأنه يملك إمكانيات ومهارات تسمح له بتقديم الإضافة للمنتخب الوطني في قادم المواعيد بعدما اندمج مع زملائه، خاصة أنه أصبح يملك خبرة لأنه شارك في مونديال العرب بقطر نهاية السنة الماضية.
- عيسى ماندي: قلب دفاع المنتخب الوطني كالعادة، إلا أنه لم يظهر بالمستوى الذي عهدناه بسبب نقص التركيز وتضيعه للكرة في منطقة الجزاء، وبالرغم من التزامه بالبقاء في الوراء بالنظر لطريقة لعب المنافس الذي اعتمد على المرتدات السريعة، حيث استغل كرتين للوصول إلى شباك مبولحي الأولى بعد ارتباك دفاعي في الدقيقة 21 والثانية في آخر الثواني قبل إعلان الحكم عن نهاية الموقعة، ليتحول الفرح إلى نكسة حقيقة. للإشارة فإن غياب التركيز كاد يكلفنا هدفا حقيقيا في الدقيقة 68 عندما انفرد لاعب كاميروني بالحارس مبولحي، ولحسن الحظ أن هذا الأخير كان في المكان المناسب وتمكن من صد الكرة، الأمر الذي يؤكد أن محور الدفاع الجزائري في هذه المواجهة كان بعيدا عن مستواه بسبب غياب بن سبعيني بداعي العقوبة نظرا لتراكم البطاقات. من جهة أخرى فإن ماندي من بين أقدم العناصر، ويملك الخبرة والتجربة في مثل هذه اللقاءات التي تبنى على جزئيات صغيرة، وتتطلب تركيزا كبيرا خاصة في اللحظات الأخيرة بما انه سبق له المشاركة في مباراة السد ضد بوركينافاسو سنة 2013، وذاق طعم المشاركة في المونديال بالبرازيل 2014، الأمر الذي يجعله يتحمل أكبر نسبة الأخطاء الذي كلف عدم مشاركة الجزائر في موعد قطر.
- جمال بلعمري: عمل كمدافع متقدم في عديد الفترات، حيث كان يساهم في الاسترجاع، وصدّ الهجمات المباشرة، كما كان له دور التغطية على يوسف عطال في الرواق الأيسر لأنه كان كثير الصعود إلى الهجوم، الأمر الذي شكّل ضغطا على بلعمري في عدة مرات، وكان بعيدا عن ماندي اي أن الثنائي لم ينسق كما يجب بدليل انه كان متواجدا في منطقة لحظة تسجيل الهدف الاول، كما أنه أنقذ المرمى من كرة خطيرة قبل لحظات عن نهاية المرحلة الأولى، لكن بالنظر للتكتيك الذي سارت عليه المواجهة والضغط العالي الذي عرفته كان له تأثير على مردود اللاعب، الذي يعتبر من بين أفضل المدافعين في المنتخب الوطني، إلا أن خبرته هو الآخر لم تسعفه وأخطاء بسيطة جعلت الجميع يدفع الثمن بعدم المشاركة في المونديال، الذي كان سيختم به مشواره الدولي بالنظر لتقدمه في السن، وتبخر الحلم في ثواني فقط.
- يوسف عطال: على غير العادة أقحمه بلماضي في الرواق الأيسر لتعويض بن سبعيني المعاقب، لكن عطال لم يقم يواجبه الدفاعي كما يجب، وكان كثير الصعود إلى الأمام اي انه كان ذو نزعة هجومية، الأمر الذي تفطن له لاعبو الكاميرون، واستغلوا ذلك في صناعة الهجمات على الجهة اليسرى بسبب وجود المساحات، وتحصلوا على عدة ركنيات خاصة أنه عائد من الإصابة، وبالرغم من محاولة بلعمري تغطية ذلك رفقة ماندي الا انه خلق ارتباطا في خط الدفاع، وساهم في تلقي هدفين مع وجود عديد الكرات الخطيرة التي أبعدها اللاعبون تارة، وتارة أخرى تصدى لها مبولحي، لكن كانت له عدة كرات في الأمام، إحداها أن تأتي بهدف وتحصل على عدة ركنيات خاصة في الشوط الأول حيث شكل ثنائيا مع بلايلي، وبما أن الأمور كانت تسير لصالح الخصم عوّضه بلماضي بتوبة، في الدقيقة 8 من الوقت الإضافي الأول، حيث أعطى هذا الأخير الإضافة رغم أنه لعب دقائق فقط لكنه دخل مباشرة في جو المباراة وأعاد التوازن الرواق الأيسر، وكان وراء هدف التعادل الذي فجّر الجزائر فرحا لأنه كان قبل لحظات عن نهاية الموقعة، وبالرغم من أن الأمور سارت عكس ذلك فيما بعد إلا أن اللاعب أحمد توبة صاحب الـ 24 ربيعا يعتبر مكسبا حقيقيا للخضر بالنظر لإمكانيته الفردية وطول قامته، بدليل أنه سجّل من رأسية رائعة مستغلا ركنية نفّذها غزال بإحكام.
