تكتسي مواجهات الجولة الثانية في رابطة أبطال إفريقيا أهمية كبيرة بالنسبة لممثلي الكرة الجزائرية شباب بلوزداد ووفاق سطيف، حيث سيكونان أمام فرصة التأكيد خلال مواجهة كل من الترجي التونسي والرجاء البيضاوي المغربي بعد النتائج الطيبة التي حققاها ممثلا الجزائر في الجولة الاولى، حيث سيكون الفوز في الجولة الثانية فرصة من اجل تعبيد الطريق للبقاء في دائرة المنافسة على تأشيرتي التأهل.
نجح وفاق سطيف وشباب بلوزداد في العودة بنتيجة ايجابية خلال الجولة الاولى لرابطة أبطال افريقيا، حيث استطاع الوفاق العودة بالنقاط الثلاث من غينيا خلال مواجهة حوريا كوناكري بينما اكتفى شباب بلوزداد بالتعادل، وعاد بنقطة من تونس خلال مواجهة النجم الساحلي رغم أنه كان بامكانه العودة بكامل الزاد لو أحسن مرزوقي التعامل مع ركلة الجزاء التي منحها الحكم للشباب في اللحظات الاخيرة من المواجهة، وكان التعادل بطعم الهزيمة رغم ان الفريق عاد بنقطة ستفيده كثيرا خلال بقية المشوار.
المفارقة أن انطلاقة الوفاق والشباب خلال دور المجموعات هذه المرة كانت مغايرة للموسم الماضي أين حققا نتائج سلبية في المرحلة الأولى قبل ان يعودا الى المنافسة في المرحلة الثانية من دور المجموعات وكان من حسن حظ الشباب انه عاد في الوقت المناسب بينما لم يستطيع الوفاق التدارك، حيث فاته قطار التأهل الذي كان لصالح منافسيه، وهو ما يؤكد أن الاندية الجزائرية عازمة هذا الموسم على قول كلمتها في المنافسة القارية رغم ان المامورية لن تكون سهلة في ظل تواجد اندية عريقة وعملاقة تنافس هي الاخرى على اللقب.
وضع فريق شباب بلوزداد هدف التأهل الى ربع النهائي لتحقيقه خلال دور المجموعات الا ان الأهداف تبدو متباينة بين الفريقين، فالشباب يملك المؤهلات التي تسمح له بالمنافسة على اللقب وبلوغ نصف النهائي على الاقل عكس الوفاق الذي يسعى لبلوغ اقصى نقطة في رابطة الابطال مع عدم تحديد هدف واضح لتفادي الضغط النفسي على اللاعبين، الذين يدركون ان المنافسة على اللقب تبدو صعبة للغاية لكن املهم كبير من الوصول الى ربع او نصف النهائي.
يمتلك الوفاق والشباب الخبرة اللازمة من اجل الذهاب الى ابعد نقطة في رابطة الأبطال من خلال تواجد مجموعة مميزة من اللاعبين، الذين لعبوا من قبل المنافسة القارية، والامر ليس بغريب عليهم وهو الأمر الذي يسهل كثيرا من مهمة الجهاز الفني، خاصة خلال المباريات التي تجري خارج الديار، وهو الامر الذي ظهر خلال مواجهة الوفاق وحوريا كوناكري، حيث استطاع ممثل الكرة الجزائرية السيطرة على المباراة ولاعبوه سيروا المواجهة بذكاء وخبرة كبيرين.
نفس الامر ينطبق على الأجهزة الفنية، فمدربا الشباب والوفاق لهما باع طويل في المنافسة القارية، وخبرة شخصية على المستوى الدولي ستسمح لهم بتوظيف التعداد المتوفر بطريقة جيدة مع العمل على تحضير اللاعبين جيدا من الناحية النفسية من اجل تحقيق النتائج الايجابية خلال المباريات التي تجري خارج الديار، وهو ما ظهر على مستوى الوفاق والشباب خلال خرجتهما الى تونس وغينيا.
الاجهزة الفنية كان عليها القيام بعمل كبير من الناحية البدنية من اجل استرجاع اللاعبين لإمكانياتهم البدنية بما ان الفارق ليس كبيرا بين المواجهة الاولى والثانية، وهو ما يجعل الجهاز الفني لكل فريق يأخذ حذره بخصوص التحضير للمواجهة الثانية، خاصة من الناحية البدنية التي تبقى من الامور المهمة في تحضير اي فريق.
