قفزت الرابطة المحترفة لكرة القدم إلى المركز 29 عالميا متقدمة بـ 47 مركزا، مقارنة بالترتيب السنة الماضية الذي قامت بنشره الفدرالية الدولية لتاريخ كرة القدم والإحصاء، وهو ما يعد قفزة نوعية لواجهة كرة القدم الجزائرية، التي بالرغم من الانتقادات اللاذعة التي تتعرض لها كل موسم ، إلا أنها تتمكن كل سنة من تسويق لاعبين مميزين إلى مختلف بطولات العالم.
عادت هذه السنة البطولة الوطنية إلى الواجهة بعد تقرير الفدرالية الدولية لتاريخ كرة القدم والإحصاء، الذي وضع الجزائر في المركز التاسع والعشرين عالميا، والثاني قاريا بعد البطولة المصرية، متقدمة على بطولات عربية وأوروبية قوية، على غرار البطولة المغربية والتونسية والجنوب أفريقية، بالإضافة إلى البطولة السعودية والقطرية، وكذا السويسرية والروسية والأمريكية، التي تملك فرقها إمكانيات كبيرة وأموالا طائلة هياكل قاعدية مميزة، جعلتها تطور البطولات التي ينشطون بها، خصوصا مع سياسة انتداب أفضل اللاعبين بالعالم في صورة ما حدث هذا الموسم بدوري نجوم قطر، حين تمكن فريق الريان القطري الذي يلعب له الدولي الجزائري ياسين براهيمي، من التعاقد مع النجم الكولومبي خاميس رودريغيز.
عودة بطولة الرابطة المحترفة لكرة القدم إلى الواجهة هذا الموسم، راجع بدرجة كبيرة إلى مستوى المنتخب الوطني في السنوات الثلاثة الأخيرة، الذي كلل بتتويج «الخضر» بكأس أمم أفريقيا، ومعانقة المنتخب المحلي لأول كأس عربية للأمم في تاريخها، خصوصا أنه من بين صناع النجاح لاعبون تخرجوا من المدارس الكروية الجزائرية، في صورة كل من (سليماني، سوداني، حليش، بن العمري، بدران، بوداوي، عطال، بن سبعيني، بلايلي، بونجاح، بن دبكة .. وغيرهم).
في ذات السياق، فإنّ الهجرة الجماعية للاعب الجزائري، في السنوات الأخيرة، إلى البطولات التونسية والمغربية والمصرية والسعودية والقطرية وحتى البلجيكية والفرنسية والسويسرية، رفعت من قيمة البطولة الوطنية التي أصبحت تعد خزانا لنجوم الكرة، خصوصا منذ عودة نادي بارادو إلى الرابطة المحترفة لكرة القدم، الأخير تمكن من تسويق 12 لاعبا لوحده إلى أوروبا ومختلف البطولات العربية، الأمر الذي دفع الفرق الأخرى إلى العودة إلى التكوين وتسويق اللاعبين في صورة نصر حسين داي الذي قام بتحويل الرباعي الشاب (توقاي، زردوم، بوتمان، واجي)، وكذا مولودية وهران الذي باع عقود كل من (حلايمية، مصمودي) وأخيرا المهاجم بومدين فريفر الذي لعب، منذ يومين، أول لقاء له بألوان مستقبل سليمان في البطولة التونسية، بالإضافة إلى فريق وفاق سطيف الذي حول الرباعي (بوصوف، عمورة، غشة، لعوافي)، في انتظار التحاق أسماء جديدة بعالم الاحتراف على غرار الثنائي دغموم وقندوسي.
من جهة أخرى، لم تخدم الأندية الجزائرية البطولة الوطنية كثيرا، حيث اختير فريق شباب بلوزداد في المركز 104 في الترتيب العالمي للفدرالية الدولية لتاريخ كرة القدم والإحصاء، بالرغم من سيطرته على الرابطة المحترفة لموسمين متتاليين، وحصده لخمسة ألقاب في الخمس سنوات الأخيرة، وبلوغه الدور ربع النهائي من منافسة رابطة الأبطال الأفريقية.
مرتبة شباب بلوزداد وضعته في الصف الثامن قاريا خلف كل من الأهلي المصري المتصدر الذي نصب في المركز العشرين عالميا، وبعده فرق (بيراميدز، الرجاء، الزمالك، الوداد، صان داونز، سيمبا)، ليأتي شباب بلوزداد وخلفه منشط نهائي كأس الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم شبيبة القبائل صاحب المركز 113 عالميا والتاسع قاريا.
ترتيب يؤكد أنه على الفرق الجزائرية العمل أكثر والاستثمار في طاقاتها الشبانية، من أجل محاولة السيطرة على القارة السمراء في السنوات القادمة، والمحافظة على هيبة الرابطة المحترفة الضائعة في السنوات الأخيرة، بفعل التسيير الهاوي والمشاكل المادية التي أثقلت كاهل أندية النخبة التي تعاني كل موسم، من أجل تسديد ديونها اتجاه اللاعبين ومختلف الأطقم.
يذكر أنّ الفدرالية الدولية لتاريخ كرة القدم والإحصاء أنشأت سنة 1984، وتملك عدة جرائد ومجلات وموقع تنشر فيه مختلف احصائيات المنتخبات والأندية واللاعبين في مختلف البطولات العالمية، كما باشرت في الإعلان عن ترتيب أفضل البطولات بالعالم، وكذا أفضل الأندية منذ تاريخ 1991، أيّ تحديدا منذ ثلاثين عاما، وهو ما يجعلها قيمة ثابتة في البحوث حول تاريخ الساحرة والمستديرة والإحصاء.
