يسعى منتخب السنغال لمواصلة مشواره الناجح في كأس أمم افريقيا، من خلال تخطي عتبة منتخب الرأس الأخضر في ثمن نهائي المسابقة، اليوم، حيث سيكون زملاء ساديو ماني مطالبين بالظهور بمستوى أكثر إقناعا من الذي قدموه في دور المجموعات عكس منتخب المغرب المطالب بالتأكيد خلال مواجهة مالاوي وهو الذي حقق نتائج مميّزة في دور المجموعات.
ظهر منتخب السنغال بمستوى باهت خلال دور المجموعات لكأس افريقيا بعد أن حقق انتصارا واحدا وتعادلين أمام مالاوي وغينيا، حيث كان الجميع يتوقع أن يتصدر السنغال المجموعة برصيد تسع نقاط من ثلاث انتصارات، إلا أنّ أشبال المدرب اليو سيسي وجدوا صعوبات كبيرة عكس العادة.
ربّما يمكن إيجاد الأعذار لمنتخب السنغال بحكم أنه المنتخب الوحيد الذي لعب مواجهتين على الثانية زوالا مقارنة بكل المنتخبات الأخرى، وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، إلا أنّ تحقيق نتائج إيجابية في مباريات تجري في وقت ذروة ارتفاع الحرارة والرطوبة يبقى أمرا صعبا.
دور المجموعات يختلف عن الأدوار الاقصائية، حيث لن يكون المجال متوفرا بالنسبة للسنغال من أجل التعويض في حال الخسارة، حيث سيكون عليه الظهور بمستوى أفضل وتحقيق انتصار مقنع خاصة أنه يسعى لإعادة سيناريو الطبعة الماضية على الأقل من خلال بلوغ النهائي.
الفوارق واضحة على الورق بين السنغال والرأس الأخضر إلا أنّ المنافسة في كأس افريقيا الجارية وقائعها بالكاميرون متقاربة بين كل المنتخبات ولا يوجد منتخب قوي وآخر ضعيف، حيث وجدت جل المنتخبات صعوبات في تحقيق الانتصارات التي لم تكن بالسهولة المنتظرة.
منتخب الرأس الأخضر ظهر بمستوى مقبول في الدور الأول، حيث استطاع تحقيق نتائج جيدة سمحت له بالتأهل إلى ثمن النهائي إلا أن طموحه لن يقف عند هذا الحد، حيث يسعى لمواصلة المغامرة من خلال إحداث المفاجأة وإقصاء منتخب السنغال الذي يبقى واحدا من أبرز المرشحين للفوز باللقب.
يراهن الجهاز الفني لمنتخب الرأس الأخضر على الصلابة الدفاعية الذي يتميز بها منتخبه وهو الذي يعد من نقاط قوته، إلا أن هذا الأمر لن يكون كافيا من أجل تخطي عتبة السنغال، حيث سيكون هجوم المنتخب مطالب بالانتفاضة والظهور بمستوى أفضل، من خلال المغامرة أكثر من الناحية الهجومية.
من جهته، يواجه منتخب المغرب نظيره منتخب مالاوي الذي يطمح لإحداث المفاجأة أمام منتخب مغربي قدم مستوى مميّزا في دور المجموعات، من خلال انتصارين وتعادل أمام الغابون، وهو الأمر الذي سمح له بتصدر المجموعة فيما ظهر منتخب مالاوي بمستوى مقبول في دور المجموعات ولا يريد المغادرة من هذا الدور، بالنظر إلى رغبته في تحقيق مشاركة تاريخية في هذا الحدث القاري الكبير.
كان منتخب المغرب من أكثر المنتخبات إقناعا في دور المجموعات بفضل ثبات مستواه وقوته الكبيرة من جميع النواحي الدفاعية أو الهجومية، حيث عكس هذا الأمر العمل الكبير الذي قام به التقني البوسني وحيد هاليلوزيتش الذي ألغى الفردية واعتمد على الجماعية، بدليل أنه استبعد نجم تشيلسي الانجليزي حكيم زياش بسبب عدم تقبله لطريقة اللعب المفروضة على اللاعبين.
مواصلة الانتصارات لن يكون سهلا على منتخب المغرب الذي يريد نسيان مرحلة المجموعات وبداية مرحلة جديدة، من خلال مواجهة مالاوي في الأدوار الاقصائية التي ستكون مختلفة تماما عن مباريات دور المجموعات، أين كان التعويض فيها ممكنا لكن الأمور فيما بعد ستكون مختلفة.
يراهن البوسني هاليلوزيتش كثيرا على مجموعة من اللاعبين المميزين بقيادة مدافع ولفرهامبتون الانجليزي رومان سايس وسفيان بوفال الذي كان حاسما في دور المجموعات مع إمكانية غياب حكيمي والحارس بونو للإصابة، حيث لم تتأكد مشاركتهما بعد في مواجهة اليوم.
منتخب مالاوي سيكون أمامه تحد كبير وهو تجاوز منتخب المغرب الذي يعد من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، إلا أنّ إحداث المفاجأة يبقى ممكنا، حيث يراهن الجهاز الفني لمنتخب مالاوي على القوة البدنية وتعود اللاعبين على اللعب في هذه الأجواء المناخية عكس لاعبي منتخب المغرب.
ظهر منتخب مالاوي بمستوى جيد في دور المجموعات، حيث فاز على زمبابوي وتعادل مع السنغال، فيما خسر مباراة واحدة فقط ومواجهة المغرب ستكون مقياسا كبيرا على مدى قدرة الفريق على مواصلة المغامرة الإفريقية.
البرنامج
السنغال - الرأس الأخضر 17:00
المغرب - مالاوي 20:00