أشبال الكوكي أمام فرصة الانفراد بالمقدّمة
تكتسي مواجهة الرجاء البيضاوي أهمية كبيرة بالنسبة لوفاق سطيف، خاصة أن صدارة المجموعة في المزاد بعد أن فاز الفريقان في الجولة الاولى وهو ما جعلهما يتساويان في عدد النقاط بثلاث في رصيد كل واحد، وهو ما يجعل المواجهة المرتقبة بينهما، غدا الجمعة، في غاية الاهمية خاصة بالنسبة للوفاق الذي سيكون امام فرصة الانفراد بالصدارة في حال حقق الانتصار وهو ما ينتظره الأنصار، حيث يدركون ان الفريق امام الفرصة المواتية للانقضاض على الصدارة.
من الناحية الفنية الرجاء البيضاوي هو الافضل من حيث المستوى مقارنة بفريقي حوريا كوناكري وامازولو الجنوب افريقي، وهو ما يجعل الوفاق يواجه خصمه الرئيسي في المجموعة بما ان الرجاء يطمح لانهاء دور المجموعات في الصدارة من اجل الحصول على افضلية الاستقبال خلال المواجهة الثانية في ربع النهائي مما يعزز حظوظه في بلوغ المربع الذهبي.
كل هذه الحسابات لم تكن موجودة في مفكرة الوفاق قبل مباراة حوريا كوناكري لكن العودة بالنقاط الثلاث من غينيا قلب الموازين وجعل الفريق يعيد حساباته في المجموعة وبعد ان كان يتمنى إنهاء المنافسة في المركز الثاني جعله الطموح يفكر في الصدارة من بوابة الرجاء، حيث سيكون الفوز في المواجهة المقبلة اكثر من ضروري بالنسبة للوفاق على امل الاستثمار في الحالة الفنية الجيدة للاعبين.
حتى من الناحية النفسية الفوز على الرجاء البيضاوي احد المرشحين للمنافسة على اللقب سيمنح اللاعبين دفعة معنوية كبيرة في بقية المشوار، وعلى الورق الوفاق سيواجه بعد مباراة الرجاء، امازولو وحوريا كوناكري وهما المواجهتان اللتان لن تكونا في نفس قوة مواجهة الرجاء البيضاوي مما يجعل الوفاق امام منعرج حقيقي خلال مواجه الغد، فالفوز في هذه المواجهة سيسهل العديد من الامور على الفريق.
الفوز الذي عاد به الفريق من غينيا أمام حوريا كوناكري لن يكون له أي معنى في حال فشل الوفاق في الفوز على الرجاء البيضاوي لان قيمو الفوز في غينيا ستكون كبيرة في حال فاز الوفاق على ارجاء حينها سيثري رصيده بست نقاط كاملة ويقربه كثيرا من تحقيق هدفه الاول المتمثل في التاهل الى ربع النهائي، خاصة أنه سيستقبل مرتين فيما بعد على ملعبه كل من حوريا كوناكري وامازولو والفوز بهاتين المبارتين يرفع رصيد الفريق لـ 12 نقطة كاملة ستكون كافية للتأهل.
التحضير النفسي سيكون مهما لمواجهة الرجاء، وهو الامر الذي يدركه المدرب الكوكي جيدا خاصة أن الفوز في المواجهة الاولى سيفتح الباب أمام الضغوطات على اللاعبين من جهة الانصار الذين لن يرضوا باقل من الفوز في مواجهة الرجاء، حيث تعمد المدرب التونسي التركيز على الجانب النفسي قبل المواجهة المرتقبة غدا لانه يدرك ان اللاعبين لعبوا مواجهة حوريا كوناكري بدون ضغوطات لانها جرت خارج الديار وحتى في حال اخفقوا لن يتعرضوا الى انتقادات كبيرة عكس ما هو الحال فيما يتعلق بالمواجهات التي تجري داخل الديار والتي يكون فيها الفوز اكثر من ضروري.
لاعبو الوفاق من جهتهم يدركون أن المباراة ستكون مباراة اللاعبين فوق أرضية الميدان، ويجب عليهم العمل على الفوز لان الفرصة لن تكون في كل مرة متاحة بمواجهة المنافس الاول في المجموعة، وهو في وضعية مريحة بعد العودة بانتصار من غينيا مما يعزز قوتهم الذهنية خلال المواجهة.
الشباب لتحقيق انتصاره الأوّل من بوّابة الترجي
ظهر شباب بلوزداد بمستوى رائع خلال مواجهة النجم الساحلي التونسي في الجولة الاولى، وتسيد المباراة من البداية الى النهاية لكن النجاعة الهجومية خانته حتى ركلة الجزاء المستحقة التي منحها الحكم للفريق فشل المهاجم مرزوقي في ترجمتها الى هدف، وهو ما جعل التعادل يعد يطعم الخسارة بالنسبة للفريق مقارنة بالمنافس الذي نجى من الهزيمة باعجوبة كبيرة.