- عبد القادر بدران: قام بدور مهم في وسط الدفاع والرواق الأيمن، حيث كان يقوم بالاسترجاع وتحويل الكرات إلى هجمات معاكسة، وكان يصعد كثيرا إلى منطقة الكاميرون من أجل تقليل الضغط على محرز في الرواق ومساعدة زملائه في إيقاف الهجمات المرتدة التي اعتمد عليها الفريق الكاميروني، وبالنظر لنيته القوية تفوق في أغلب الصّراعات الفردية، كما أنه يحسن مراقبة الكرة وتوزيعها لتشكيل التوازن بين الخطوط، إضافة إلى دوره الدفاعي الذي قام به، حيث كان دائما يعود إلى الخلف لدعم ماندي وبلعمري.
-يوسف بلايلي: كالعادة تحرّك كثيرا في وسط الميدان، وكان يتبادل المناصب مع محرز أثناء الهجمات القادمة من الاروقة، حيث كان ينشط كثيرا في جهة عطال، وشكل ثنائيا معه من أجل إيجاد الحلول اللازمة للوصول الشباك، وبالفعل خلق عدة كرات خطيرة وكان ينفذ الركنيات على الجهة اليمنى وكذا المخالفات القريبة من منطقة جزاء الكاميرون، الا أن الحظ لم يسعفه في عدة مرات، الأمر الذي جعل بلماضي يستبدله في الدقيقة 76 برشيد غزال، هذا الأخير تمكن من خلق فرص جيدة، وأعطى الإضافة من خلال تحركاته وسرعته في التعامل مع الكرات، وكان وراء تنفيذ الركنية التي جاء منها الهدف الذي سجله توبة، وبالتالي أكد أنه يستحق التواجد في قائمة بلماضي، وبإمكانه تقديم الكثير في المستقبل بما أن الامور لم تنته هنا، بل سيكون إعادة ترتيب الأوراق للانطلاق نحو أهداف جديدة.
- إسماعيل بن ناصر: سيد معركة الوسط، قام بدوره كما يجب في وسط الميدان، حيث كان يقدم كرات رائعة للهجوم وعمل على تكسير الهجمات المعاكسة، كما أنه تفوق في كل الصراعات الثنائية وأوقف المهاجم موتينغ في عدة مرات، خاصة أنه يحسن المراوغة والتفاوض مع الكرات العالية، وعمل على التوزيع أحيانا في الجهة اليمنى وأحيانا في قلب الدفاع، كما أنّه توغّل في عدة مناسبات داخل منطقة الـ 18 مربكا دفاع المنافس، وسدد نحو مرمى الحارس انانا عديد الكرات.
- إسلام سليماني: كان له دور في الجانب الدفاعي في وسط الميدان بالنظر للضغط الذي فرضه الخصم بعد تسجيل الهدف، وبالرغم من محاولاته العديدة الا انه لم يفلح الا في مرة واحدة سجل هدفا ألغاه الحكم بسبب اصطدام الكرة بذراع سليماني، لكن الثنائي واصل سعيا من أجل فك الشفرة، والعمل على تحرير محرز الذي فرضت عليه رقابة كبيرة لأن الكاميرونيين يعلمون جيدا ما الذي يفعله قائد الخضر ونجم السيتي عندما تتاح أمامه الفرصة.
- رامز زروقي: لم يقدّم هذا اللاعب الشيء الكثير، حيث كان بعيدا عن مستواه وارتكب أخطاء كثيرة في وسط الميدان، كما أنه لم يقم بواجبه، أي انه لم يكن في أفضل حالاته ما جعل بلماضي يغيره بسفيان بن دبكة في الدقيقة 76، هذا الأخير تحرّك وحاول تقديم الإضافة، إلا أن مجريات اللقاء أوجبت ضرورة الاعتماد على الكرات المرتدة.
- رياض محرز: قائد الفريق كالعادة وكان بمثابة صانع اللعب، حيث تحرّك كثيرا في وسط الميدان وعلى الرواق الأيمن، وكان يدخل لمنطقة الجزاء لمساعدة سليماني في عملية الهجوم، كما أنّه كان ينفّذ الركنيات التي تكون على يسار الحارس اونانا، ضيّع كرة تسجيل الهدف في بداية الشوط الثاني بعد كرة قدّمها له بدران، الذي قام بعمل رائع عندما حوّل الهجمة إلى مرتدة لصالح الخضر، كما أنّه وقع في فخ التسلل في بعض الأحيان بسبب اندفاعه للتسجيل، وعمل بطريقة معتادة من خلال تغيير جهة الكرة أحيانا لبلايلي وأحيانا لسليماني، إلا أنّه لم يتمكّن من التسجيل هذه المرة، ولم يتحصّل على كرة ثابتة في المنطقة التي تساعده على إسكانها الشباك لأنّه كان مراقبا.