الأكيد أن المدرب باكيتا واللاعبين تيقنوا أنهم ضيعوا فوزا سهلا كان قد يفيدهم كثيرا في بقية المشوار، الا ان التدارك يبقى ممكنا شريطة الحفاظ على نفس المستوى في المواجهة المقبلة والبحث عن كيفية هز الشباك بما ان اللمسة الأخيرة غابت عن الفريق رغم تواجد المهاجم عريبي الذي ظهر بعيدا عن مستواه ومتاثرا من الناحية البدني من نقص المنافسة.
استفاد شباب بلوزداد من الانتعاشة البدنية التي يمر بها بحكم ان البطولة لم تتوقف خلال فترة اجراء بطولة افريقيا عكس البطولة التونسية التي كانت متوقفة لاكثر من 20 يوما، وهو الامر الذي اثر على المستوى البدني للاعبين، حيث ظهر النجم الساحلي بمستوى بدني هزيل، ونفس الأمر ينطبق على الترجي الذي ورغم انه فاز في المواجهة الاولى، الا ان التعب بدا ظاهرا على اللاعبين خلال الشوط الثاني من المواجهة. لن يحتاج شباب بلوزداد الى تعديل العديد من الامور بما انه وصل الى مرمى المنافس خلال الجولة الأولى لأكثر من مناسبة لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة وهو ما عمل المدرب على اصلاحه خلال فترة التحضير لمواجهة الترجي لانه يدرك ان هذه المباريات لا تتطلب تضييع الكثير من الفرص، ويتوجب استغلال اي فرصة تتاح للفريق، وحبذا لو كانت في بداية المباراة من أجل زيادة الضغط النفسي على المنافس.
مواجهة الترجي ستكون مباراة خاصة للاعبي الشباب خاصة أن المنافس هو من أخرجهم من ربع نهائي المسابقة خلال الموسم الماضي بعد فوزه بركلات الجزاء، وهو ما يجعل المواجهة ثارية بالنسبة للاعبي شباب بلوزداد والفرصة مواتية من اجل تحقيق الانتصار والرد على المنافس على ارضية الميدان.
المهاجم عريبي انتقل الى الفريق على أمل بعث مشواره الكروي من جديد بعد فترة صعبة في نيم الفرنسي لكنه لم يجد معالمه بعد، حيث يعمل بجد في التدريبات من اجل استعادة مستواه المعهود، وهو الذي كان هداف رابطة أبطال إفريقيا منذ موسمين عندما كان لاعبا في النجم الساحلي التونسي، حيث يتمنى الأنصار ان يعود لمستواه الطبيعي، خاصة ان هذا الأمر سيفيد الفريق كثيرا من اجل تحقيق هدفه الأول المتمثل في التاهل الى ربع النهائي وانتزظار عملية القرعة.
مواجهة الترجي قد تعرف مشاركة المهاجم الجديد في الفريق علي رغبة، الذي تعاقدت معه الادارة خلال فترة الانتقالات الشتوية قادما من ليسار سيتي الانجليزي، ويراهن الانصار عليه كثيرا من اجل منح الاضافة للفريق في المنافسة القارية بما انه من اللاعبين الذين يتمتعون بمستوى فني كبير، وسيكون مطالبا بإظهار قدراته على ارضية الميدان من اجل إقناع الأنصار بأحقيته بحمل الوان شباب بلوزداد.
التنافس في وسط الميدان سيكون كبيرا، وهنا يقع عاتق منح التوازن لخط الوسط على عاتق الثنائي المتالق دراوي وميزراق اللذين يعدان من المكاسب التي يتوفر عليها الفريق بحكم الامكانيات الفنية الكبيرة والاضافة التي يقدمانها في كل مباراة دون نسيان الخبرة والثقة الكبيرة التي اصبحا يتمتعان بها بعد المشاركة مع المنتخب المحلي في كاس العرب ومساهمتهما الفعالة في التتويج.
يتمتع المدرب باكيتا بخبرة كبيرة على هذا المستوى، خاصة انه من المدربين الذين اشرفوا على العديد من الاندية والمنتخبات من قبل، واكتسب خبرة كبيرة دون نسيان مستواه الفني الراقي، ولا يمكن اغفال الدور الكبير الذي لعبه من أجل تطوير المستوى الفني للشباب، وقد نجح في هذا الامر الى حد بعيد في انتظار التاكيد على مستوى المنافسة القارية التي توليها إدارة شباب بلوزداد أهمية كبيرة على أمل معانقة التتويج القاري لأول مرة.
يواجهان الترجي التونسي والرجاء البيضاوي
بلـوزداد والوفـــــاق أمام فرصة التّأكيد في رابطة الأبطال
عمار حميسي
شوهد:417 مرة